إعلان

البترول: المشكلة والحلول

أ. د. أمين عبد اللطيف المليجي

البترول: المشكلة والحلول

09:30 م الجمعة 16 يناير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - أ. د. أمين عبد اللطيف المليجي:

البترول وما أدراك ما البترول، فوائد جمة واستعمالات عديدة، سعر يرتفع وينخفض، الذهب الأسود، قل ما شئت وحدث ولا حرج، ما نراه اليوم من هبوط حاد في سعر البرميل حتى وصل الهبوط الى ما يقرب من ال 50 في المئة من السعر السابق، كل ذلك لا يهم، لآن البترول لن يدوم، حتى ولو ازداد سعره، هذا واقع الآن، وحقائق علمية أكدها العلماء، الذين بحثوا وقدروا بأن البترول كمصدر للطاقة ومصدر لصناعات ومواد متعددة سوف يستمر حتى حوالى سنة 2053 أي من الآن أقل من أربعين عاما باقية، وقلنا بأن العالم من حولنا يبحث ويجتهد في إيجاد طاقة بديلة ومتجددة، هذا ليس فقط لمعرفتهم بقرب انتهاء البترول، ولكن لأسباب أخرى عديدة، أهمها التلوث البيئي الذي اثر على الأرض ومن عليها من إنسان ونبات وحيوان وجماد، فمع ازدياد التقدم التكنولوجي، ازداد استعمال البترول، وزادت معه الانبعاثات للغازات الملوثة للبيئة وخاصة غاز ثاني أكسد الكربون، وزادت درجة حرارة الأرض عن المعدل الطبيعي بسبب ازدياد نسبة الغاز عن المعدل الطبيعي، كل ذلك تسجله معامل الأبحاث لحظة بلحظة، ويظهر كل يوم معدل الانبعاث، ويظهر المعدل شهريا، ثم سنويا، حتى يكون الأمر تحت التحكم لمعرفة الخطر، والتحكم فيه، وهكذا فإن الدول المتقدمة كأمريكا وأوروبا واليابان قد ركبوا قطار البحث والتنقيب منذ أكثر من ثلاثة عقود، حتى يصلوا إلى طاقات بديلة للبترول ومعه الغاز الطبيعي والفحم كطاقات غير متجددة وملوثة للبيئة، وأقول طاقات بديلة، لآن الأمر لم يقتصر على نوع واحد، لأن كمية الطاقة الهائلة التي تستخدم من البترول وغيره من مصادر الطاقة غير المتجددة كبيرة جدا، ونحتاج إلى أكثر من بديل، فها هو العالم يتجه الى الطاقة الشمسية، ونحن نملكها طوال العام، أي كل يوم تقريبا، ولم نستغلها الاستغلال الأمثل حتى الأن، والعالم من حولنا أيضا لم يستغل الطاقة الشمسية الهائلة والنظيفة والتي لا تلوث البيئة، فالعالم بأثره لا يستفيد من الطاقة الشمسية استفادة مباشرة، أي استغلالها في توليد الطاقة الكهربية مثلا، إلا بنسبة ضئيلة جدا لا تتعدى 1.5 في المئة، ولكن هناك من دول العالم المتقدم من قطع أشواطا هائلة في استعمال الطاقة الشمسية، على سبيل المثال ألمانيا، أكبر محطة قطارات فيها تستخدم الطاقة الشمسية، وهناك لا تشرق الشمس طوال العام، فمن المهم أن نتحرك ونزيد من استعمال الطاقة الشمسية. ثم هناك طاقة الهيدروجين، ودائما ما أقول هي طاقة الماضي والحاضر والمستقبل، لآن الطاقة الشمسية التي تأتينا كل يوم هي بسبب اندماج نووي لذرات الهيدروجين، فالشمس نجم يقال عنه أنه كرة من الهيدروجين، تتكون من غاز الهيدروجين بنسبة 90 في المئة ومعه غاز الهيليوم بنسبة 8 في المئة والباقي غازات أخرى أهمها الأكسجين. أي أن الهيدروجين هو المصدر الرئيسي للطاقة الشمسية، وها هو العالم اليوم يصل إلى استخدامه كوقود متجدد غير ملوث للبيئة، تسير به السيارات، وتوجد محطات الهيدروجين في أمريكا وأوروبا واليابان، بل أن اليابان ذهبت بعيدا باستخدام الهيدروجين في المنازل بديلا للغاز الطبيعي في المنزل لعمليات الطبخ وغيرها، كل ذلك أصبح واقعا، والسيارات التي تتحرك بالهيدروجين أصبحت حقيقة منذ ما يقرب من عشر سنوات، تقريبا معظم الشركات العالمية الكبرى والمشهورة في صناعة السيارات قد دخلت هذا المجال، وأصبحت هناك خطوط إنتاج لسيارات تتحرك بطاقة الهيدروجين وكذلك سيارات تتحرك بالخلايا الشمسية، وللعلم فإن بناء محطات للهيدروجين ليس بالأمر الصعب ولا بالمكلف، فهناك شركات عالمية متخصصة في هذا الأمر، وهذا ليس عيبا أن نستعين بأهل الخبرة في هذا المجال، وهذا ما دلنا عليه الحق سبحانه في كتابه الكريم حين قال "فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون" سبحانه لم يحدد هنا في الآية الكريمة أي جنس أو عقيدة لأهل الذكر، بل تركها مطلقة لتشمل كل الخلق، وهذا لأن الخلق كلهم أخوة كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب لنا المثل والقدوة في ذلك، فقد استعان بعبد الله بن اريقط وهو ليس بمسلم حتى يدله على الطريق اثناء الهجرة، المهم ان تكون الاستعانة بمن هم أهل للخبرة والثقة، وليس لمجرد انه من بلاد متقدمة وحسب. وبالتالي فأننا مطالبون بالبحث العلمي لحل تلك المشكلة، وقلت سابقا ان الدول المتقدمة رصدت الميزانيات الكبرى لمشروعات بحثية عملاقة حتى يصلوا إلى مرحلة الاستغناء عن استخدام الوقود غير المتجدد، البترول وغيره، بحلول عام 2020، هذا لم يعد سرا، ولذلك فأن العلماء في مراكز الأبحاث تجتهد لكى تصل الى حلول سريعة لمشكلة الطاقة، فلنبحث نحن ايضا عن حلول لما سيحدث لأسعار البترول ي القريب العاجل، حتى لا ننام ونصحو لنجد بأن سعر البرميل قد أصبح دولارا واحدا، ساعتها لا نلوم الا أنفسنا، فما زال هناك الوقت بين ايدينا، ولتكن الرغبة الصادقة من ولاة الأمور في بلادنا العربية، وأزعم انها موجودة عند كثير منهم، وبالفعل هناك تحرك ولكنه يجب ان يكون اكثر من ذلك، وخاصة في مجال البحث العلمي، الذى يحتاج الى تمويل اكثر من ما هو عليه الأن، ويكون البحث للنشر والتطبيق والاستفادة الفعلية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان