إعلان

مصراوي يحاور صاحب الصورة الشهيرة مع "ميسي"

07:40 م الأربعاء 22 فبراير 2017

صاحب الصورة الشهيرة مع ميسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- دعاء الفولي ومحمد مهدي:

الثامنة صباح اليوم، كان أشرف سيد عبد العزيز، كبير خفراء منطقة الأهرامات الأثرية، يجرجر قدميه بعد ليلة طويلة قضاها، يقف أمام بوابة الهرم الأكبر بجلبابه المُميز ووشاحه الأبيض، فيما يلتقط السائحون صورا برفقته، إذ أصبح حديث الإعلام، بعد صورة انتشرت له مع اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسّي، والذي أتى مصر في زيارة بالأمس.

قبل نحو 24 ساعة، استيقظ عم سيد، ارتدى جلباب بسيط، لم يبالغ في التأنق، وتهذيب لحيته الزائدة "افتكرته مش جاي، لما اعتذر في الزيارة اللي فاتت".

انطلق من منزله بمنطقة البراجيل بالجيزة متجهًا إلى الأهرامات، هناك ظل رابضًا عند الهرم الأكبر في انتظار وصول اللاعب الشهير "قالوا إنه هيوصل على الساعة 7 بالليل بس جيه بدري".

1

في الخامسة والنصف وصلت سيارة "ميسي" إلى ساحة الهرم الكبير، وسط استعدادات أمنية مُشددة، استقبله عالم الآثار، زاهي حواس، مُمسكًا بعكاز نظرًا لإصابة بكسر في قدمه، تحرك بخطوات بطيئة مع اللاعب الأرجنتيني، يشرح له تاريخ المكان.

"كان عايز يطلع يشوف الهرم، فشاورتلهم على مكان الطلوع"، حينها ترك "حواس" الضيف ليستكمل باقي رحلته برفقة المُرشد السياحي و4 من الحرس الخاص.

عند وصوله إلى بوابة الهرم، صافح "ميسي" رئيس الخفر و3 آخرين كانوا بجواره "رحبت بيه، قولتله بالانجليزي أهلًا بيك في مصر" شكرهم لاعب برشلونة بود قبل الدخول إلى الممر المؤدي لحجرة الدفن "قعد حوالي تلت ساعة وطلع مبسوط على الآخر".

أثناء خروجه من الهرم الأكبر، التقط "ميسي" عدد من الصور بمفرده، حاول العاملون بالمكان الحصول على صور تذكارية معه "لكن الحراس بتوعه منعوا التصوير مع أي حد".

كان الرجل الخمسيني يتمنى الأمر في قلبه "بتابع ماتشات برشلونة دايمًا على القهوة"، غير أنه ابتعد عن محيط اللاعب "محبتش أطلبها بعد رفضهم" لكنه فوجيء بمن يناديه "لقيت المترجم بتاعه بيقولي ميسي عايز يتصور معاك".

لم يُصدق "سيد" للوهلة الأولى، شجعته ابتسامة اللاعب، اقترب منه، التقط لهم المصور الخاص بـ "ميسي" عدة صور، ثم انضم إليهم مدير أعمال اللاعب "وخدت 3 صور من تلفوني لما المترجم عرفني إن ميسي موافق".

يتذكر عم سيد رد فعل زملائه ضاحكًا:"أول ما نزلت كل الناس بتقولي ليه انت بالذات، قولتلهم معرفش سبحان الله".

فور مغادرة "ميسي" المكان، تحرك صاحب الصورة الشهيرة إلى منزله، بعد نَشر الصورة لم يتوقف رنين هاتفه "مكالمات من كل حتة، أولهم من البلد عندي في المنيا، بيقولولي الدنيا مقلوبة وبقيت عالمي"، تملكه قلق من الأمر"قولت أنا كدا هتحبس" اتصل بمديره " قاللي الموضوع بسيط انت مخضوض بس عشان الصورة سمّعت جامد"

2017_2_22_19_38_30_687

لم يستطع الخفير النوم سوى بعد الواحدة صباحا "تليفونات وإعلام بيحاول يكلمني وبتصل بالمدير بتاعي وزحمة على الفيسبوك"، تغيرت حالة البيت الهاديء، الأسرة مهتمة بما جرى للأب "ابني بيشجع برشلونة كان مبسوط وعمال يقولي ابعتلي الصور".

تهاتفه ابنته الكبرى المتزوجة "إيه يا بابا الناس كلها بتتكلم عنك، مكنتش فاكر إن الصورة تعمل كدا بصراحة" قبل أن يأتيه اتصال أحزنه.

"كلمني ابن أخويا، بيعرفني إن الناس بتقول إني مخبر"، غضب ممن اتهموه كذبا على مواقع التواصل الاجتماعي، طلب منه الشاب الرد على تلك الأقاويل "دخلت عنده على فيس بوك ورديت".

أخبرهم بعمله في وزارة الأثار "وإنهم مش مرشدين عند الأمن"، فيما يضحك على من قال إنه لواء متنكر.

عام 1995 كان ميعاد صاحب الصورة الشهيرة مع وزارة الأثار "اتعينت الأول في المنيا في قرية الشيخ عبادة في منطقة أثرية هنا"، وظل على تلك الحالة حتى عام 2003، حين طلب نقله إلى القاهرة "رجلي كانت واخدة على مصر هنا وباجي علطول وبحب أقعد فيها".

3

لم يُعانِ سيد كثيرا خلال العمل في الأهرامات، تكمن وظيفته في توزيع المهام على الخفر الآخرين، المنوط بهم حراسة المنطقة، وقد حصل الخفير الصعيدي على ترقية في عمله عام 2011، إلا أن السياحة لم تكن في أفضل أحوالها.

"كان ساعات الهرم يبقى فيه 2 ولا تلاتة.. كنّا حزانى على الحالة دي"، الكساد الذي أصاب السياحة عقب ثورة يناير خفت قليلا في السنوات الأخيرة، حسبما يرى سيد "دلوقتي بقى فيه أعداد أكبر بتيجي وبتتحسن مع الوقت".

في زيارة لاعب برشلونة الأولى لمصر عام 2007 عايش سيد الاستعدادت الأمنية الشديدة، غير أنه لم يلتقِ بميسي "كنت خفير في المقابر اللي جوة في الهرم"، فيما يذكر رتوش من زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما "مطلعش الهرم بس ركب خيل في الساحة ".

الزيارات الرسمية ذات طابع واحد بالنسبة لابن المنيا "سواء مصري ولا أجنبي مادام شخصية مهمة يبقى لازم نستعد". يُتمم الخفير الصعيدي على العاملين معه بضرورة مراقبة المحيط، والتبليغ عن أي شيء مريب. وعلى المستوى الشخصي فقد اهتم بزيارة ميسي الأولى التي اُلغيت "عشان قلت أكيد هتتاخد بمحمل مش حلو على مصر وإننا معندناش أمان".

4

علم الخفير وزملاؤه بإلغاء الزيارة قبل 3 ساعات من موعدها المُحدد في السادسة مساءً "عرفنا من النت".

يبتسم ثغر سيد حين يتذكر استقبال زملائه له صباح اليوم "اللي يقولي مبروك واللي يقولي إنت عندنا أهم من ميسي"، إلا أن أكثر ما أبهجه الصور التي التقطها سائحون من الأرجنتين واليابان ودول أخرى.

مازالت تلك الأجواء جديدة على شيخ الخفر الخمسيني، ورغم انتشاءه بما يحدث، لكنه يرجو أن تعود زيارة اللاعب على مصر بالفائدة عموما "واحد زي دا لما يجي مصر الناس هتعرف إن الدنيا أمان وكويسة".

فيديو قد يعجبك: