إعلان

انتهى رمضان.. هيا بنا نتحرش!

الكاتب-هاني سمير

انتهى رمضان.. هيا بنا نتحرش!

03:42 م السبت 18 يوليه 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - هاني سمير:

ليلة واحدة يتحول فيها سلوك الشعب المصري للنقيض.

شهر كامل خلا فيه الشارع من مظاهر التحرش بنسبة كبيرة، ربما بسبب الأجواء الروحانية التي تتخلل شهر رمضان من صوم وصلاة ترتبط بوجدان المصريين، يظل الحال شهر كامل قلما تسمع فيه من ألفاظ تلوث مسامع الناس في الشارع.

وعقب انتهاء الشهر الكريم يبدأ موسم العيد بكل ما فيه من مظاهر للفرح والبهجة والجنس و المخدرات و التحرش و.. و..

بالطبع الإجماع أمر خاطئ لكن الملفت للنظر أن حوادث التحرش ارتفعت في مصر مؤخرًا ارتفاعا كبيرا وارتبطت في الغالب بالعيد، وباتت أيام العيد موسمًا للتحرش وتجارة المواد المخدرة، ناهيك عن تجارة الألعاب النارية التي أصبحت تباع على الأرصفة، وقد رصدت شابًا في بداية ربيعه الثالث يبيع ألعابًا ناريًا في ميدان الجيزة وفي وضح النهار.

الأزمة أن تتحول حالات التحرش من مظاهر لعادات مقبولة مع تكرارها، خاصة أن من يقوم بها معظمهم من الصبية حديثي السن، ولنا أن نتساءل عن مستقبل وطننا حينما يصل هؤلاء لمجالات العمل في أي مجال تعليمي أو شرطي أو قضائي أو سياسي أو برلماني.

مشاهد ليلة العيد:

1 - يقف مبتسمًا بملابس رثه تبدو عليه علامات العوز ويصطحب ابنه الذي نظر للحلوى أمام محل التي يعجز عن شرائها، ثم ينظر لابنه في حياء وكأنه يعتذر له عن عدم مقدرته على شرائها له، لكن الطفل يباغته بابتسامة رقيقة وحنونة كفيلة بتعويض ومداواة كل ألم.

فجأة ينهض صاحب المحل يحضر جاروفه ثم يعد عبوة من الفول السوداني والحلوى ويقدمها له مبتسما، ينظر الرجل لابنه وكأنه يقول له: "ثق الله لن يتركنا وقد رزقنا بالحلوى لا تحزن بل افرح بالعيد"، حينها شعرت أن مصر لازالت بخير ولا زال هناك أمل.

2 - عدد كبير جدا أغلبهم من الشباب حضر لصاحب المحل يسأل عن "ورق بفرة" وهو ورق للف السجائر ويستخدمه شاربي التبغ وشاربي المخدرات أيضًا، لكن ليلة العيد على غير العادة يكثر فيها السائلين عن ورق البفرة لتدخين المخدرات.

3 - أحد البسطاء يأتي مرتديًا جلبابه ممسكًا في يديه عشرة جنيهات -لا أعلم سر سعادته التي بدت على وجهه- وأنا لازلت أقف أرصد ما سيفعله، وقف أمام محل "سوبر ماركت" طلب علبة سجائر حينها أمسك صاحب المحل علبة سجائر ووضعها والعشرة جنيهات في جيب الرجل العجوز، لكن الأخير رفض بشدة ووافق بعد إصرار صاحب المحل الذي قبل قبلة الابن الحنون وهو يقول له "أنت حبيبي ياحج كل سنة وانت طيب".

في مصر هناك فجوة كبيرة تجدها حين ترى بسطاء لا يستطيعون شراء كيلو حلوى لأبنائهم وأناس ينفقون أموالهم على المخدرات.

بالطبع ليس كل المصريين كذلك لكن الأمر أصبح ملفتًا للنظر ويستدعي بحثه بدقة حتى لا تفلت الأمور من أيدينا ونجد انفسنا في مأزق يهدد مستقبلنا.

كل عام وأنتم بخير.

المقال يعبر عن رأي صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مصراوي

إعلان