إعلان

عام على مناداة السيسي بـ"الثورة الدينية".. وتجديد الخطاب الدينى "محلك سر"

10:14 ص الثلاثاء 22 ديسمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ــ عبدالرحمن أحمد:
"أنتم والدعاة مسؤولون أمام الله عن تجديد الخطاب الديني وتصحيح صورة الإسلام، وسأحاججكم به أمام الله"، بهذه الكلمات بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته، خلال احتفالية وزارة الأوقاف والأزهر الشريف بالمولد النبوي الشريف بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات، في الأول من شهر يناير 2015.

إذًا نحن بصدد عام بالتمام على دعوة الرئيس السيسي للعمل على تصحيح الأفكار والمفاهيم التي ليست من ثوابت الدين والتي وصفها بـ"الثورة الدينية" خاصة بعد أصبحت ضرورة مُلحة مع تصاعد حدة ظاهرة التطرف في العالم، تلك الدعوة التي حملها للأزهر الشريف، إماما ودعاة، وكان شاهدًا عليها كلًا من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، فهل نجحت هذه المؤسسات الدينية أن تضع قدميها على طريق هذه الثورة؟

"عدم وضوح الرؤية"
حينما شرع الأزهر في قضية تجديد الخطاب الديني، من خلال ندوة "التجديد في الفكر"، والتي أقيمت أواخر أبريل الماضي، بحضور الدكتور أحمد الطيب، لم يتذكر مسئولو الأزهر موضوعًا في غاية الأهمية، وهو ما المراد بالتجديد، وهى الكلمة التي "فشلت" المؤسسة الدينية بأكملها في تعريفها حتى الآن.

يقول أحد مشايخ الأزهر الشريف ـ فضّل عدم ذكر اسمه ـ إن قيادات المشيخة، والقائمين على أمر تجديد الخطاب الديني، لم يبذلوا أي جهدًا لإيضاح أبسط الأمور ألا وهي ما هو المراد بالتجديد هل هي الخُطبة أم المادة العملية أم الكفاءات الدعوية نفسها، وما هي المعايير التي تم وضعها لمن يلتحق بالعمل الدعوي.

وأضاف لمصراوي، أن المشيخة ليست لديها رؤية محددة وواضحة لتجديد الخطاب الديني، نافيًا أن تكون حتى وضعت خطة لذلك، مشيرًا إلى أن اللقاءات التي عقدها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مع المثقفين والأدباء لوضع آليات وضوابط تجديد الخطاب، ما هي إلا "شو إعلامي" لإرسال رسالة لمؤسسة الرئاسة، أن المشيخة قادمة في طريق التجديد على غير الحقيقة ــ وفقًا لحديثه.

صراع الأزهر والأوقاف
في نهاية ديسمبر من العام الماضي، عرفت المشاكل طريقها إلى المؤسسة الدينية، حيث قالت مصادر بوزارة الأوقاف، إن الدكتور محمد مختار جمعة، أعلن التمرد على شيخ الأزهر، في سابقة لم تعرفها المؤسسة الدينية من قبل، وحرّض زملائه على المستشار القانوني للإمام الأكبر، ومعه الدكتور عباس شومان، لاستبعادهما من المشيخة بدعوى انتمائهما لجماعة الإخوان، وواجه الطيب ذلك باستبعاد الوزير من جميع الزيارات الخارجية، ومن المكتب الفني للإمام الأكبر ــ على حد قوله.

وأضافت المصادر لمصراوي، أن "وزير الأوقاف، حذف اسم الإمام الأكبر من القوافل الدعوية المشتركة التي كانت تقوم بها الوزارة والمشيخة، واستبعده من إلقاء الكلمة الرئيسية لأي مؤتمر تابع للوزارة، بسبب الحرب الدائرة بينهما" ــ وفقًا للمصدر.

وأوضحت المصادر، أن شيخ الأزهر، واجه ذلك باستبعاد وزير الأوقاف، من عضوية المكتب الفني، وأعاد تشكيله من جديد برئاسة الدكتور عباس شومان وكيل شيخ الأزهر.

تردي أحوال الدعاة
يعاني الدعاة والوعاظ في الأزهر الشريف من مشاكل كثيرة، وعلم مصراوي، من مصادر مطلعة باللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، أن الإمام الأكبر لم يلتق الوعاظ، منذ فترة طويلة جدًا، واكتفيا فقط بالتقارير المجمَّلة التي تُرفع إليه.

وأضافت المصادر لمصراوي، أن "شيخ الأزهر لم يكلف نفسه عناء النزول إلى مناطق الوعظ، للتعرف عن قرب على المشاكل التي تواجه الوعاظ، الذين يعق على عاتقهم تجديد الخطاب الديني".

وتواصل مراسل مصراوي، مع عدد من هؤلاء الوعاظ للتعرف على مشاكلهم، والتي خلصت في أن مرتباتهم الشهرية لا تكفي لمتطلبات الحياة، من مأكل وملبس ورعاية وعناية، في ظل أجواء مرتفعة الأسعار، مطالبين أن يكون لهم تأمين صحي وطبي شامل أسوة ببقية العاملين بالدولة.

وطالب الوعاظ، الأزهر الشريف بعقد الدورات التأهيلية لهم حتى يتمكنوا من اداء رسالتهم، وأن يتم تزويدهم بكل ثقافات العصر، حتى يواجهوا الأفكار الغريبة ويفندون شبهها ويكشفون عوارها، كما طالبوا الدولة بمنحهم كادرا خاصا، كبقية العاملين، وأن يتم تأسيس نقابة خاصة تعبر عنهم.

أسباب الفشل
ومن جانبه، يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية المتفرغ بجامعة الأزهر، إن تجديد وتطوير الخطاب الديني لن يحدث في مصر، في ظل التعامل معه على أنه تكليف لابد من تنفيذه.

وأضاف كريمة في تصريحات لمصراوي، أن العلاقة المتوترة  بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ستؤثر بالطبع على تجديد الخطاب الديني، لأن المؤسستان لابد أن يعملان جنبًا إلى جنب لإنجاز موضوع التجديد.

ولفت أستاذ الشريعة الإسلامية، أن "هناك محاولات كثيرة تمت من أجل إتمام الصلح بين الإمام والوزير، وباءت جميعها بالفشل، وما تم قبل ذلك كان صلحا شكليا وعلى الورق فقط"- على حد تعبيره.

وأشار كريمة، إلى أن المؤسسة الدينية لم تقدم جديد حتى الآن في تطوير الخطاب الديني، على الرغم من مرور عام على مناداة الرئيس بتجديده. ولفت إلى أن لقاءات شيخ الأزهر مع المثقفين والأدباء والمفكرين لتجديد الخطاب الديني، لم تؤت ثمارها وكانت مجرد جلسات للنقاش، ولم يتم الخروج منها بأي شيء.

تنفيذ دعوات الرئيس
من جانبه، اعترض الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، مع ما أكده "كريمة" فيما يتعلق بأزمة شيخ الأزهر مع وزير الأوقاف، نافيًا أن يكون هناك أي خلاف بينهما، مشددًا على أن العلاقة بينهما تتمتع بكل حب واحترام وتقدير.

وأضاف العواري، في تصريح لمصراوي، أن شيخ الأزهر التقى وزير الأوقاف الفترة الماضية أكثر من مرة بالمشيخة وخارجها، والتي كان آخرها حضور الإمام الأكبر مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأقصر.

وأكد عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، أن مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف، يعملان سويًا في مجال تجديد الخطاب الديني، إيمانًا منهما بضرورة تجديده، وتنفيذًا لدعوات الرئيس عبدالفتاح السيسي.

فيديو قد يعجبك: