إعلان

إلي الأمان: مصر.. والأحزاب الدينية

محسن الفحام

إلي الأمان: مصر.. والأحزاب الدينية

06:30 م السبت 22 أغسطس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محسن الفحام :

مع اقتراب موعد الاعلان عن الاستعدادات للانتخابات البرلمانية القادمة.. بدأت تتصاعد صيحات وحملات وحركات تنادي بضرورة حل الاحزاب الدينية وعدم السماح بمشاركتها في تلك الانتخابات تحسباً من تكرار التجربة المريرة التي عانت منها البلاد في اعقاب ثورة يناير 2011 عندما تم تأسيس العديد من تلك الاحزاب وعلي رأسها حزب الحرية والعدالة وهو الوجه الخبيث لحركة الاخوان الإرهابية...وحزب النور أحد روافد السلفية المتشددة بالإسكندرية.. ناهيك عن الاحزاب التي خرجت من عباءة الاخوان والسلفيين والجماعات الإسلامية مثل حزب الوسط والفضيلة والبناء والتنمية والتوحيد العربي ومصر البناء والإصلاح والنهضة ومصر الحرة.. مستغلين في ذلك حالة الهوس الديني المتعصب والأمية والجهل الذي ساهم النظام القديم في تصاعده.

وهنا أذكركم ببعض ما كانت تنادي به تلك الاحزاب من دعوات لهدم الأضرحة.. وتحريم السياحة وقتل الشيعة..

في ذات الوقت كان للصوت المسيحي أيضًا رغبة في إقامة أحزاباً سياسية له.. ولما لا وهو شريك أصيل في هذا الوطن.. فجاء مايكل منير من أمريكا ليعلن عن تأسيس حزب شباب الثورة.. ونجيب جبرائيل لحزب الاتحاد المصري وثالث لحزب النهر الجديد..

والغريب في هذا كله أن لجنة شئون الأحزاب التي كانت ترفض تأسيس أي حزب على أساس ديني هي ذاتها التي وافقت عليها بعد يناير 2011 برغم مخالفة ذلك لمواد الدستور والقانون الذي يحظر قيام أي حزب ديني سواء كان إسلامي أو مسيحي.

كان من الغريب أيضًا ان المدرسة السلفية كانت تعتبر ان ممارسة العمل السياسي أحد اوجه الكفر .. بل واصدرت عام 2002 منشوراً بذلك ولم نسمع خلال تلك الفترة حتي ما قبل يناير 2011 انهم يريدون أحزابًا سياسية أو حتي يشاركون فيها ولكن سبحان مغير الاحوال فقد تم تشكيل حزب النور بكوادر سلفية أصيلة.. بل وقبلوا في عضويته اقباطاً كأحد اساليب التمويه السياسي واصبحت قروض البنك التجاري الدولي مصاريف إدارية بعدما كانت فوائد ربوية.. وأصبح ممارسة العمل السياسي واجب شرعي.. وتحقيق الاغلبية في البرلمان القادم هدف قومي للسيطرة على البلاد والعباد والتحكم في سياسات الدولة بما يحقق أهدافهم الدفينة..

الدعوة السلفية يا سادة تحكمها ضوابط المصلحة والتي تري حالياً ان اي تصريح اوفعل يمكن ان يؤثر عليها في تلك المرحلة يمكن إرجائه لحين الوصول إلي مرحلة التمكين.. تمامًا كما فعلت حركة الاخوان الإرهابية التي نجحت في السيطرة على مفاصل الدولة في فترة وجيزة، ولكن يجب إلا ننسى ان النظام السابق قد ساهم في ذلك بشكل كبير عندما سمح لهم بالسيطرة على معظم النقابات المهنية وهوالامر الذي سهل لهم الوصول إلي العديد من الوزارات بسرعة تحسب لهم في الحقيقة.

هل تعلمون حضراتكم أنه عندما تم القبض مؤخراً على بعض العناصر السلفية والاخوانية بمحافظة الدقهلية تبين لأجهزة الامن انهم كانوا يدرسون افكار داعش.. أنهم يروجون للفكرة بين الشباب مستغلين في ذلك ضعف الوعي الديني والثقافي والحاجة إلي القيام باي عمل يدر عليهم دخلاً مالياً ويا حبذا إذا كان هذا العمل لرفع راية الاسلام والمسلمين كما يخدعونهم.

هل تعلمون ان السفارة الامريكية هنا تتعامل مع الفصائل السلفية وحزب النور باعتبارهم بديلاً للأخوان الارهابيين في المرحلة القادمة.. وهم في هذا قدموا منحة دراسية للسيد نادر بكار المتحدث الرسمي لحزب النور.. أين.. في جامعة هارفارد.

نحن في النهاية لا نريد إلا تطبيق القانون والدستور الذي ينص علي عدم وجود احزاب دينية.. ونرحب بجميع من يعتنقوا الفكر السلفي او الاخواني وكذلك الحال بالنسبة للأخوة الاقباط للنزول إلي حلبة الانتخابات القادمة بصورة فردية وليست حزبية .. ونحن هنا نراهن على فطنة الشعب المصري العظيم.. الذي اكتشف حقيقة التستر بعباءة الدين وما وراء ذلك من اهداف لا يعرف خطورتها على هذا الوطن إلا الله سبحانه وتعالي.. بيد أن هناك قطاع عريض من أبناء هذا الوطن مازال يعاني من التأثر بالجهل والمصلحة والمنفعة المادية فمن يملك المادة هو الذي يسيطر على الفكر والتوجهات خاصة في الاقاليم والمحافظات المختلفة والأحياء العشوائية...وهؤلاء يجب ان يتصدر لهم الإعلام الوطني المخلص لتوعيتهم بأهداف هذه الاحزاب وخدمتها للمصالح الامريكية والصهيونية المتربصة بمصر لتحقيق اجندتها في السيطرة على مقدرات البلاد والعباد...وهنا نذكر الجميع بأنه " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ".. وتحيا مصر.

 

إعلان