إعلان

إلى الأمان

لواء دكتور محسن الفحام

إلى الأمان

07:03 م الجمعة 06 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - لواء دكتور محسن الفحام:

اللواء/ مجدي عبد الغفار .. وزيراً للداخلية.. و مرحلة جديدة في مواجهة الإرهاب

مرة أخرى أجدني مضطراً لأن أتحدث عن موضوع آخر غير الذي كنت أعددت نفسي لتناوله هذا الأسبوع.. و ذلك حينما أعلن عن ذلك التغيير الوزاري الأخير والذي اشتمل على ثمانية وزارات كان أهمها بحكم الظروف التي تمر بها البلاد وزارة الداخلية.. حيث تم اختيار اللواء مجدي عبد الغفار لتوليها خلفاً للواء محمد إبراهيم الذي تم تصعيده نائباً لرئيس الوزراء.

والحقيقة أنني لم أُفاجأ بهذا التغيير لا من حيث التوقيت ولا من ناحية الاختيار فكلاهما صادف محله تماماً.. فلقد بذل اللواء/ محمد إبراهيم وبعض كبار معاوينه جهوداً خارقة لإعادة الامن و الاستقرار للبلاد و كانت لهم بصمات واضحة على ذلك لا ينكرها إلا الجاحد أو الحاقد، ولكن يبدو أن تصاعد العمليات الإرهابية الأخيرة جعلت القيادة السياسية ترى ضرورة ضخ دماء جديدة في المنظومة الأمنية لوضع استراتيجية جديدة تصلح للتعامل مع هذا التصعيد المستمر والممنهج والذي شمل معظم محافظات الوطن.

ولقد تحمل اللواء/ محمد إبراهيم المسؤولية في ظروف بالغة الصعوبة وتحمل الانتقادات والتشكيك في وطنيته من المغرضون والأكلون على كل الموائد طمعاً في الحصول على ذات المنصب أو حصولاً على شوهات إعلامية مدفوعة الأجر.

ولم يتحدثوا عن دور هذا الرجل في نجاح ثورة يونيو 2013 ولا عن أدوار غير معلنة قام بها لحماية هذا الوطن، ولا في التغيير النوعي الذي أحدثه في التجهيزات والمعدات الجديدة التي أدخلها في وزارة الداخلية بدلاً من تلك التي تعرضت للتخريب والإهلاك.

كما تناسوا محاولة اغتياله وخروجه للإعلام بعدها بثوان ليعلن بكل ثبات وقوة أنه فداء لهذا الوطن وسوف يكمل المسيرة في مكافحة الإرهاب.. وبرغم أنني لما اتشرف بالعمل مع هذا الرجل إلا إنني أشكره بالنيابة عن كل شرفاء هذا الوطن وأقول لغيرهم أنه ليس من البطولة ولا الفروسية أن نتبارى في انتقاده بعدما ترك موقعه فهذا ليس من شيم الكبار.

لقد تولى اللواء/ مجدي عبد الغفار مسئولية وزارة الداخلية في توقيت دقيق وظروف مرتبكة وأنا أعلم أنه قد تم ترشيحه وهو قيادة كبيرة أخرى وكلاهما كان ينتمى لجهاز الأمن الوطني إلى أن تم الاستقرار على اختياره، والطريف أنه هو وتلك القيادة يرتبطان بعلاقة صداقة قديمة وقوية منذ عشرات السنين بحكم انتماءهم لهذا الجهاز العريق.

جاء ذلك والمؤتمر الاقتصادي على وشك البدء في أعماله و هو يمثل الأمل في تحقيق انطلاقة إيجابية نحو المستقبل ... يقابل ذلك نمو جماعات إرهابية متطرفة خرجت من رحم الجماعة الأم و هي تتسم بأقصى درجات العنف و الشراسة ... في ذات الوقت تتزايد الضغوط الدولية على مصر لقبول جماعة الإخوان ضمن منظومة الدولة بأي شكل من الأشكال وهي الضغوط التي يرفضها الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل قوة وجسارة لأنه يعلم جيداً أن الشعب سوف يرفض ذلك تماماً.

إن إسناد قيادة وزارة الداخلية لأحد قيادات قطاع الأمن الوطني في هذة المرحلة وهذا التوقيت هو عين الصواب فهي مرحلة سوف تعتمد في المقام الأول على المعلومات وعلى الخبرات التراكمية التي اكتسبها هذا الرجل طوال فترة عمله بهذا القطاع.

وبعيداً عن السيرة الذاتية للواء مجدي عبد الغفار والتي تسابقت وسائل الأعلام المختلفة على نشرها، أجد أن هناك بعض الحقائق من حق كل مواطن أن يعرفها عن هذا الرجل حتى يطمئن ان اختياره جاء في محله و توقيته.

عمل الرجل في معظم إدارات هذا القطاع خاصة تلك المتعلقة بالنشاط الإرهابي المتطرف ... وعندما تولى منصب نائب رئيس القطاع في أعقاب ثورة يناير 2011 قام بإعادة هيكلته بما يتناسب مع المرحلة واستحدث العديد من الإدارات أهمها حقوق الإنسان، وأصدر تعليماته بعدم استيقاف أو استخدام العنف مع أي مواطن مهما كانت تجاوزاته وإعمال القانون في التعامل معه .. كما اسند لبعض القيادات الشابة بعض الإدارات المهمة اقتناعاً منه بضرورة تصعيد هؤلاء الشباب دون التقيد بالأقدميات طالما هم الأصلح للقيادة.

وتصدى لمحاولات تصفية الجهاز من كوادره واكتفى بتحريك بعض القيادات إلى مواقع أخرى رافضاً إحالتهم للتقاعد ... وعندما أنهي خدمته بالوزارة لم يحاول الظهور الإعلامي تحت أي مغريات احتراماً لتاريخه ودوره رغم أن لديه الكثير من المعلومات الخطيرة عن تلك الفترة التي تولى فيها رئاسة الجهاز.

شارك هذا الرجل أيضاً في المراجعات الفكرية للجماعات الإسلامية التي أسفرت عن عدول العديد منهم عن عقيدتهم وأفكارهم المتطرفة وأخرجت لنا عناصر صالحة اندمجت بنجاح مرة أخرى في المجتمع.. فهو يؤمن بالحوار البناء الذي يكون له دورًا إيجابيًا على أمن وسلامة الوطن.

ولكن هذا لا يعني أن نترك هذة الفرصة دون أن نعرض بعض ما يطالب به أبناءنا من رجال الشرطة الشرفاء خاصة الشباب منهم .. وأرجو أن يتسع صدره لسماعها والتجاوب معها في حدود رؤيته و الإمكانيات المتاحة:

1 - ضرورة الاستمرار في سياسة الحزم و الحسم في مواجهة العناصر الإرهابية بكل قوى وثبات وتشجيع أبناءه من رجال الشرطة وبث الثقة في نفوسهم.

2 - الاستمرار في التدريب في كافة قطاعات الوزارة ... كل حسب تخصصه.

3 - عدم التمسك بالأقدميات المطلقة وإعطاء الفرصة لمن يراه مناسبًا لقيادة المواقع المختلفة طالما كان عطاءه متميزاً و مثمراً.

4 - الاهتمام باختيار البطانة الصالحة التي تبصره بحائق الأمور بتجرد وشفافية بعيداً عن الأهواء الشخصية دون تهوين أو تهويل حتي يتمكن من اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب.

5 - الاهتمام برفع درجة الوعي والتثقيف السياسي وطرح أفكار الجماعات الإرهابية على جميع الضباط العاملين بالوزارة و طلبة أكاديمية الشرطة من خلال متخصصين في هذا المجال للوقوف على خطر تلك الجماعات وكيفية التعامل معها ومحاولة إعادة عناصرها إلى صفوف العقلاء والمعتدلين والمخلصين لهذا الوطن.

6 - الاهتمام برفع الروح المعنوية لصغار الضباط وكذلك طلبة كلية الشرطة وتهيئتهم نفسياً لمواجهة المخاطر التي سوف يتعرضون لها بكل ثبات ويقين من خلال دورات ومحاضرات المتخصصين في مجال التنمية البشرية والنفسية تتعلق بالثبات الانفعالي وضبط النفس ومواجهة ضغوط العمل ... إلخ.

7 - الاهتمام بالعمد وشيوخ البلد ورفع مستواهم العلمي والمادي وإعادة ربطهم بالقيادات الشرطية في المحافظات التي يعملون فيها لأنهم حلقة الوصل بين هؤلاء وبين طوائف وأبناء تلك المحافظات ويمثلون أحد أهم مصادر المعلومات في كافة المجالات الأمنية سواء السياسية أو الإرهابية أو الجنائية.

المطالبات كثيرة .... والأمل فيك كبير... وقد عملت معكم طوال فترة خدمتي بجهاز الشرطة وأعرف ما تتمتع به من رحابة صدر واتساع أفق وهدوء أعصاب حتي في أصعب المواقف ... وهو ما سوف يدفعني من فترة إلى أخرى أن ألتقي بكم عل صفحات موقع " مصراوي " لأطرح عليكم هموم الوطن وطموح وأحلام أبناءك من رجال الشرطة بكل إخلاص وتجرد.

مرة أخرى شكراً سيادة اللواء محمد إبراهيم على كل بذلتموه من جهد وعرق لتحقيق أمن واستقرار هذا البلد الآمن ... ودعائي للسيد اللواء مجدي عبد الغفار أن يستكمل المسيرة وأن يوقفه الله ويسدد خطاه لتحقيق الآمال المعقودة عليه ... وتحيا مصر.

 

إعلان