إعلان

حازم دياب يكتب: رسالة إلى الله

حازم دياب

حازم دياب يكتب: رسالة إلى الله

11:41 م الأحد 01 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - حازم دياب :

عزيزي المولى،،

أكتب إليك من مصر، البلد المبتلى منذ بدء الخليقة، يقول الناس هنا إن كونهم يحملون الجنسية المصرية، سيسهل حسابهم يوم القيامة، لماذا البلاء في الأساس؟.. لماذا تنجح الثورة عندما يموت الناس، لماذا نطرد المحتل بخسارة الأهل، ما السبب في احتلاله من البداية؟.. هل قطم أبينا آدم للتفاحة هو السبب فيما نحن فيه؟. يارب، لماذا يقول ''سايس'' حين يرى سيارة فارهة في الزمالك ''لمن الملك اليوم؟''. هل فقد الناس إيمانهم بسبب غياب العدل أم غياب المال؟ أنا لم أفقد إيماني بك لحظة، لكنني فقدت أشياء كثيرة متعلقة بك: لم أعد أخشع في الصلاة، تصر أمي العزيزة على عدم انتظامي في الصلاة أصلاً، حفظي لأجزاء القرآن تشوش، فهمي لما حولي تذبذب، عندما أنظر لوجه أبي أجدك، لكنني أريد العثور عليك في قلبي.

عزيزي الخالق،،

هل صوت أم كلثوم حرام؟ هل أغنية فيروز "بكرا إنت وجاي" رجس من عمل الشيطان؟ هل الملائكة لا يطربون بالأغنيات ذات الصوت الرائق، لماذا يحرم الشيوخ أكثر مما يحلوا، يمرق في ذهني الخوف من الخطأ قبل أن أدرس خوض التجربة، ألم يخطأ أصحاب النبي وهم معايشوه، في غزوة أحد، ألم تقل أننا لو توقفنا عن الخطأ لاستبدلتنا، صحيح لماذا يارب لا تستبدل داعش وأنصار بيت القدس وأصحاب الأفلام الرديئة وصانعو المهرجانات الغنائية المزعجة والمحرضين على الرذيلة السياسية في الإعلام، ألم تسأل الرسول محمد عن إرسال الملاك جبريل لإطباق الأخشبين، حين أساء له أهل الطائف، هؤلاء يسيئون له أكثر، ونحن لن نهاب هيئة جبريل.

يارب،،

درسنا أن صيغة النداء يا للقريب، وأخبرتنا أن نناجيك، اسألك مولاي: لماذا أصبحنا أقل قدرة على المواجهة، وكيف استشرى العجز فينا دون أن يخط الشيب فودينا، أصبحت صورتنا منذ 5 سنوات، كأنها عمر انطوى، هل الساعة اقتربت؟.. علاماتك الصغرى والكبرى بدأت في الظهور، هل نمر بما نحن فين لنصير أكثر رسوخاً في مواجهة أهوال تصدع أركان الدنيا، يُوصف ابن آدم بتمسكه بالدنيا، لكن السنوات الأخيرة تمسك شبابنا بالموت أكثر من تشبثهم بالحب، أريد أن اسألك يا رب عن الشيخ عماد عفت، هل مازالت ذقنه الرفيعة المدببة لا تطول؟.. هل وجه مينا دانيال الجيفاري لم يمت؟.. هل يداوي علاء عبد الهادي المرضى في الجنة؟ هل يدوّن الحسيني أبو ضيف ما يحدث؟.. هل هناك ورد تحمله شيماء الصباغ؟ هل الشمس حارقة أيضا لتسبغ على الجنود اللون الأسمر؟.. هل يضحكون علينا عندما نتشاجر عن ماهية الثورة وطبيعة الانقلاب؟

أخيراً: أريد أن اسأل عن إصرارك – عز وجل – على أن أحلم بجدي محمد رحمه الله أنه مازال حياً، جدي مات منذ أربعة عشر عاماً، وكلما أراه في الحلم يكون متوسداً بطانيته الثقيلة طالباً الدفء، أو ذاهباً للجزار يختار اللحم، كلما اسأله ''مش إنت مت يا جدو''.. لا يرد.

الأحلام بيدك يارب، أريد أن أرى عمو مصطفى، لم يأت لي منذ فترة، أريد أن أشاهد ضحكاته، أو إن كان يجوز، أن يأت ليسبني ويسخر مني. أريد أن أخبره أن الزمن توقف عند موته منذ سنوات خمسة. سأقول له أنني لم أمح رقمه بعد من هاتفي، أنني لم أستخدم الماسنجر منذ رحل لكيلا أراه أوف لاين. أريد أن أفاجئه أنني تزوجت وأن الثورة التي حلم بها؛ اندلعت.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان