إعلان

ماعت وعمعموت وبينهما مبارك..!

الكاتب محمد أحمد فؤاد

ماعت وعمعموت وبينهما مبارك..!

06:49 م الإثنين 29 سبتمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد أحمد فؤاد:

كما يؤمن أصحاب الديانات بأن الله سيحاسب الإنسان على أعماله يوم الحساب، كذلك آمن المصريون القدماء بنفس المبدأ، وبحسب ذلك فيجب أن تتم عملية وزن أعمال الميت في الدنيا عن طريق وضع قلبه في إحدى كفتي الميزان، وتوضع في كفة الميزان الأخرى ريشة ماعت، فإذا كانت الريشة أثقل من قلب الميت، فمعنى ذلك أن الميت كان طيبا في حياته وعلى خلق فيأخذ ملبسا جميلا ويدخل حديقة الجنة ليعيش فيها راضياً سعيداً، أما أذا كان قلبه أثقل من الريشة فمعنى هذا أنه في حياته كان جباراً عصياً، وعندئذ يُلقى بالقلب وبالميت إلى حيوان خرافي يكون واقفا بجوار الميزان - اسمه عمعموت- فيلتهمه هذا الحيوان على التو، وتكون تلك هي النهاية الأبدية..!

لهذا قررت أنا الفقير إلى الله -وأتشرف بكوني أحد الناجين من عصر الرئيس المزمن مبارك، الذين ثاروا عليه وأسقطوا قناعه الزائف الذي ارتداه لمدة ثلاثين عاماً من الحكم الشمولي الديكتاتوري- بأن أقوم بالنيابة عن ملايين المطحونين بمحاكمة هذا الرجل على طريقة ميزان العدل "ماعت".. بحسب الأسطورة المصرية القديمة التي تنص على أنه في هذا الميزان يوضع قلب الإنسان في كفة، وتوضع ريشة ماعت في الكفة الأخرى، فإذا استقام الميزان عبر الرجل إلى الفردوس، وإذا اختل الميزان سقط قلبه ووقع المحظور..

الخيال مسموح.. ولا أظنه جريمة سيعاقب عليها القانون طالما في حدود اللياقة والأدب، ولنبتعد عن ساحة القضاء العادل التي يحاكم أمامها الرجل وحاشيته، ولنترك لرجالها الأجلّاء كلمة الفصل مع كامل الاحترام والتقدير في قضية معقدة أظنها تستعصي على اثبات التهم الموجهة له ولمن يقفون إلى جواره في قفص الاتهام.. لا لشيء إلا لأن القانون المدني لابد وأن يقف أمام تلك القضايا بين أدلة إثبات وأدلة نفي، وفي هذا سيتبع القضاة السبل القانونية كافة لنفي أو إثبات الجريمة على المتهمين مع مراعاة أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته..

الثابت لدي أن الرجل طاغية باقتدار وتبجح، وقد سقط برغبة وبحكم الشعب.. وهو سقوط لم يكن يتوقعه حين قال ساخراً من شعبه ورعيته: "خليهم يتسلوا..!" وهكذا تلاشت أحلامه في الاصطفاف مع من يخلدهم التاريخ بعد حدث جلل هو ثورة يناير 2011 المجيدة رغم أنف الخونة والمشككين في نقائها وطهارتها.. وبخروج الشعب المصري بكامل طوائفه في جميع أرجاء الوطن بهتاف "إرحل"..! فهل يستطيع أن ينكر هذا المشهد كائن ما كان؟ الحق والحقيقة والعدل هم أساس التوازن الكوني والضمانة الوحيدة لانتظامه، وهي أشياء لا أظنها كانت في حسبان هذا الرجل يوماً ما.. لهذا سنعرضه على ميزان "ماعت"، وسنختار 13 فقط من أصل 42 سؤال في محاولة لإدراك نقاء قلبه من عدمه، وليظل الحكم أولاً وأخيراً للشعب..! ملحوظة.. الأسئلة تعبر عن واقع معاناة ملايين البسطاء خلال فترة حكم مبارك وما حدث خلالها وربما مازال يحدث..!

المتهم/ محمد حسني السيد مبارك.. مطلوب للإجابة عن الأسئلة التالية أمام محكمة الشعب بكل تجرد وشفافية:

هل امتدت يدك إلى أخذ ما ليس لك؟
هل أهملت زرعك وأرضك ومحراثك وقت البذر والزرع؟
هل لوثت مياه النيل أو أهدرتها أو تسببت في قطع المياه الجارية؟
هل تجنبت طريق الصواب عندما وجدته محفوفاً بالمخاطر؟
هل تعاملت في الأسواق بالعدل والأمانة وأقسطت في الميزان؟
هل تسببت في قيد حرية أحد أو سلبتها منه؟
هل شغلت عيناك بأمور الدنيا حتى عميت عن أمور الأخرة؟
هل تعلقت بالدنيا وربطت نفسك بسلاسل من ذهب؟
هل تسببت في ذرف دموع أحد؟
هل عف لسانك عن البهتان وشهادة الزور؟
هل قتلت نفساً بغير حق؟
هل تبينت أن نهاية كل مرحلة من مراحل حياتك هي بداية لمرحلة أخرى؟
هل أخذك الغرور بذكائك فعميت عليك حكمتك؟

إذا استطاع المتهم محمد حسني مبارك الماثل أمام محكمة الشعب اليوم - وها هي النهايات قد اقتربت- أن ينفي عن نفسه الإدانة في التهم المبينة من خلال سياق الأسئلة السابقة بشرط ألا يستخدم إجابته الشهيرة " لا أعرف..! " فانه ربما سيضمن نجاة مؤقتة فيما تبقى له من أيام بالدنيا.. لكن ما بالنا بالآخرة حيث لا يوجد "فريد الديب" ولكن رقيب وعتيد..!

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان