إعلان

إلى الأمان: الشباب.. والعفو الرئاسي

إلى الأمان: الشباب.. والعفو الرئاسي

10:15 ص السبت 26 سبتمبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - اللواء الدكتور محسن الفحام:

شهد الأسبوع الماضي أحداثا كثيرة.. جعلتني أتردد عن أيها أتحدث.. هل عن التعديل الوزاري؟... أم أحداث الحج هذا العام وما اعتراه من سوء تقدير وتنظيم وما يتردد عن أن هناك أياد خفية تسعي لإفساده هذا العام، خاصة عندما سارعت كل من إيران و تركيا و قطر بطلب ضرورة المشاركة مستقبلا في تنظيم موسم الحج على اعتبار انه يعني المسلمون في كافة انحاء العالم (تدويل الأشراف عليه) وهو ما يشير إلى احتمالية أن يكون ما حدث امراً مقصودا ؟.. ام اتحدث عما تقوم به القوات المسلحة الباسلة في عملية حق الشهيد و ما اسفرت عنه من نتائج ايجابية في القضاء علي العديد من العناصر الارهابية لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل البحث و التمشيط ؟..ام اتحدث عن النجاحات التي تحققها الأجهزة الأمنية بعدما استردت عافيتها و عادت مرة اخري تحقق ضربات استباقية ناجحة في معظم المحافظات؟

و لكنني بصراحة فضلت أن أكتب عن قرار السيد الرئيس بالافراج عن مائة شاب من الناشطين و الذين يمثلون قوى شبابية من مختلف التيارات، والمحكوم عليهم في عدة قضايا منها الاعتراض علي قانون التظاهر ، و خرقه امام الاتحادية و في محيط مجلس الوزراء .. علاوة عن قيام بعض الصحفيين العامليين بقناة الجزيرة بنقل اخبار غير صحيحة عن الاوضاع في مصر .

وقد جاء قرار الرئيس في اطار عهد قطعه علي نفسه خلال لقاءه بشباب الاعلاميين و شباب الجامعات و المعاهد المصرية مؤخرا ، و بعد اطلاقه برنامجا تأهيليا للشباب يشتمل علي عدد من الدورات في التثقيف السياسي و الاقتصادي و المالي و الاعلامي و العلوم الادارية و البروتوكولات و قياس الرأي العام ، و هو برنامج طموح يهدف إلى خلق كوادر شبابية تستطيع ان تساهم في قيادة مسيرة الوطن مستقبلا .

و قد اختلفت ردود الافعال حول هذا القرار حيث رأي بعض المعتدلين و المتفائلين ان ذلك يعطي املا جديدا للشباب المصري للنهوض بدورهم في مساعي بناء الدولة المصرية و ملمحاً جديدا يعبر عن قناعات الرئيس بأن مصر للجميع طالما ان المعارضين لا يمارسون عنفا او ارهابا في حق المجتمع.

كما انها رسالة للعالم الخارجي ان مصر وطنًا للجميع قادر على المصالحة الوطنية بين ابناءه.

في حين يري البعض الاخر ان هذا القرار جانبه الصواب خاصة عندما قام بعض المفرج عنهم بالتعليق عليه باستخفاف و تهكم وأعلن بعضهم تحدي النظام و قام بعضهم برفع علامات النصر كانهم انتصروا علي القضاء و الدولة كما قامت احداهن برفع علامة رابعة..بل و صرح أحدهم ان الحرية حق لهم و ليس تعطفا و لا تفضلا من احد.

واقول لهؤلاء جميعاً المتفائل و المتشائم ان هذا القرار جاء في توقيت مناسب للغاية و بعد ان قضي معظمهم جزءا من العقوبة بالسجون قد تحقق لبعضهم بعض الردع العام ، ويسكت افواه من يتشدقون بالمطالبة بالحرية لهم و يتاجرون بها على فضائيات الجزيرة و ما شابهها ، وبرغم أنني أعلم أن تلك الفضائيات سوف تسارع في استضافتهم وإظهارهم بمظهر المنتصر إلا أن الوضع الحالي الذي يمر به الوطن يحتم علينا ان نستوعب ذلك في بداية الأمر و لا نصادر عليهم الحق في اظهار فرحتهم و شعورهم ان ما حدث لهم هو ثمن لانتصار ثورة يناير كما يتصورون..

كما علينا أن نستوعب من يردد ان ما حدث هو مجرد تقديم عربون للمجتمع الدولي قبل زيارة الرئيس للأمم المتحدة ... كل هذا سيحدث و يقال .. بل وأرى أيضا ان هناك بعض الاحزاب سوف تسارع في كسب ود بعضا منهم لتدعيم مرشحيهم في الانتخابات البرلمانية القادمة... كل هذا يجب الا يدفعنا إلى القلق او الخوف .. فهولاء جزء من نسيج هذا الوطن شئنا ام ابينا و يجب علينا ان نعمل علي احتوائهم بل و اشراكهم في ادارة شئون البلاد سواء بعملهم او بفكرهم فهم ليسوا جواسيس او خونة و لكنهم مجموعة من الشباب لم تجد من يتعامل معهم او يحنو عليهم و يعيدهم إلى جادة الصواب.

و من هنا فأني اناشد رجال الفكر و الثقافة و الإعلام والمسؤولين بضرورة عقد لقاءات مكثفة يتحدثون معهم و يضعون بين أيديهم الحقائق كاملة ويتناقشون حول افكارهم ورؤيتهم لمستقبل وطنهم بكل وضوح وشفافية و عن المصاعب والأخطار التي يتعرض لها هذا الوطن... وأنا علي يقين أن العديد منهم سيكون بأذن الله رائداً من رواد نهضة البلاد...التي هي في أشد الحاجة إلى التلاحم والتكاتف بيننا للعبور بها إلى بر الأمان والسلام والرخاء الذي ننشده جميعاً..و تحيا مصر.

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مصراوي

إعلان