إعلان

في ذكرى رحيل "حقي".. 25 عامًا على انطفاء "قنديل أم هاشم"

04:56 م الجمعة 09 ديسمبر 2016

يحيى حقي

كتبت – نسمة فرج:

"توفى أمس الكاتب الكبير يحيى حقي، من يقرأ هذا النعى يقرأ له الفاتحة"، هكذا كتب الروائي يحيى حقى نعيه بيده قبل رحيله –حسب ما نشره الروائي إبراهيم أصلان في كتابه "شيء من هذا القبيل". في مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا صاحب "قنديل أم هاشم" عام 1992.

صاحب البوسطجي المولود في 7 يناير 1959، وترتيبه الثالث بين أخوته جمعيا يحملون أسماء أنبياء الله، فقد كانت والدته شديدة التدين ومع مولد كل طفل تفتح القرآن الكريم وأول اسم تقع عيناها عليه يكون هو اسم المولود، وأنجبت إبراهيم و إسماعيل و يحيى و زكريا و موسى و فاطمة، وذلك حسب ما صرحت به نهي يحي حقي في أحد حوارتها السابقة عن والدها الروائي.

يقول "حقي" انه مدين في مشواره الأدبي بثلاث عوامل وهم أسرته المٌحبة للثقافة وخاصة والدته، والعامل الثاني عمله في منفلوط لمدة عامين في خلال هذه الفترة تعرف على الفلاح المصري وعرف الفرق بين القمح والشعير، والعامل الأخير هو عمله كدبلوماسي فمن خلاله استطاع أن يقرأ عدد كبير من الكتب.

بدأ صاحب "قنديل أم هاشم" الكتابة في 1925 ولكن لم تنشر له أي أعمال إلا بعد 20 عاما، عن طريق الكاتب سلامة موسى، وكان السبب وراء ذلك التأخير هو عمله كدبلوماسي وبعده عن الوسط الثقافي في ذلك الوقت، وأنه كان يكتب للهواية وليس الاحتراف.

يقول حقي أنه لم يكتب أعمال أدبية كثيرة بسبب عمله سكرتيرًا أول للسفارة المصرية في باريس، ثم مستشارًا في سفارة مصر بأنقرة، وعدم تفرغه بشكل كامل للأدب رغم أنه يكتب خواطر ويوميات في الصحف وأحيانا يكتبها بشكل أدبي قصصي ويجسد الصورة بالكلمات، فقد تميز بثنائية "الفنان المفكر" حسب ما وصفه الكاتب والأديب المصري روميش، قائلا : "مرة يغلب عليه الفنان المفكر داخله فيقدم القصة القصيرة والرواية وقصيدة النثر، ومرة أخرى يغلب الفنان المفكر داخله فيقدم اللوحة - القصة، واللوحة المقال، إلا أنه وهو فنان لا يستطيع أن يتخلص من المفكر داخله، ولعل هذا يفسر قلة الأحداث فى إبداعاته القصصية والروائية"

وعلى الرغم من إمتتانه للجيل السابق له والذي كان يضم طه حسين والعقاد المنفلوطي إلا أنه شق لنفسه طريقًا فريدًا ومميزًا فى أسلوب الكتابة، يقول حقي في "كناسة الدكان": "لست أخجل من القول بأنى منذ أمسكت بالقلم وأنا ممتلئ ثورة على الأساليب الزخرفية، متحمس أشد التحمس لاصطناع أسلوب جديد اسمه الأسلوب العلمى، الذى يهيم بالدقة والعمق والصدق".

تقول ابنته نهي عن الشبه بين يحيى حقي ورواياته أنها لا ترى وجه شبه واحد فقط وهو شبه مؤلم بالنسبة لها، في روايته قنديل أم هاشم الحدث الرئيسي الذي تدور حوله الرواية هو عيون فاطمة المريضة، الغريب أن والدها مات بمرض في عينيه هو الآخر . أصابه سرطان في العين ولم تفلح معه الأدوية ولا أي شيء، ومات بنفس المرض الذي كان سبباً في شهرة أعظم رواياته .

فيديو قد يعجبك: