إعلان

ثلاثة فساتين لسهرة واحدة.. «الصياعة أدب»

صبري سراج

ثلاثة فساتين لسهرة واحدة.. «الصياعة أدب»

02:08 م الأحد 26 يوليو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - صبري سراج:

رغم أنه عمله الأدبي الأول إلا أن الكاتب أحمد مدحت عرف كيف يختار جمهور روايته الأولى، وأي طريق يسلك للوصل إليهم وكيف يستخدم هذا الجمهور لتسويق روايته وإلقاء الضوء على كاتب يستحق أن تقرأ له.

في روايته الأولى «ثلاثة فساتين لسهرة واحدة» - الصادرة أخيرًا عن دار «دوّن» وصمم غلافها الكاتب أحمد مراد- اختار مدحت أن يدخل عالم العلاقات العاطفية والإنسانية المتشابكة والغوص في تفاصيل الشخصيات النفسية وتناقضاتها - هي خلطة مضمونة إن أجدتها وسوداء على دماغك لو فلتت منك -.

لو كنت من مفضلي السينما فالكاتب هنا اختار المنطقة التي تخصص فيها سينمائيًّا تامر حبيب، هي خلطة ناجحة - شرط الإجادة - ولها جمهورها الخاص الذي يذهب إليها ليحرك مشاعر راكدة أو يرى نفسه في إحدى شخصيات العمل.

«ثلاثة فساتين لسهرة واحدة» رواية لا تنتظر منها سوى المتعة، وهي بالفعل تقدمها لك على صينية من لغة أنيقة وتراكيب لغوية جيدة ومزينة بجُمل عدّة تصلح للاقتباس على فيسبوك في «status» أو صورة رومانسية تتداولها صفحات مواقع التواصل.

قدمت لي الرواية متعة وجعلتني أرى وجه التشابه بين آدم وأنا فأتوحد مع شخصية البطل وأواصل القراءة بقلب يدق على إيقاع الأحداث وملامح وجه تتفاعل مع كل كلمة في الرواية.

هنا آدم هو محور الرواية الأوحد كل التفاصيل والأحداث تدور في فلكه، ليس لأن الكاتب اختار هذا، ولكن لأن آدم يرى نفسه كذلك بالفعل، ربما لو اختار آدم وظيفة أخرى لاختار أن يصبح نجمًا سينمائيًّا، مطربًا أو أي عملاً آخر يظهر حالة النجومية التي تترسخ في تكوينه.

اختار آدم كذلك أن تتشابه حكايتا مها ومها وأن تتماسا بدءًا من الاسم ليستطيع لاحقًا أن يسوق مبررات الفشل لنفسه ومن حوله، يبرر ويقتنع، هو أستاذ في التبرير لذاته ودكتور في إقناعها.

نجح أحمد مدحت في تقديم نفسه ككاتب قرأ كثيرًا فاكتسب لغة ممتازة، استطاع أن يغوص في نفسيات شخصياته ليبرز منها ما يريد القراء - الذين حددهم واستهدفهم منذ البداية - أن يقرأوه ويتفاعلوا معه.. عرف بذكاء كيف تكون انطلاقته الأولى، وعرف كيف يجعلني متشوقًا لعمله الثاني لأنني حقًا أعجبت بذكائه..."صايع".

ahmed-.medhat

إعلان