إعلان

أحمد خالد توفيق: لم أتوقع جائزة "الشارقة" ومسلسل"ما وراء الطبيعة" تأخر جدًا

02:02 م السبت 03 ديسمبر 2016

جانب من التكريم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- محمد مهدي ونسمة فرج:

مشوار طويل، مُجهد، مؤثر. لنحو رُبع قَرن احتفظ الكاتب "أحمد خالد توفيق" باحترام القراء وشغفهم بما يُدونه، غابت الجوائز عن أعماله العالقة في أذهان جمهوره، غير أن روايته الأخيرة "مثل إيكاروس" كَسرت تلك الحالة، حيث اقتنصت جائزة أفضل رواية عربية بمعرض الشارقة للكتاب بالإمارات الشهر الفائت.

مصراوي حاور الكاتب الكبير عن الجائزة، ماذا تُمثل له؟ وما الهاجس الذي دفعه لكتابتها، والرواية التي رغب أن تحصل على الاهتمام نفسه. كما أفصح عن الجديد فيما يتعلق بتحويل "ما وراء الطبيعة" لعمل فني، رأيه في الوضع الأدبي في مصر الآن، وروايته الجديدة.

-بداية.. هل توقعت حصول الرواية على جوائز؟

لا.. كانت فكرتي أن هذه الجوائز شبكة مُعقدة من العلاقات والتوازنات لا يمكن اختراقها، لكن أثبتت هذه الجائزة أنني مخطئ.

- هل تُمثل لك إنجاز كونها جائزتك الأولى عن رواية؟

في الحقيقة هي جائزتي الأولى عن أول مرة أدخل فيها مسابقة ما، لهذا أنا منبهر، قيل لي إن هناك أعمالاً لي قدمت لكاتارا والبوكر لكن تبين فيما بعد أنها لم تقدم قط.

- هل ترى أن الجائزة تتويجًا لمجهودك في عالم الأدب؟

هي لحظة توافق بين الحظ والجودة قد لا تتكرر كثيرًا، نرى نتائج مسابقات أخرى وندرك أن الفوز لا يدل على جودة الرواية والخسارة لا تدل على ضعفها.

____ 1

-ما الهاجس الذي دفعك لكتابة "مثل إيكاروس"؟

هاجس المعرفة، في كل مرة تعرف فيها أكثر تكتشف أنك تضل الطريق أكثر، ويصير إتخاذ القرارات أصعب بكثير. 

-أهديت الرواية لـ "أحمد مراد، أيمن الجندي، رائف وصفي". ما سر الإهداء؟

هم الذين قرءوها قبل نشرها وأبدوا آراءهم، إنهم مثقفون وآراؤهم يعتد بها وبوسعهم أن يجعلوني أجري تغييرات هائلة لو رأوا ذلك.

-يعتقد بعض القراء أن "مثل إيكاروس" ليست أفضل أعمالك.. ما السبب في رأيك؟

كل قارئ له رأيه، هناك من يعتبرني رائعًا وهناك من يراني أسوأ شيء حدث في مصر منذ 200 سنة أو أنني لست كاتبًا أصلاً، أنا أرى "إيكاروس" أفضل أعمالي حتى اللحظة، على من يرى العكس أن يقول لماذا لأن هذا رأيه وليس رأيي، أفضل أعمالي فعلا لم يٌكتب بعد ولعله لن يٌكتب أبدًا.

-شعرت بالتخوف من عدم استيعاب القراء للرواية، كونها تعتمد على الخيال العلمي؟

هذا ليس خيالًا علميًا، هو نوع غير شائع منه، راهنت على أن القاريء الذي يعرفني سوف يتذكر ما وراء الطبيعة ويشعر بألفة، والذي لا يعرفني ستبهره فكرة السجلات الأكاشية-جزء من أحداث الرواية، هي مجرد ذريعة لجعل البطل يرى المستقبل وخبايا الكون.

____ 2

- هل لديك رواية أخرى تمنيت أن تحصد أية جوائز؟

السنجة ظلمت كثيرًا، فالناشر قد وعد بتقديمها لجائزة بوكر ولم يفعل، ثم كف عن طباعتها مما جعل النسخ المزورة تملأ مصر، لم أتقاضَ مليما عنها منذ 2012. 

-أعلن المخرج عمرو سلامة عن قُرب تنفيذ عمل فني لـ"من وراء الطبيعة"..كيف ترى الخطوة؟

تأخرت جدًا جدًا وأرجو أن تتم لأن هذا الإعلان دوري، في العام 2013 ظهرنا في الصحف وبرنامج تلفزيوني نتحدث عن قرب البدء في هذا العمل حتى أن الناس حسبوا أننا في مرحلة المونتاج،كنت يائسا متشائما كطبيعتي لكن عمرو سلامة متحمس وواثق من أنه سينفذ المسلسل.

-تحدثت عن أعمال سينمائية لم تكتمل بسبب الظروف الإنتاجية.. هل تذكرها لنا؟

كثيرة جدًا.. لا يمكن تذكر كل شيء، لكن على سبيل المثال، قمت بتجهيز سيناريو لفيلم "بورتريه" تحمس له أحد المنتجين غير أن الأمور لم تتم، ومشاريع سينمائية أخرى عن قصتي "أسطورة العلامات الدامية" و"أسطورة الجاثوم".

-كيف ترى الوضع الأدبي في مصر الآن؟

لو أن الكاتب قرأ أكثر قبل أن يكتب، ولو أن الناشر قرأ الأعمال جيدًا قبل نشرها فسوف تتحسن أمور كثيرة، أن تنشر لكل من يملك 3000 جنيه يدفعها للناشر سوف يقضي على فن الرواية نهائيًا.

-ما رأيك في حبس الروائي "أحمد ناجي"؟

أنا ضد الحبس نهائيا كعقاب على الفكر، كلنا في خطر أن نجلس على (البورش) بسبب رأي، لكني بالطبع لم أٌحب ما كتبه ناجي ولا يمكن أن أكتبه، لكن هل هذا مبرر لسجنه؟ 

- اشتهرت بالرعب في أعمالك.. متى تشعر أنت بالخوف؟

الخوف من الغد، رعب شنيع.

____ 3

-هل صحيح أن أعمالك الروائية تميل إلى السوداوية؟

أنا بطبعي أميل للتشاؤم، هذه الشرارة وضعت في جو عام مناسب جدًا لتتوهج وتشتعل، شخص متشائم في مناخ عام مُقبض منذر بكارثة، وفي فترة من أسوأ فترات مصر اقتصاديا وثقافيا وصحيا وتعليميًا، فماذا تتوقع أن يكتب؟

-كيف تري مستقبل أدب الرعب في مصر؟

رعب الواقع أقوى بكثير، أعتقد أن أدب الرعب سيزدهر عندما نمر بمرحلة من الاستقرار، ثم أننا بحاجة لكاتب جديد يبتدع أنماطا أدبية جديدة، حاليًا الكل يقلدون الكل.

- ذكرت أن رضوى عاشور نموذج لقوة الأدب الإنساني الذي تكتبه المرأة.. هل هناك نماذج نسائية أخرى تجذبك؟

إيزابيل اللندي طبعا، وأُحب "جاذبية صدقي" جدًا، وماذا عن شارلوت واميلي برونتي؟

- رفضت العيش في القاهرة كونها صاخبة.. هل طنطا الآن كما كانت أم تغيرت؟

تغيرت كأي شيء في مصر، لكنها بلدة صغيرة أعرف مفاتيحها وأستطيع أن احتويها، القاهرة معادية بطبعها خاصة لمن تجاوزوا الأربعين.

- كيف تتواصل مع قراءك؟

الايميل، أفتحه بانتظام وأرد دائما، لا علاقة لي بـ "فيسبوك".

-ما هو مشروعك الجديد؟

عملي القادم هو تطوير لرواية "وعد جوناثان".

____ 4

-لماذا اخترت غينيا الجديدة لكي تصبح وطن للعرب في هذا العمل؟

السبب أنها بعيدة جدًا وغامضة وبِكر وتصلح أرض ميعاد.

-ماذا عن أحلامك المؤجلة؟

لقد تجاوزت مرحلة الأحلام، منذ مرضت عام 2011 وأنا أشعر أن المسرحية انتهت، كل هذا نوع من المَط أو كما يقول نجيب محفوظ: القطار وصل لسيدي جابر، لا يوجد وقت قبل محطة مصر سوى لإغلاق الحقيبة وطي الجريدة والاستعداد، لا أستطيع الخلاص من نفسية المسافر هذه.

فيديو قد يعجبك: