إعلان

إلى الأمان: أمناء الشرطة.. أمس و اليوم وغدًا

إلى الأمان: أمناء الشرطة.. أمس و اليوم وغدًا

04:08 م السبت 29 أغسطس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - اللواء الدكتور محسن الفحام:

عندما كنت في السنة الثانية بكلية الشرطة عام 1976 تدربت في قسم شرطة قصر النيل وأتذكر أن من تولى تدريبي في هذا الوقت أحد امناء الشرطة من الدفعة الثانية التي تخرجت من المعهد عام 1968 وكنا نخرج معاً في مأموريات ودوريات خارجية وتعلمت منه الكثير و الكثير.. ولا يمكن أن انسى نصائحه لي حتي يومنا هذا ..ثم عملت بعد تخرجي في مطار القاهرة وأشهد الله ان جميع الأمناء الذي تعاملت معهم منذ عام 1978 حتي نهاية عام 2011 لم أجد فيهم ومنهم إلا كل احترام ووطنية وإخلاص للدرجة التي دفعت بنا إلى ترشيحهم للقيام بأعمال ضباط الجوازات حتى قبل ان يتم تعديل القوانين الخاصة بهم و اعتقد ان الجميع ما زال يشهد لهم بالكفاءة و النزاهة .

كان منهج وزارة الداخلية طوال هذه الفترة استبعاد كل من يثبت عليه اي تجاوز جنائي او سياسي سواء كان ضابطاً او اميناً او فرداً بهيئة الشرطة إلي ان قامت ثورة يناير 2011 بما لها و ما عليها .. وقد اكتشفنا ان ما عليها اكبر بكثير مما لها للأسف الشديد.

و جاء الوزير محمود وجدي ليفاجئ بطوفان من افراد و امناء الشرطة المفصولين يحاصرونه من كل اتجاه مدعومين بقوى خفية تحركهم وتدعمهم لزيادة نار الفتنة والفوضى بالبلاد مما اضطره للرضوخ لمطالبهم وإعادتهم مرة أخرى للخدمة ومنهم من كان محكوماً عليه في قضايا جنائية بأحكام نهائية بعد ثبوت الاتهامات عليهم.. كان عدد من عاد للخدمة منهم قرابه اثنا عشر الف أمين وفرد شرطة.. وهنا كانت الكارثة... ماذا تتوقع من هؤلاء ؟؟.. حدث ولا حرج.. كان الرجل يتمنى ان يكون هؤلاء عوناً له في إعادة الانضباط للشارع في هذا التوقيت.. ولكن للأسف حدث العكس تماماً.. ثم سمح لهم بدخول اكاديمية الشرطة في حال حصلوهم على ليسانس الحقوق من الجامعات المفتوحة حتي ولو كانوا حاصلين على دبلوم تجاري أو صناعي أو زراعي وكذلك بترقية الأفراد إلى درجة امناء الشرطة.

واختلط الحابل بالنابل وكثرت الاضطرابات والمطالب الفئوية لهم والقيادات ترضخ وتنفذ مطالبهم وقامت الائتلافات والروابط لهم وزادت المطالب وارتفع سقفها واصبح الاضرابات والامتناع عن العمل اهم الأساليب التي يلجأون إليها لتحقيق مطالبهم دون اعتبار للمرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن .

بطبيعة الحال فأنا ما زلت أؤكد ان الغالبية العظمى من امناء الشرطة يمثلون أحد الجوانب المضيئة في العملية الأمنية.

ولكن يبقى بعض الحقائق التي اتمنى ان تكون غير خافية على قيادات الوزارة حالياً يهمني الاشارة إليها ..

1- أن معظم تلك الاضرابات والاحتجاجات تقع في محافظات الوجه البحري و التي تعتبر مكامن للإخوان والسلفيين و هنا اشير إلى تلك القوى التي لا تريد لهذا الوطن الهدوء والاستقرار .

2- إن معظم شهداء الشرطة الذين سقطوا اثناء قيامهم بواجبهم في التصدي للعناصر المتطرفة في تلك المحافظات مما يشير إلى باحتمالية ان يكون هناك تعاوناً بين هؤلاء و بعض هؤلاء .

3 - إن معظم الضباط والأمناء الملتحين اثناء عهد الاخوان المظلم كانوا من الوجه البحري ولا اعفيهم من تلك الاضطرابات ويجب إعادة دراسة موقفهم من العمل بالوزارة.

4 - إن ارتفاع سقف المطالب بهذا الشكل التعجيزي الذي يستلزم استصدار قوانين جديدة لهم لهو دليل على ان البعض منهم فقد الشعور و الانتماء للوطن و هو ما يستلزم عقد دورات تدريبية مكثفة و موسعة لهم تعيد رؤيتهم الوطنية و إعادتهم إلي نسيج الامة بعدما فقدوا تعاطف الرأي العام معهم .

5 - إن هناك ما يقرب من حوالي عشرة الاف أمين شرطة من الحاصلين على دبلومات فنية يدرسون حالياً في الجامعات المفتوحة املاً في التحاقهم بسلك ضباط الشرطة ويجب ان تكون الوزارة مستعدة لذلك من الأن .

انني أناشد الرجال من امناء الشرطة ان يكونوا عند حسن الظن بهم وان يقوم العقلاء منهم وهم الاغلبية الغالبة بدورهم في تقويم تلك الاقلية القليلة جداً للعودة إلى رشدهم و إلى الدور المنوط لهم به وأن يكونوا حماة لهذا الوطن الذي يحتاج من الجميع ان نتعاون للوصول به إلى بر السلامة و الأمان .

كما أناشد قيادات الوزارة بالعمل على احتواء تلك الازمة بالشكل الذي يترآى لهم و ان يتم إعمال القانون على كل من يحرض او يخون او يحاول ان يدفع بالوطن إلي اتون الفوضى و الخراب وان يكون هدفهم الاول إعادة تلك القلة إلي صوابهم و تحقيق المطالب المقبولة والمشروعة لهم في ظل الامكانيات المتاحة.. و تحيا مصر .

إعلان