إعلان

محمد فتحي يكتب: على هامش الحداد

الكاتب الصحفي محمد فتحي

محمد فتحي يكتب: على هامش الحداد

11:47 ص الأحد 26 أكتوبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – محمد فتحي:

(1)

في اللحظات الأولى من المصائب، لا يجدي تحليل، أو تنظير، أو فزلكة، ولا يظهر من يفعل ذلك أمام (المكلومين) الحقيقيين، سوى في صورة (النذل) الذي يكون عتابه .. اجتنابه.

أنت في حالة عزاء.. فلتحسن عزاءنا أو لتصمت.

(2)

تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أفضل جهاز استخبارات في العالم، ورغم ذلك حدثت انفجارات الحادي عشر من سبتمبر، ولم يطلب أحد أن يقال بوش، ولم يخرج ليهتف أو يكتب أن الإف بي آي بلطجية، وآن الأوان ترحلي يا دولة المخابرات المركزية ..

بل كانت المصيبة الأكبر، حين قررت أمريكا أن يكون لها رد فعل سريع.

وهكذا بدأت حرباً (على الإرهاب) خارج حدودها، لتقصف تورا بورا، وتقتل المدنيين، وتمتد الحرب في أفغانستان لسنوات بذريعة الانتقام، ثم تطور الأمر للتغطية على فشل الحرب الأولى بحرب ثانية على العراق ادعت فيها أن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل، وهكذا دمرت العراق، واتضح كذب أمريكا وجهاز الاستخبارات، وجورج بوش الابن، أسوأ رؤساء الولايات المتحدة قاطبة، ولم يقبض على بن لادن إلا بعد رحيل بوش ، وفي عهد أوباما، وبطريقة يمكن التشكيك فيها ، تم دفنه بعدها في أعماق المحيط مكبلاً بأثقال حديدية، ولم يتحدث أحد عن حرمة موت أو حقوق إنسان في مواجهة مجرم ألحق ببلاده ضرراً كبيراً

تريد حلاً للإرهاب في سيناء؟؟ حلاً يريحك ؟؟ حلاً يصلح للريتويت والشير واللايك؟؟ حلاً تتفاخر به بعنترية، وقد دعوت له وأنت جالس على مقعدك الوثير متقمصاً دور المحلل العسكري والاستراتيجي ؟؟ حسناً: الحل في حرب حقيقية أنت غير مستعد لها ، لأنك ستهاجمها حين تحدث.

الحل في حرب واضحة في العمق الليبي، وعلى الحدود السودانية، وداخل غزة .

حرب قد تستمر لسنوات، وتحدث فيها انتهاكات، وتؤثر على جبهتك الداخلية، وستهاجمها حين تحدث.

الحل في الوقوف أمام الإرهاب في الصف الأول، وستردد حينها أن الحل العسكري وحده لا يفيد .

الحل في تنمية شاملة في سيناء لا يفهم أبعادها أحد، وإذا أردت فعلاً القيام بها، أمامك سنوات لإتمام الأمر، لكنك بلا موارد، والإرادة السياسية غير موجودة لأن الظن العسكري أنك إذا أردت أن تبدأ تنمية في مدخل من مداخل مصر مثل سيناء كان مسرحاً للحرب، ثم مسرحاً للإرهاب، فعليك باختصار أن تبدأها (على نضافة) تكبلك فيها رغبة حقيقية في عدم ارتكاب نفس الخطأ الأمريكي وثيق الصلة بفتح النار على جبال وكثبان رملية والإعلان عن تقدم في مسارات الحرب على الإرهاب .

الحل، صدقني، يبدأ في إدراكك أولاً لخطورة الموقف، وأن تنزع من ذهنك وعقليك فكرة (التقصير) الأمني ، وأن تؤجل نقدك لما بعد العزاء والمصيبة، باحثاً عن صياغة (نصح) وليس عن صياغة (اشتباك) و (اتهامات) في وقت صعب، إن لم تكن مسانداً فيه لجيشك فلا تكن (أتب) في ظهره، أو شوكة في حلقه .

أجل الانتقادات، وأطلق عنان إنسانيتك الحقيقية، لا تلك الانتقائية التي تمشي على حدث وتترك الآخر، ولا تشمت في بلدك، ولا تستغل الأمر لتصفية حساباتك مع نظام تعارضه أو تكرهه .

فلتقل خيراً، أو لتصمت.

(3)

هناك حالات هستيريا ملازمة لمثل هذه الأوقات الصعبة، قد تعذر فيها المكلومين، والذين ملوا رؤية جنائز أبنائنا وقد سعى الإرهاب لتحويلهم إلى مجرد أرقام، لكن الخطر، كل الخطر، أن تصل الهستيريا للأماكن المنوط بها (تنوير) الناس، وتبصيرهم بالحقائق وترتيب أولوياتهم. مثل الإعلام، ليكون ذلك ذريعة عودة الصوت الواحد تحت اسم الاصطفاف الوطني. والتخلص من الأصوات المزعجة، أو المعارضة بزعم أنها تدعم الإرهاب

أن تسكت صوتاً الآن فهذا معناه أنك كنت متواطئاً معه فيما قبل حين تركته يتحدث، أو أنك تتهمه مباشرة بأنه إرهابي، فإن كنت متواطئاً فلتحاسب نفسك، وإن كان إرهابياً فلتحاكمه.

(4)

هناك أوقات يظهر فيها هل أنت ابن مخلص، أم تمثل دور المخلص، من أجل الحصول على مكاسب، أو الظهور في الصورة، أم أنك مجرد ابن عاق لا تختلف عمن يضربون آبائهم في كبرهم، أو يسبونهم، أو يلقونهم في بيوت المسنين ..

طوبى للمخلصين بحق ..

وسحقاً لكل من يمثل، واللعنة على كل ابن عاق.

(5)

الفاتحة للشهيد.. والطبطبة على أم الشهيد.. والبحث عن حق الشهيد.. كل شهيد.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان