وجهة نظر: الـ "عك" إدمان

بقلم – وائل منتصر:
أستغرب كثيراً حين أري جمهور الأهلي يناقش بغضب تراجع مستوي فريق الكرة منذ تولي الإسباني جاريدو مقاليد الأمور، ولا أعرف حقيقةً الأسباب التي أدت إلى هذا الاحتقان بين الجمهور والمدرب، ثم انتقلت الحالة بعد ذلك لتصبح بين الجمهور وإدارة النادي.
 
هذه الكلمات تخيلتها تخرج من بين شفتي "مدمن" متابع لمباريات فريق الأهلي هذا الموسم، هذا المدمن الغائب عن الوعي والذي يعد الوحيد الذي دائماً يري عكس ما يراه الأسوياء والأصحاء، وتخرج هذه الكلمات بلسان ثقيل ويتبعها بكلمة "فيه إيه؟!".
 
الكل يري، وأنا وأنت جميعنا نري ما يحدث داخل الأهلي - ليس فقط في فريق الكرة - ورغم ذلك لا أحد يتحرك ولا أحد يناقش ولا أحد يجتمع ويبحث عن الأسباب، الكل نائم ولا توجد فرصة للراحة من هذا السبات العميق!
 
فريق الكرة لم يعد له هوية ولا يمكن لأي فريق حالياً أن يفكر انه يلعب أمام هذا المارد الذي كان يفوز قبل بداية أي مباراة، فالأهلي حالياً مثل أي نشاط في مصر وبالأخص مطاعم المأكولات التي تصنع اسماً منذ يوم الافتتاح وبعد شهور قليلة ينتقل زبائنه إلي المستشفيات أو إلي رحمة الله.
 
كل الفرق مع كامل احترامي وتقديري لها، جميعها الآن تلعب أمام الأهلي طمعاً في النقاط الثلاث وهذا ليس عيباً، بل إنها نقطة إيجابية لكل تلك الفرق، لكن الإيجابية الحقيقية حينما يصبح اللعب أمام قوة الأهلي من أجل الفوز وهو في أفضل حالته، وما يحدث حالياً أن الأهلي أصبح لقمة سائغة لأي فريق (قمة أو قاع) وأصبحنا لا نعرف في كل مباراة هل سيفوز الأهلي أم لا!
 
المدربون نتائج وأرقام يا إدارة الأهلي، وأي نادٍ في العالم يتعاقد مع مدرب من أجل أن يضيف للفريق وليس العكس، وما يحدث في الأهلي لا يمت بصلة لهذا أو ذاك، بل أن جاريدو نفسه سيضع في سيرته الذاتية أنه فاز مع الأهلي ببطولة "ربانية" ولن يسأل أحدهم عن الهزائم و"البلاوي" والتأليف الذي يقوم به في كل مباراة، وأنتم في الثلج نائمون!
 
لمن لا يعرف، في آخر تجاربه قبل قدومه للأهلي، أُقيل جاريدو بعد شهرين فقط من قيادة ريال بيتيس الإسباني بسبب نتائج الفريق المخيبة حيث خسر ثماني مباريات وحقق فوزاً وحيداً، وأنتم هنا تضعون تقاليد الأهلي حجةً لكم، وأن هذا النادي لا يمكن أن ينهي عقد أي مدرب وسط الموسم، فمن في العالم يدير الأمور بتلك الطريقة حينما يري أن السفينة تغرق رسمياً؟
 
نعم لا وجه للمقارنة بما أن هناك فوارق مادية، ولكن في السعودية علي سبيل المثال وبرغم قوة الدوري هناك، إلا أن هذا الموسم تم تغيير أكثر من 20 مدرباً، وهذا الرقم ليس تقريبياً ولكنه حقيقة، وإذا أردت أمثلة أكثر فمانشستر يونايتد أقال مدربه الاسكتلندي ديفيد مويس بعد مرور أقل من أحد عشر شهراً فقط من توليه مهمة تدريب فريق بحجم هذا الفريق، والأمثلة كثيرة.
 
كانت آخر سقطات الأهلي هذا الموسم ما تناقلته وسائل الإعلام عن الأضرار التي لحقت بقميص الأهلي "الجديد" بعد تعاقد إدارة النادي "النائمة" مع شركة انتقدها الجميع سواء في الخامات المستخدمة أو الشكل وحتي اللون، إلا إدارة الأهلي فمتي تستيقظون؟
 
هل أدمنت إدارة الأهلي العك؟ هل مشاهدة التلاعب بسمعة نادٍ بحجم الأهلي أصبح كيف؟ هل يستمتعون بالسخرية من هذا الكيان الذي لا يختلف عليه اثنين سواء في مصر أو الوطن العربي؟
 
المدمن بعد ما صحي فايق: جاريدو باعكم قبل ما تبيعوه واتكلم عليكم وقال كل حاجة وحشة في حقكم. مشوه بقي !