إعلان

إلى الأمان.. مصر في مواجهة المد الشيعي المتطرف - (مقال)

اللواء الدكتور محسن الفحام

إلى الأمان.. مصر في مواجهة المد الشيعي المتطرف - (مقال)

08:43 م السبت 28 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- اللواء الدكتور محسن الفحام:

تعلمنا في بداية عملنا الأمني منذ سنوات بعيدة أنه لا حجر على فكر... وأن من حق كل إنسان أن يعتنق من الأفكار و المعتقدات ما يشاء طالما لا تتعارض مع صحيح الاديان السماوية و النظام العام في دولهم ... و لكن عندما يتطور ذلك إلي محاولات لنشر هذا الفكر أو تلك العقيدة باستخدام وسائل الترهيب و التخويف و الدمار ، فانه لابد من المواجهة و التعامل معه إما من خلال المراجعات الفكرية أو من خلال استخدام القوة إذا لزم الأمر عندما يهدد ذلك أمن و استقرار البلاد.

و من هذا المنطلق كان عنوان لقائي معكم هذا الأسبوع مواجهة المد الشيعي المتطرف و ليس '' الفكر الشيعي'' فكل إنسان حر في المذهب الذي يعتنقه و لكننا هنا نتحدث عن تلك المحاولات التي يحاول معتنقي هذا الفكر فرضها و نشرها في الدول العربية و خاصة دول الخليج العربي مدعمين بمساعدات لوجستية و اسلحة و عتاد و أموال من إيران التي مازالت تسعى حسيساً لفرض هيمنتها و سيطرتها على تلك المنطقة مستخدمة في ذلك أساليب ملتوية تارةً بالترغيب وأخرى بالترهيب .. و لعل ما يحدث في اليمن خير دليل على ذلك بعدما حققت إيران ما ارادت في العراق و سورية و نجحت في احداث فتنة طائفية و حروباً اهلية بين ابناء الشعب الواحد اسفرت عن انقسامها ما بين سنة و شيعة و اصبح هناك مناطق يقطنها هؤلاء و اخرى يقطن بها الاخرون و انتشرت اعمال التخريب و الاعمال الانتحارية التي يجيد الشيعة القيام بها و كان اخرها ذلك الذي فجر نفسه داخل احد المساجد في اليمن و راح ضحية ذلك تسعون قتيلاً من السنة . 

بطبيعة الحال فنحن هنا لن نتناول الفكر الشيعي و نناقشه.. فهذا متروك لرجال الفكر و الدين الذين فشلوا حتي الأن في احداث اي تقارب بين الطائفتين و لعل إيران وراء هذا الفشل لأغراضها التوسعية ... و لكننا سوف نشير في عجالة إلي ما يحدث حالياً في اليمن و مدى تأثيره على الأمن القومي المصري .. و هو بيت القصيد هنا... 

لابد أن نشير في البداية إلي ذلك الغزل الذي يحدث حالياُ فيما بين الولايات المتحدة الامريكية و إيران و إلي هذا الاتفاق السري الذي تم مؤخراً بينهما في سويسرا لفتح ابواب التواصل معاً في مختلف المجالات حيث ترى امريكا ان إيران اصبحت قوة لا يستهان بها في منطقة الشرق الأوسط... كما تري إيران انه لابد من تقديم بعض التنازلات في برنامجها النووي لتحصل على الدعم الامريكي لفرض سيطرتها على الخليج العربي و الذي يسمونه '' الخليج الفارسي'' بشرط إلا يؤثر ذلك على امن و سلامة إسرائيل .. و كان من نتائج ذلك هذا الاتفاق الدعوة إلي حل المشكلة السورية بالحوار بعدما كانت امريكا تنادي بضرورة إسقاط نظام بشار الأسد .. و انه لا مانع من استخدام إيران كوسيلة لمواجهة الخطر السني الارهابي من وجهة النظر الامريكية المتمثل في تنظيم القاعدة و داعش الذي فقدت السيطرة عليه ... علاوة على إيجاد حليفاً لهم بالمنطقة نتيجة فتور العلاقات الامريكية مع السعودية و مصر .. وفشل الحلم الامريكي في تقسيم مصر إلي اربعة دويلات بواسطة تلك الجماعة الخائنة التي كانت على استعداد لتقديم اي تنازلات لتثبيت اركانها في حكم البلاد .. و هنا نتذكر كيف سمح نظام الاخوان بدخول الايرانيين للبلاد بدعوة السياحة توطئة لخلق كيانات لهم مستقبلاً في مصر .

و الان نتساءل - لكي نرد على أصوات المشككين و المغرضين و دعاة الفتنة و الشائعات المغرضة - لماذا اشتركت مصر مع قوات التحالف العربية للتعامل ضد الحوثيين في اليمن و الذين هم اشبه بتشكيل عصابي شيعي يهدف إلي السيطرة على تلك الدول و التحكم بها شكلاً و موضوعاً بدعم إيراني كامل ... ان ما يحدث في اليمن هي عملية إيرانية كاملة المعالم تهدف بها إلي فرض سيطرتها على مداخل و مخارج البحر الأحمر .. واحكام سيطرتها على مضيق باب المندب لتتحكم في حركة الملاحة العالمية .. وقد اعتمدت إيران في هذا الصدد خطة بعنوان '' حرث الأرض '' منذ اربعة أشهر و التي اشرف عليها الايراني قاسم سليماني قائد فليق القدس في الحرس الثوري الايراني و الذي يعتبر أحد الصقور الايرانية و المرشح الرئاسي المحتمل في انتخابات 2017 تهدف تلك الخطة إلي وصول الحوثيين المتمركزين حالياُ في لواء صعده إلي مدينة صنعاء لتصبح العاصمة كلها حوثية شيعية بالكامل.. كما قامت بتشكيل ما يسمى '' بتنظيم خراسان ''و الذي يضم مجموعة من المسلحين في جزيرة دهلك الارترية المستأجرة من قبل إيران لتدريب بعض شيعة الخليج و العراق و اليمن و سورية تمهيداً لنشر الفوضى و الخراب في السعودية و البحرين و منها إلي باقي دول الخليج . 

إنه يا سادة...نوع جديد من الاحتلال و ما الحوثيين سوى ورقة في يد إيران تقلبها كما تشاء..و هنا يأتي الحذر و التخوف من سيطرة إيران و جماعاتها المأجورة على مضيق باب المندب الذي يبلغ عدد ناقلات البترول التي تمر به سنوياً 21 ألفاً ناقلة بمعدل 57 ناقلة يومياً ... بالإضافة إلى 25 إلف قطعة بحرية اخرى مختلفة الاغراض .. ان هذا المضيق يعتبر بوابة العبور إلي قناة السويس و لك ان تتخيل ماذا سوف يحدث إذا سيطرت إيران عليه فلتذهب أحلام الشعب المصري إلي الجحيم...و ليثور الشعب على قائده ...و لتتلاشى أهمية تلك القناة الجديدة التي يتم حفرها بسواعد رجال و شباب الوطن.. و يعاني المواطن عقب ذلك من الاحباط و من ضياع الحلم و الامل الذي بات يعيش من اجله لتحقيق العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية . 

من هنا جاءت مبررات مشاركة مصر في هذا التحالف لحماية أمنها القومي و الأقليمي و الاقتصادي و لحماية حدودها الجنوبية و تبنت مشروع تشكيل قوة عسكرية عربية لردع كل ما يهدد الامن القومي لاي دولة عربية تهدف إلي العيش بسلام و أمان .. 

دعونا نتفهم اسباب مشاركة مصر في هذا التحالف العربي الذي يسعى إلي الحفاظ على وحدة و سلامة اليمن الذي كاد ان يتفتت و تتقطع اوصاله بايدي هؤلاء المأجورين .. هذا التحالف الذي يسعى إلي الدفاع عن مصالح بلاده و شعوبه الامنة و مستقبل وطنهم و شبابهم الذي بات مهدداً نتيجة هذا العبث من الجماعات الارهابية من ناحية و من الشيعة و إيران من ناحية أخرى و خلفهم بلا شك الولايات المتحدة الامريكية و حليفتها إسرائيل التان بلا شك تنظران إلي المنطقة بكل بسعادة و شماتة فينا و لكن برغم كل ذلك فانه سوف تحيا مصر .

 

إعلان