إعلان

إلى الأمان: الأمن القومي المصري.. وتنظيم داعش الإرهابي

لواء دكتور محسن الفحام

إلى الأمان: الأمن القومي المصري.. وتنظيم داعش الإرهابي

10:54 ص الإثنين 22 سبتمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - لواء دكتور محسن الفحام:

سألتني مراسلة إحدى القنوات الفضائية الأجنبية الناطقة باللغة العربية - وهي مصرية الجنسية - عن تنظيم داعش الإرهابي ومدي خطورته علي الأمن القومي المصري. ولماذا يقوم هذا التنظيم بإرسال تهديداته للمسئولين المصريين بواسطة التويتر والإنترنت. ولماذا يقوم بعض الإعلاميين ومن بينهم عمرو أديب بالترهيب من هذا التنظيم ومن خطورته وبأن هناك العديد من عناصره متواجدين في مصر.

استشعرت من هذه التساؤلات أنها لم تكن للإعلام فقط بل إنها كانت تريد أن تطمئن على بلدها.. وكانت إجابتي أن داعش صناعة أمريكية قامت المخابرات الأمريكية بصياغتها وتحاول أن تصور للعالم صورة مخيفة عن هذا التنظيم وبشاعته كذريعة لمعاودة التواجد في المنطقة العربية بصورة أخري بعدما فشلت في تحقيق ذلك في أهم الدول العربية بالنسبة لها وهي مصر وسوريا والسعودية.

هل تتذكرون تنظيم القاعدة.. من الذي اخترعه ودعمه وأمده بالسلاح والعتاد أليست أمريكا.. وماذا فعلت بعد أن استنفذت غرضها منه.. ألم تقتل أسامة بن لادن وتلقي بجثته في المحيط.

إن التاريخ يعيد نفسه عندما اجتمع جون ماكين - عراب العلاقات الأمريكية مع الإخوان المسلمين - مع أبوبكر البغدادي لتأهيله لقيادة هذا التنظيم قبل دفعه إلي العراق ليمارس أبشع الجرائم في تاريخ البشرية الحديثة والتمثيل بجثث الضحايا من الأجانب والمسلمين والاقباط علي حد سواء دون مبرر أو تمييز ولا استبعد أن يكون ذلك يتم بموافقة المخابرات الأمريكية.

إن تنظيم داعش الإرهابي صناعة أمريكية إلا أنه خرج عن الإطار المرسوم له عندما هاجم حقول البترول في المناطق الكردية الموالية لأمريكا وعندما تم قتل صحفيين أمريكيين علنا.. ويروج له البعض ومن بينهم للأسف بعض الإعلاميين المصريين بالخطورة والترهيب.. ولكنني مطمئن إلى وعي وذكاء وصلابة الأمن القومي المصري وعلي قدرته في التعامل مع هذا التنظيم دون أن يتورط في الشئون الداخلية لأي دولة عربية. وإلا لماذا رفض الرئيس السيسي الانضمام للتحالف الدولي الذي يضم الآن أربعين دولة لمواجهة تنظيم محصور في بعض مناطق العراق وسوريا إذا لم يكن يدرك الأهداف الحقيقية من وراء هذا التحالف ومدي قوة وضعف هذا التنظيم.

هذا لا يعني التهوين من أي تنظيم إرهابي ولكن في ذات الوقت لا يعني أيضاً التهويل في قدرات هذا التنظيم بالشكل الذي يجعل بعض الإعلاميين يصرخون فزعاً منه.. وكم كانت للضربات الأمنية التي أسفرت عن ضبط ثلاثة من عناصر هذا التنظيم في مصر - دور كبير في معرفة حجمه ومدى تأثيره وخطورته علي أمن البلاد وكيفية التعامل مع المعلومات التي تم الوصول إليها نتيجة استجوابهم والنتائج الإيجابية التي تحققت نتيجة ذلك.

وأخيراً أذكر بحديث للإمام علي ''كرم الله وجهه'' عن هذا التنظيم وكأنه يستشرف مستقبل الأمة الإسلامية عندما قال: إذا رأيتم الرايات السوداء ''الرايات التي يرفعها عناصر هذا التنظيم'' فالزموا الأرض ولا تحركوا أيديكم أو أرجلكم. ثم يظهر قوم ضعفاء ''معظم التنظيم من صغار السن والمراهقين والأجانب'' لا يؤبه لهم. قلوبهم كزبر الحديد ''قساة القلوب'' لا يوفون بعهد ولا ميثاق. يدعون إلى الحق وهم ليسوا من أهله. اسماؤهم الكني ''أبو مصعب الزرقاوي وأبو بكر البغدادي.. إلخ'' شعورهم مرخاه كشعور النساء ''انظروا إلى أشكالهم'' حتى يختلفوا فيما بينهم. سيقضي بعضهم على بعض بإذن الله. ثم يؤتي الله الحق كما يشاء.

انتهت مكالمتي معها بألا تخافي على مصرنا الحبيبة التي قال عنها المولي عز وجل ''ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين'' وكم كنت سعيداً ومتفائلا عندما اتاني صوتها راجيا باكياً مطمئنا قائلة ''يارب احفظ بلادي''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان