إعلان

 إلي الأمان : المطارات المصرية ...أمن قومي

إلي الأمان : المطارات المصرية ...أمن قومي

05:04 م الجمعة 27 نوفمبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم اللواء الدكتور/ محسن الفحام 

- ما زالت اجواء حادث سقوط الطائرة الروسية فوق اراضي سيناء تلقي بظلالها على الرأي العام في الخارج والداخل خاصة بعد تلك العمليات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا مؤخراً والتهديدات التي تواجه العديد من الدول الأوروبية...حيث تبارى كل من له رأي او رؤية سواء كان مختصاً او غير مختص بشأن أمن المطارات و الطائرات إلي ان وصل الامر بأحد كبار المسئولين في الحكومة الحالية بإقتراح إسناد عملية تأمين الطائرات التي تغادر من مطارات شرم الشيخ و الغردقة و الجونة إلي شركات أمن أجنبية تكون مسئولة عن كافة الاجراءات التي تتعلق بتلك الرحلات التي تنقل رعايا و سائحين اجانب من و إلي تلك المدن وهذه المطارات .

- وقد أثار هذا الاقتراح حفيظة و استياء كل من يعمل في المطارات المصرية بصفة عامة .. و تلك المطارات بصفة خاصة لانها و بالفعل سوف تكون شهادة فشل نسلمها بأيدينا لكل من سولت له نفسه في التشكيك في دقة الاجراءات الامنية التي يقوم بها رجال الامن و الشرطة المعينين في تلك المطارات و نعطي الفرصة للترويج بإن اللجوء لتلك الشركات كان بسبب ضعف الاجراءات المتبعة في تأمين الرحلات التي تقلع من تلك المطارات .

- وقد قوبل رفض هذا الاقتراح من قبل مجلس الوزراء بعد دراسته بكل ارتياح و تقدير من جميع العاملين في تلك المطارات بمختلف الجهات التي يمثلونها و مختلف التخصصات التي يعملون بها...حيث ان دخول اي شركة امن اجنبية مهما كانت جنسيتها سوف يعتبر تعدي على اختصاص أصيل من إختصاصات الأمن القومي المصري الا و هو حماية و تأمين المطارات الوطنية و كذا تأمين الرحلات التي تصل و تغادر من خلالها و ذلك بالنسبة لجميع شركات الطيران التي تتردد على البلاد.

- وأتذكر هنا انه عندما تم إسناد الاشراف بشكل مؤقت على مطار القاهرة بعد تجديده لشركة إدارة فرنسية بهدف تعظيم العائد اعترضت كافة الجهات الامنية العاملة به إلي ان تم الاتفاق على عدم التجديد لها و إعادة اسناد عملية الاشراف على هيئة ميناء القاهرة الجوي إلي سواعد مصرية و رجال يعرفون معني الانتماء و الوطنية .

- إلا ان هذا الاقتراح حتي و ان تم رفضه يعطي علامة لا يمكن تجاهلها او التغاضي عنها الا و هي ان هناك شعور بوجود تقصير أمني وقصور في الاجراءات التي تتم في هذة المطارات قد تؤدي إلي وقوع إختراقات أمنية او تسلل بعض العناصر التي من الممكن ان تقوم بعمليات إرهابية مثل تلك التي وقعت مؤخراً بفندق العريش و التي راح ضحيتها ابطال شرفاء من رجال الشرطة و القضاء..او تجنيد لبعض ضعاف النفوس لاحداث اعمال تخريبية في منشأت المطارات او الطائرات الموجودة بها.

- ومن هنا و علي الرغم من قناعتي الكاملة بمدى الكفاءة و الدقة التي يشهد لها الجميع و من بينها هيئة السلامة الدولية للطيران التابعة لمنظمة الايكاو إلا انني اري ضرورة إعادة تقييم كافة الاجراءات و الخطوات التي تتم لتأمين الركاب و الطائرات منذ لحظة وصول الركاب إلي المحاور الخارجية لتك المطارات و حتي اقلاع الرحلات منها و الاستعانه باحدث اجهزة الكشف عن المفرقعات و التي اعتقد ان الدول التي تتعرض حالياً لتلك الاعمال الارهابية لن تبخل عن تزويدنا بتلك الاجهزة...فالانسان في هذه الدول اغلى بكثير من اي اجهزة و اي طائرات .... من ناحية اخري اري انه يجب اخضاع كافة العاملين بتلك المطارات إلي دورات تدريبية مكثفة في مختلف المجالات و من بينها مجال التنمية البشرية الذي يهدف إلي التغلب على ضغوط العمل و الضغوط النفسية التي يتعرض لها هؤلاء اثناء فترة عملهم . و كذلك ان يكون تعيين الضباط و الامناء و الافراد بتلك المواقع خاضعاً لمعايير دقيقة من اللياقة البدنية و النفسية و القدرة القتالية واستخدام السلاح و فقاً للضوابط القانونية التي تسمح لهم بذلك .

- اما اذا كانت شركات الطيران الاجنبية المترددة على البلاد لديها الرغبة في تشديد الاجراءات الامنية المتبعة على رحلاتها فاعتقد ان السلطات المصرية لن ترفض ان يتم تأمين تلك الطائرات من خلال افراد امن يصلون عليها و يغادرون بها بعد التأكد من تأمينها بالتنسيق مع السلطات المصرية العاملة في المطارات المختلفة .

- ثقتنا كبيرة في الرجال الذي يعملون في حماية المطارات و المنافذ المصرية...واناشدهم بالا تهتز ثقتهم في انفسهم و ان يستمروا في اداء واجبهم الوطني دون اي خوف او توتر و ان يرسلوا رسالة طمأنينة إلي كافة الدول و شركات الطيران والعاملين في مجال السياحة بان هناك ابطالاً يؤدون عملهم بكل امانة و اخلاص فداءً و حماية لهذا الوطن.. وتحيا مصر.

إعلان