إعلان

بعد أنباء "تعويم الجنيه".. كيف حال "الصرافات" اليوم؟

01:28 م الخميس 20 أكتوبر 2016

الجنيه المصري

كتب- محمد مهدي:

الأسبوع الأخير كان الأصعب في سوق "الصرافات"، ارتفع سِعر الدولار بأكثر من جنيهين بعد أنباء عن قُرب "تعويم الجنيه"، الأمر الذي لاح بقوة أمس الأربعاء، بعد أن نَقل مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، عن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، سير حكومته في إجراءات تعويم الجنيه. مصراوي التقى بعدد من العاملين بشركات صرافة عدة بوسط القاهرة للوقوف على حالهم في الآونة الأخيرة وتوقعاتهم لنتيجة هذا القرار.

ركود

داخل إحدى شركات الصرافة بشارع عبدالخالق ثروت، جلس رجل خمسيني بالُقرب من بوابة الدخول يتثاءب مللًا، أمامه على طاولة استبدال العملات وقف عاملان في انتظار الفَرج، بعد نحو 4 أشهر من توقف حركة الشراء والبيع في المكان نتيجة لركود السوق-وفق حديثهما.

يقول أحد العاملين بالصرافة –رفض ذكر اسمه-: "معندناش ولا دولار.. الناس مبترضاش تبيع بسِعر البنك المركزي، بيقولوا نشوف السوق السوداء أحسن".

كان البنك المركزي المصري، قد أغلق 53 شركة صرافة خلال العام الجاري، بتهمة التلاعب في اسعار بيع العملة الصعبة، من بينها 26 شركة بشكل نهائي، و27 شركة لمدة عام من صدور القرار.

غَلق عدد من شركات الصرافة في الشهور الأخيرة، أضر بالشركات الأخرى كما يُشير العامل نِفسه، حيث راجت السوق السوداء أكثر، وزادت تحويلات العملة غير القانونية. يُضيف الرجل: "ولما الناس تبيع الدولار في الشارع بالشيء الفولاني هتجيلنا احنا ليه".

كان سعر الدولار الأمريكي قد سجل الأربعاء الماضي، أعلى مستوياته أمام الجنيه في السوق السوداء، حيث وصل سعر البيع للأفراد إلى نحو 15.85 جنيهًا، ذلك قبل أن يتراجع خلال الأسبوع الحالي إلى مستوى 15.30 جنيه.

مضايقات

مضايقات يومية يتعرض لها العاملون بـ "صرافة عبدالخالق ثروت"، من أيام عدة صرخ مواطن في أحد العاملين متسائلًا بسخرية: "لما مبتحولوش دولار.. فاتحين ليه؟"، يوضح أحد العاملين أن الراغبون في تحويل نقودهم لا يصدقون أن ثمة أزمة حقيقية تتعرض لها الصرافة، فيصبون غضبهم عليهم ويُكيلون لهم الاتهامات، تتعقد الأمور أحيانًا حتى تصل إلى التطاول بالألسن.

يواجه "صبري منعم" أحد المسؤولين بصرافة مصر العربية، الموقف ذاته بشكل مُتكرر، يُشيح الزبائن بأيديهم رافضين الأسعار التي يتلوها عليهم "عايزين أرقام أكبر، فيه ناس بتزعق، بس هنعمل إيه بنحاول نمتص غضبهم" يعلم الرجل الخبير في المهنة ضرورة الحفاظ على العميل وعدم إغضابه.

لا تتوقف الأزمة في إتاحة الدولار أو أسعاره فقط، حيث تتأثر العملات الأخرى وترتفع قيمتها-بحسب صبري- وفق ارتفاع أو انخفاض الدولار، وهو ما يتسبب في غضب المزيد من الزبائن "محدش بيفهم إن الأسعار كلها بتتغير على حسب الدولار".

حسرة

يتحسر الرجل الأربعيني على شركات الصرافة التي أُغلقت، ينفي كونهم استفادوا من تلك الخطوة "بالعكس زمان لما كانت صرافة تتزنق بتروح تأخد من اللي جنبها"، فضلا عن أن بعض الشركات نَقلت العاملين بـ "الصرافات" المُغلقة إلى أخرى يمتلكونها "وطبعًا بقيت الأعداد أكبر من طاقة الشغل".

"م.ح" المسؤول عن شركة صرافة بشارع طلعت حَرب، يجلس داخل مكتبه الصغير المُطل على العاملين بالصرافة، يتابع حَركة الوافدين إلى المكان لاستبدال العملات، مؤكدًا أنه لا يوجد نَقص في الدولار لكن الإشكالية تكمن في رفض العملاء لِسعره: يقول: نقدر نوفر أي رقم للعميل قدام فيه زباين بتيجي تبيع.

ضوابط

هناك ضوابط عديدة وضعها "م" في صرافته، لمنع التعامل مع المستغلين من السوق السوداء، حيث يرفض بيع مبلغ ضخم من الدولارات لأي شخص دون إبراز بطاقة الهوية للتعرف على طبيعة عمله "في حالة إنه طِلع حد مجهول وملوش وظيفة بنرفض طبعًا"، كما يَطلب من الراغبين في دولارات لاحتياجه في السَفر، الاطلاع على جواز السَفر وتذكرة الرحلة.

فيديو قد يعجبك: