إعلان

إلي الأمان .. ''ضد الإرهاب'' مشاهد وتوصيات

لواء دكتور محسن الفحام

إلي الأمان .. ''ضد الإرهاب'' مشاهد وتوصيات

02:35 م السبت 20 ديسمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - لواء دكتور - محسن الفحام:

في تجمع حضاري غير مسبوق ..أنهى مؤتمر ''الجمهورية.. ضد الإرهاب'' أعماله بعد يومين حافلين بالندوات واللقاءات ثم التوصيات التي لو أخذ البعض منها بعين الاعتبار و التنفيذ فسوف يكون لها مردوداً إيجابياُ كبيراً علي المجتمع المصري بكل طوائفه و فئاته بلا استثناء.

وقد كان لحضور السيد رئيس الوزارء و معظم الوزراء و رعاية السيد رئيس الجمهورية للمؤتمر أكبر الأثر في انجاحه و خروجة بالشكل الذي يليق بتلك المؤسسة الصحفية العريقة التي ولدت مع ميلاد ثورة 23 يوليو 1952.

كذلك فقد كان هناك كوكبة من أهل السياسة و الأمن و الثقافة و الدين والفن والتعليم، باللإضافة إلي العديد من المفكرين والباحثين العرب ومن أبرزهم المفكر الإمارتي الكبير الدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية وأحد رجالات تطوير التعليم بها، والذي كان محل اهتمام و احترام من جميع الحاضرين نظراً لمكانته العلمية والثقافية.

وشارك الرجل في مؤتمر بأحدث إصداراته وهو كتاب بعنوان ''السراب'' يتناول فيه فكرة السراب السياسي الذي يترتب علي الوهم الذي تسوقه الجماعات الدينية السياسية لاستغلال الدين كوسيلة لتحقيق مصالح شخصية و سياسية و تحتكر تفسير الدين وتروج لمفاهيم غير منطقية لتطبيقها في العصر الحديث مثل الخلافة و البيعة .. بل إلي تكفير مخالفي الرأي و قتلهم إذا لزم الأمر، وهو ما يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي السمحة المعتدلة .. فهو كتاب أرى ضرورة إفراد مقالاً مستقلاً له بأذن الله.

وقد خرجت المحاور التي انقسم إليها المؤتمر بالعديد من التوصيات الهامة و الجادة التي اتمنى أن يؤخذ بها .. أو علي الأقل ببعضها لتحقيق الهدف الذي من أجله أقيم هذا المؤتمر و تحمل القائمين عليه الكثير من المشاق و المتاعب و لكنها المسئولية التي تحملوها بكل جهد و إخلاص .

كان من أبرز تلك التوصيات على الجانب السياسي – ضرورة استمرار التحرك دولياً لكشف حقيقة الجماعات الإرهابية التي كان الغرب يدعمها للوصول إلي الحكم لتحقيق مأرب باتت معروفة للجميع، و السعي إلي تجفيف منابع الإرهاب خارج الحدود تمويلاً و تسليحاً و تدريباً و استضافة .. و دينياً .. فقد تم التأكيد على ضرورة تطوير الخطاب الديني بما يتناسب مع طبيعة المرحلة و اختلاف ايدولوجيات الجماعات الارهابية و وسائلهم ، و الاهتمام بالتواصل مع الشباب لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تحاول تلك الجماعات ترويجها بينهم للتأثير و السيطرة عليهم .. واقتصادياً .. فقد أوصى المؤتمر بضرورة تقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين و دعم صناعة الدواء ..أما محور الشباب و التعليم .. فقد أكد علي اهمية الحفاظ على الهوية المصرية، و الإهتمام بدور الشباب في المرحلة الحالية و ضرورة مشاركتهم في الحياة السياسية و البرلمانية .

والأهتمام بتطوير مناهج تعليم لتتواكب مع الرؤية المستقبلية للدولة .. وجاء المحور الفني والثقافي ليؤكد على ضرورة زيادة الدعم للثقافة و الإهتمام بالمناطق النائية و عودة الدولة لرعاية الإنتاج الفني و فتح المتاحف و المزارات الفنية و الثقافية و الاثرية لطلبة المدارس و الجامعات .

وأخيراً جاء المحور الأمني ليؤكد المشاركيين فيه علي أن الأمن وحده – برغم كل النجاحات التي يحققها يومياً – يحتاج إلي تضافر جهود كافة المؤسسات العاملة في الدولة و علي رأسها الأزهر الشريف و الأوقاف لتحقيق الهدف الذي يسعى الجميع لتحقيقه و هو القضاء نهائياً على الإرهاب و اجتثاثه من جذوره لتعود مصر أمنه مستقرة...و قد أكد وزير الداخلية على ذلك في كلمته التي القاها في افتتاح المؤتمر.

جاءت إذاً جميع المحاور بتصورات و رؤي إيجابية و بناءة و قابلة للتنفيذ هدفها مواجهة الإرهاب أمنياً وفكرياً و دينياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً وتعليمياً ولتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة، و معالجة أسباب الفقر و تفشي ظاهرة البطالة و الأمية و هي أسباب تؤدي بالضرورة إلي تفشي ظاهرة الإرهاب و الانفلات الأمني.
تحية خالصة لكل من ساهم في نجاح هذا المؤتمر .. ولمن اتخذ قرار اقامته و تحمل أعباء إدارته و التحديات التي واجهها حتي يخرج به إلي بر الأمان ويحقق من خلاله تلك النجاحات المبهرة و تخرج منه تلك التوصيات المثمرة التي أدعوا الله تعالى أن تؤخذ بعين الاعتبار و أن ترى سبيلاً إلي تنفيذها في القريب العاجل بإذن الله .

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان