إعلان

"فُسح" الشباب.. ضحكة مُرَة تواجه الأسعار

04:13 م الجمعة 17 فبراير 2017

صورة أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

في مساء إحدى الليالي، تقابل الأصدقاء على مقهاهم المُعتاد، اتفق الجمع على تنظيم "فُسحة" تُغلبهم على مشاق العمل الأسبوعي. في الموعد المُحدد، انطلق "أيمن" و"عبد الرحيم" و"محمد" إلى أحد مطاعم المُعجنات؛ لتناول وجبة غير مُعتادة. غير أن ارتفاع أسعار "البيتزا"، أجبرتهم على شراء واحدة منها فقط؛ تقاسمها الأصدقاء الثلاثة. إذ يقول محمد ضاحكًا "دفعت 4 جنيه وخدت مثلث واحد منها".

في الفترة الأخيرة، ارتفعت أسعار جميع السلع والخدمات، بعد تطبيق الحكومة عدة إجراءات اقتصادية، ضمن ما أسمته "برنامج الإصلاح الاقتصادي"، وتم تطبيق العمل بضريبة القيمة المضافة في سبتمبر الماضي، بعد شهر واحد من رفع أسعار الكهرباء، وقبل حوالي شهرين فقط من تحرير سعر صرف الجنيه "التعويم".

ارتفاع الأسعار الذي تزامن مع انفصال هيثم عطية عن عمله بإحدى شركات القطاع الخاص، حوّل نزهة الشاب العشريني إلى يوم عصيب، بعد أن دب الخلاف بينه ومحبوبته "إحنا الاتنين كان معانا 200 جنيه، ورغم كده اليوم باظ بسبب أن كل حاجة بقيت أسعارها مش معقولة".

بعد أن التقى عطية بمحبوبته، اتفقا على برنامج يومي دقيق؛ يبدأ بمشاهدة أحد الأفلام السينمائية، مرورًا بتناول وجبة الغداء، ونهاية بالمكوث داخل أحد المقاهي "بس لقينا السينما بقيت بـ40 جنيه بعد ما كانت بـ25"، ما عرّض خطتهما بالكامل للإجهاض "مكلناش ولا دخلنا سينما، وقعدنا في كافيه نتصالح". قبل أن يضيف صاحب الـ24 عامًا ساخرًا "الدولار خسرني حبيبتي".

ولم تقتصر آثار التعويم على السلع، إذ أعلنت وزارة البترول في نوفمبر الماضي، عن زيادة جديدة في أسعار الوقود، بعد عامين من رفع أسعاره لما يزيد عن الضعف في يوليو 2014، ضمن برنامج الحكومة الاقتصادي.

في المقابل لم تغب الضحكات عن وجوه الأصدقاء الثلاثة، حاولوا دائما التحايل على سوء الأوضاع الاقتصادية، لذلك بعدما أنهوا "البيتزا"، تناقشوا حول خطوتهم التالية، واشترط أيمن أن تقتصر المسافة التي تقطعها سيارته الـ"28" على كيلومترات قليلة، موجهًا حديثه للأصدقاء "إحنا دوسنا كلنا في بيتزا واحدة.. مش إللي حوشته هصرفه في البنزين"، فيأتيه رد عبد الرحيم خافتًا "يلا نروّح".

 

فيديو قد يعجبك: