إعلان

بالصور- بريطاني يروي مأساة سوريا باستديو صغير ومقاعد فارغة (حوار)

02:58 م الثلاثاء 09 فبراير 2016

بريطاني يروي مأساة سوريا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

أب وأم وفتاة، يتراص الثلاثة بجانب بعضهم، كأنما هم بداخل استديو تصوير، السعادة غير بادية على وجوههم، إذ تجمعهم نفس الصورة بمقاعد خاوية، ترمز لأفراد الأسرة الذين لم يعودوا موجودين؛ بعضهم قُتل في الحرب، والآخر لازال داخل الأراضي السورية، يصارع للبقاء على قيد الحياة. المشهد يتكرر ببقية الصور مع اختلاف الأشخاص، الفقد هو البطل والعجز يحتضن الجميع، حتى داريو ميتدري، المصور البريطاني الذي التقط صور هذه الأسر.

1بصورة نمطية جاء ذهاب "ميتدري" لمخيمات السوريين بلبنان في ديسمبر الماضي، اختارته إحدى المؤسسات الإعلامية البريطانية ضمن حملة لتسليط الضوء على أوضاع اللاجئين، بمساعدة منظمة "كاريتاس" العالمية. غير أنه لم لم يعرف أن القصص التي سيسمعها ستعمق إحساسه بالفجيعة تجاه الشعب السوري.

2رغم اتفاق مُسبق بين المُصور وممثلي منظمة "كاريتاس" بالمخيمات، غير أن تصوير المشروع لم يكن يسيرا "بعض العائلات كانت خائفة من تداعيات الصور على أبناءهم الموجودين داخل سوريا" قال المصور البريطاني، غير أن آخرون لم يترددوا في التصوير "أرادوا أن يعرف العالم ماذا يحدث بسوريا".

اثنان من بيروت ومثلهما من المخيم ساعدوا "ميتدري" لإنجاز المشروع، قاموا بزيارة مخيمين "وصورنا ست أسر في كل مُخيم"، حيث استغرق التصوير يومين، وأسبوع قبل السفر للتواصل مع العائلات.

3أربع ساعات فقط تفصل بين لندن، حيث يقطن "ميتدري" وبين مخيمات اللجوء "هذا يجعلني أدرك مدى قُرب الحرب في سوريا مننا.. وأنه رغم تركيز العالم على قضية الهجرة، لكنهم يتناسون وجود مليون ونصف لاجئ في لبنان فقط"، حين ترجم له مرافقوه قصص اللاجئين شعر بحجم الجنون الدائر بسوريا، قائلا لهم "هذا لا يجب أن يحدث في 2016".

4بإحدى الصور تقف سيدة مُتشحة بالسواد، لا يظهر منها إلا العينان، معها طفلتان وصبي، وثلاثة أماكن فارغة، عرف "ميتدري" قصتها ضمن لقاءات أجراها مع العائلات قبل التصوير "زوجها تم خطفه وذبحه.. ولم يكن لديها مال كاف لتخرج من سوريا فهربت بالكاد مع أولادها الثلاثة، واُجبرت على ترك ابنتيها الأكبر سنا بأرض الحرب"، تلك السيدة هي الأكثر تأثيرا في المصور، لكنه لا ينسى الأسرة التي هربت من سوريا عقب قصف حفل زفاف ابنتهم، ما أسفر عن وفاتها، وكذلك الأب الهارب بصحبة ابنته وزوجته تاركا أبنائه الأربعة في سوريا، أحدهم كفيف.

رغم مأساوية المشروع، إلا أن وجود الأطفال أضفى قليل من المرح، فعلى حد قول المصور "بعض الصغار كانوا يضحكون خلال التصوير وكان دور المترجمين إرشادهم لما يجب أن يفعلوه وكيف يضعوا أيديهم بحيث تبدو الفراغات واضحة لإخوتهم".

5تجربة "ميتدري" مع الأسر السورية ليست الأولى "قضيت عشر أيام في تركيا منذ فترة لنقل أحوال السوريين هناك"، أراد الحديث عن الذين لم يستطيعوا الهجرة إلى داخل اوروبا، إذ تضم تركيا أكثر من 800 ألف لاجئ سوري.

يعمل "ميتدري" كمصور حُر ، يحاول اللحاق بالقصص المؤثرة، حتى داخل البقاع المُلتهبة، إذ ذهب للعراق عقب سقوط صدام حسين، وكان هدفه توثيق الجرائم التي سببها نظام الرئيس الراحل "كان الناس سعداء بوجودي لأنهم سيتحدثوا عما فعله صدام بأولادهم"، كانت التجربة بالنسبة له "تراجيدية" لكنه كان سعيدا لأنه كان جزءً منها.

6

"آخر ما يحتاجه الناس في اماكن مثل سوريا والعراق أن يتم نسيانهم.. أن يسقطوا من ذاكرة العالم" من هنا تأتي قيمة ما يوثقه "ميتدري"، وعلى الجانب الأخر، يريد توصيل المشهد للشعوب البعيدة عن أماكن الصراع فـ"الحرب تؤثر على كل شخص وليس فقط أهل المدينة" على حد قوله.

7أطفال "ميتدري" هم أحد الذين تأثروا بصوره، رأوها عدة مرات، وحكى لهم الأب عن هؤلاء العائلات، في كل مرة يعود لهم بمشروع جديد تقول له ابنته ذات الإحدى عشر عاما إنها محظوظة، فقط لأنها لا تسكن بالمخيمات أو بسوريا.

فيديو قد يعجبك: