إعلان

الرزق "مواسم".. حكاية عمال تمثال المطرية بعد رحيل البعثة الألمانية

07:16 م الخميس 06 أبريل 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا ورنا الجميعي:

انفض الصخب حول التمثال المُكتشف، عاد الهدوء يسكن حي المطرية بالقاهرة، انشغل الأهالي بتحصيل نظير عملهم اليومي بالحفر والتنقيب، قبل أن تنقضي المُدة المُقدرة للبعثة الألمانية التي يرأسها ديتريش راو في مصر، يوم السبت الماضي الـ31 من مارس المنصرم، في انتظار عودتها بسبتمبر المقبل، وبينما اعتاد "أرزقية" المطرية تحصيل 300 جنيهًا أسبوعيًا، عادت التساؤلات تنهش عقلهم المشغول بتوفير قوت يومهم.

مساء أول أمس، توجه "سيد عواد" إلى عمله بإحدى شركات البترول "شغال عامل، يوميتي بعد الإضافي آخرها 70 جنيه"، انهمك صاحب الـ40 عامًا في عمله الشاق، دقائق مرت "خرسانة وقعت عليا، عورت رجليا الاتنين"، سارع أحد زملائه في نجدته، بينما نهره مديره بشدة "قولتله مش قادر أقف على رجلي؛ مسألش فيا.. كان كل اللي همه الشغل يخلص".

حاول ابن منطقة عرب الحصن إنجاز عمله، لم تُسعفه قدمه المُصابة، ارتكز على الأرض مضطرًا، دارت بعقله ذكريات العمل في التنقيب المُنتهية قبل أيام، بادر ذهنه مواقف تتشابه مع ما تعرض له بعمله في البترول "اشتغلت مع الخواجة الألماني، لو كنت أتعورت كان وداني بالعربية لحد البيت.. لكن إحنا المصريين مبنخافش على بعض".

قبل 10 سنوات، هجر عواد مهنته الأساسية كصاحب ورشة "ردياتير"، تنقل بين عدد من الأعمال المُختلفة، عانت أسرته صعوبة العيش، زاد من ذلك ولادة ابنته الصغيرة بضعف في السمع وصعوبة في النطق. ضيق الحال دفع "فايقة" مرافقة زوجها -عواد- في العمل الأثري.

تعلقت فايقة بالعمل مع رئيس البعثة الألمانية، جمعها بعالم الآثار مواقف عدة؛ زادت من تمسكها بالعمل تحت إدارته مع كل مرة تطأ قدماه أرض مصر، وينتظر عواد وزوجته رجوع البعثة مرة أخرى، فبسبب قدمه المصابة يفكر الشاب في ترك عمله بشركة البترول، مما يجعله عاطلًا. 

انتظار عودة البعثة للعمل بالمطرية، يحمل ذات القدر من الأهمية في نفس "أم شهد". تحمل صاحبة الـ24 عامًا "قفة" سوداء تسكنها الأتربة، تتجول بين أركان أرض موقع مُعسكر الجيش بالحي ذاته. 

تعمل أم شهد مع البعثة منذ ثلاث سنوات "عرفت من واحدة جارتي عن الحفر"، لا تملك الشابة أي عمل آخر، حيث تتنقل بين الوظائف المختلفة "بدور كل شوية على شغل"، وبعد انتهاء موسم الحفر يَشغل عقلها تدبير مصاريف طفليها، يدب عقلها بالتساؤلات حول خطوتها المُقبلة، خاصة بعد وفاة زوجها العام الماضي "عايشة مع أمي ومعنديش غير معاشها".

فيديو قد يعجبك: