إعلان

مع سيف.. ذلك أفضل كثيرا (ملف خاص)

10:23 م الجمعة 08 يناير 2016

مع سيف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-إشراق أحمد ودعاء الفولي:

بسيط الحديث رغم قيمة ما يقول، "عجوز" الملامح، يافع الروح، يكره "الرياسة" وهو قائد، له في المحكمة هيبة، حاد في وجه الظلم، حليم في حضرة المظاليم، العدل مُبتغاه، يقف مع الحق وإن اختلف مع صاحبه، اتفق عليه الكثيرون وهو اليساري؛ وجوه تبدو عديدة حملها أحمد سيف الإسلام، لكنها لشخص واحد، عقيدته "الإنسانية لا تتجزأ"، مر على رحيله عام وخمسة أشهر. وفيما يعلن التاسع من يناير الجاري عن ميلاد محامي وقف مع الناس؛ احتشد له تلاميذه، باحثين عن وسيلة تُبقي ذكراه، بادئين ذلك بكتاب يحوي مرافعاته في قضايا مختلفة.

 كان المصاب لتلاميذ "سيف" كبير بعد وفاته في 27 أغسطس 2014، غير أن الحزن تحول إلى فكرة "مكنش بيحب تقليدية التفكير.. دايما بيفكر خارج الصندوق" يقول طاهر أبو النصر – أحد القائمين على كتاب مع سيف- لذا اجتمع أوفياء التلاميذ، هادفين إلى الحفاظ على ميراث عمل أستاذهم بالمحاماة لأكثر من 20 عاما، ونقل أثره لشباب المحامين ممن لم يلتقوه "عشان يعرفوا قد إيه مهمة الدفاع عن البني آدم عبء"، ليكون العمل على كتاب يجمع المرافعات المكتوبة لـ"سيف"، يتبعه آخر يجمع أبحاثه القانونية التي عكف على اتمامها، وجائزة تحمل اسمه للبحوث القانونية.

7 قضايا يضمها كتاب "مع سيف.. مرافعات" الصادر قبل نحو شهر، كل منها يحمل عنوان وتقديم مختلف -من محامين عملوا مع "سيف" بالقضية ومتهمين- يصل بعضها لأكثر من 30 صفحة لقضية واحدة، تطوف بالحجج والأسانيد، كلٌ وفق طبيعة القضية، وهو يعد أول تجربة لتجميع المذكرات المكتوبة لعدد من القضايا، خلافا للكتب المنشورة عن المحامين، المعتمدة على توثيق المرافعات الشفوية أو مذكرة قضية بعينها، لافتا إلى كتب تحدثت عن تجربة المحاميين نبيل الهلالي، ورفعت سيف الدولة.

 تكريم "سيف"

1

حالت الظروف بين إصدار الكتاب في الذكرى الأولى لوفاة "سيف"، إذ لم يكن حينها سوى نسختين لدى زوجته، ليلى سويف، ظنا أنه سيتم نشر جميع عمل المحامي الحقوقي، لكن سرعان ما رجحت كفة نشر عدد من القضايا المكتملة الأوراق، بشرط التنوع "كل قضية بتتكلم على حق بعينه لكن كلها بتنصب في دايرة حقوق الإنسان"، أرادوا إظهار شخصية "سيف" المجردة في الدفاع عن الحقوق من أي أهواء سوى رفع الظلم وإعمال القانون.

 لم تكن المهمة يسيرة لتلاميذ "سيف" في تجميع عمله المفرق بين الأشخاص، رغم حرصه على توثيقه في "هارد" كمبيوتر خاص به "كل اللي اشتغل مع سيف عنده جزء كبير من شغله" لذا لزم عليهم البحث عن تلك الأعمال للمفارقة بينها، ليقع الاختيار في النهاية على "الجاهز" والمختلف منها "كنا عايزين نحط مذكرة قضية نصر حامد أبو زيد لكن للأسف ملحقناش نجمعها" على حد قول "ابو النصر" لذا ركنوا إلى البديل، فكانت قضية المدون كريم عامر، معبرة عن الحق ذاته.

 "قد يتساءل القارئ ونتساءل معه: ما قيمة الدراسات القانونية والدستورية في زمن انضم فيه الكثير من القضاة إلى زمرة مُنتهكي القانون والدستور بعد أن كانت المحاكم هي الملاذ من انتهاكات باقي أجهزة السلطة؟ لكننا نعود لنتذكر أن دوام الحال من المُحال"، خطت ليلى سويف مقدمة كتاب مرافعات الزوج الراحل، لم تبتعد فيها عن ذكر الاعتقالات والتعسف، لكن تركيزها على القوانين كان طبيعيًا، فقد حدّثها سيف مرارا عن مشروعه الأكبر "إننا نحاول نعدل القوانين الدستورية.. لأنها لو انصلحت واتنفذت كل شيء هيتغير"، على حد قول أستاذة الرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة.

 

2

حين دلفت "ليلى" الجامعة، كان المحامي الحقوقي مشاركا بقوة في النشاط الطلابي "من النشطاء اليساريين المعروفين"، جمعتهما دهاليز السياسة، صارا زميلين لكن الارتباط لم يأت ببال أحدهما، إلى أن انتهت الدراسة، ونضجت علاقتهما ليصبحا رفيقي درب، يحتوي كل منهما الآخر "سيف كان شخص منصف جدًا.. وبيسمع أكتر ما بيتكلم.. والحالة دي كانت عنده وهو عمره 20 سنة وكملت معاه وهو راجل كبير".

نهج الأستاذ

مليء بالمفاجئات هو "سيف"، بهدوء وابتسامة لا تغادره، يلقي صغاره من المحامين أمام الحياة، في الوقت الذي يوقن أنهم يركنون لوجوده، ففي عام 2012 بقضية المدون ألبير صابر، فوجئ "أبو النصر" باتصال من "سيف" يخبره "أنا جاي اتفرج عليكم النهاردة"، وكذلك في قضية أبناءه "علاء ومنى" حينما قال "أنا في القضية أب مش محامي"، ومع ذلك حين كان يتحدث يكون "بالقانون" حسب "أبو النصر".

"من الجلدة للجلدة" منطق "سيف" في دراسة القضايا، اعتاد أن يعلمه لتلاميذه، يفتح لهم الطريق بفكرة، ويتركهم يعملون بطريقتهم، "لا يستسهل"، أقصى لحظات فرحه حال المحامين "البراءة"، لكن أشدها صدقا وفرحا، حين صدر حكم ببراءة "علاء ومنى" في قضية حرق مقر شفيق "كانت لحظة استثمار حقيقي في ولاده وتلاميذه اللي اترافعوا في القضية"، قال "أبو النصر".

3

فبراير 2013 عملت "إسراء" في مركز هشام مبارك، كان المكان حينها يعج بصغار السن، أقدمهم بالمكان لم يمض عليه سوى شهور، حينها جلست بصالة المركز، تقرأ كتاب عن قانون العقوبات، قبل أن يأتيها صوته "بتقرأي إيه يا شابة؟" بصوت هادئ خفيف الروح كسر "سيف" –كعادته- خجل المحامية الشابة، التي تعد من الرعيل الأخير لتلاميذ "محامي المظلومين" كما يلقبونه.

أوائل 2014 شهد مركز هشام مبارك –شارك سيف في تأسيسه عام 99- بعض المناقشات، تتعلق بإدارة المكان، رؤية "سيف" واضحة معلنة بأن تأتي إدارة جديدة تكون جميعها من الشباب، لكنه لم يفرضها، وترك للجميع الحديث، والمقترحات، التي كان من بينها "احتواء الجميع وتكون الإدارة بالمناصفة"، وهو ما رأته وقالته "إسراء" على استحياء، فرجحت كفة التصويت له. بصيرة "سيف" كانت الأصوب كما قالت المحامية الشابة. في ديسمبر من نفس العام غادرت المجموعة الأخيرة من شباب المركز الحقوقي، تغيرت الأحوال بعد وفاة "سيف"، لم يصمد الشباب الخمسة ومن بينهم "إسراء"- متطوعة بالجماعة الوطنية للحقوق والقانون- أدركوا ما أبصره أستاذهم وحاول بلطف تنبيهم له "لو معرفناش ناخد مكان وهو موجود مش هنعرف بعد كده".

لا يزال الندم يرافق "إسراء" عن ضياع فرص الحديث أكثر مع "سيف"، ودت لو تغلبت على حيائها، لتتعلم منه المزيد، لكن "الأستاذ" بالمقابل، ما ترك فرصة إلا وغرس بها موقف، حتى لمن لم يتجاوز معرفته به سوى نحو عام، فبعد شهور من عمل الشابة العشرينية في "هشام مبارك"، تجرأت لتعرض عليه بعض من شغلها، أعطته "فلاشة" لعله يقرأها بوقت فراغه، فإذا به يدخل مكتبه، ويقرأه في الحال، ويدعوها للمناقشة، ليحطم "سيف" توقعات الفتاة، مبقيا لها دروس تحفظها عنه "الموضوعية في الشغل... احترام القضاء حتى وهو عارف إنه مش هياخد الشكل القانوني".

 

تلاميذ "سيف"

4

عمل "سيف" بالمحاماة، والقضايا شديدة الصلة بالحقوق أو "البني آدمين" كما يصفها "أبو النصر" منذ عام 95، لكن الكتاب اكتفى بتقديم القضايا الحديثة "الشغل القديم أوي محتاج حد يشتغل عليه عشان يناسب المتغيرات القانونية اللي حصلت"، لهذا السبب خرجت فكرة متابعة كتاب "مع سيف" بآخر يضم أبحاثه القانونية، لما اكتشفه التلاميذ "لقينا أنه عمل مثلا دراسة عن الحبس الاحتياطي وعن المرأة واتفاقية سيداو".

"الأستاذ" هو حال "سيف" مع "أبو النصر"، وكل شباب المحامين ممن رافقوه، لكنه يجد في ذلك اللقب خصوصية له، يصر على قوله، رغم كره أستاذه وتفضيله لمناداته بـ"سيف" حتى من أصغر المتعاملين معه سنا، هو من الرعيل الأول لتلاميذه، عرفه بينما لم يتعد عمره الخامسة والعشرين، فلمس فيه مثابرة وتواضع وبذل جهد لم يشهده في غيره "كان بيحرجنا بده هو الاكبر سنا ومقاما ويقعد يشتغل 5-6 ساعات متواصلة واحنا مش قاعدين على بعضنا".

في مركز المساعدة القانونية لحقوق الإنسان التابع لمركز هشام مبارك، بمنطقة المهندسين، يتذكر "أبو النصر" باللفتة اللقاء الأول له مع "سيف" عام 1995، يصفه بالكوميدي، إذ كان يحضر المتخرج حديثا في كلية الحقوق ندوة ضيفها المحامي أبو فضل الجيزاوي، فيما كان يجلس بجانب المحامي الشهير، شخص ذو هيئة غير مهندمة "شعره منكوش ولابس شبشب"، نظر الشاب له، حملت نفسه تحفظ على شكله، حتى انتهت الندوة، فتقدم منه الرجل الأربعيني، يطلب منه المناقشة، ساعة أعقبت الندوة، باتت كل ما يحمله "أبو النصر" عن ذلك اليوم، خفت كل ما قبلها، ليحفظ "للأستاذ" أول صفاته "كان متابع جيد لكل ما يدور".

معايير اختيار سيف الإسلام للقضايا لم تكن معقدة "يكون فيها انتهاك لحقوق الشخص أيا ما كان جُرمه.. سيف كان عارف إن حقوق الإنسان مبدأ على بعضه" تحكي "ليلى". بعض القضايا التي تضمنها كتاب المرافعات كانت شائكة، كقضية تفجيرات طابا التي ترافع فيها سيف مع آخرين عام 2004، و2012 بسبب عدم دستورية الإجراءات والمحاكمة.

5

خلال سنوات من علاقة هدى نصر الله، المحامية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، بالمحامي الراحل "مخذلنيش مرة.. كان أبونا كلنا"، عملا سويا لأول مرة عام 2012 في إعادة محاكمة المتهمين بقضية تفجيرات طابا الواقعة عام 2004، لم يتردد المحامي الحقوقي في الدفاع عن المتهمين، بسبب عدم دستورية الإجراءات وسرعة الحكم عليهم وخضوعهم لتعذيب يؤثر على نزاهة أقوالهم، وبسبب ما قام به سيف وآخرون بتلك القضية، لم يُنفذ حكم الإعدام على بعض المتهمين وظلوا بالسجن حتى إبريل 2012، إذ تم إعادة المحاكمة وكانت "هدى" ضمن فريق الدفاع عن المتهمين "الناس كانت بتقول لنا أنتوا بتدافعوا عن إرهابيين.. بس الفكرة إنه حتى لو هما إرهابيين فلازم يتم محاكمتهم بصورة عادلة تحفظ كرامتهم وإنسانيتهم".

تقدم "هدى" مذكرة قضية طابا بكتاب "مع سيف"، وبالسابق جمعتها به لطائف كثيرة؛ فقبل أن تلتحق بالمبادرة المصرية واجهت مشكلة مع أحد المحامين، لم يكن يُعطيها فرصة للعمل، وحين أصرت على إحدى القضايا أخبرها أنها لن تنجح "ساعتها جهزت المذكرة وروحت لسيف.. راجعهالي واتكلم معايا عن نقاط القوة فيها وإنه إزاي أنا اقدر أخلّص القضية بالمذكرة دي"، فيما لازال يعلق بذهنها صوته السعيد على الهاتف، عقب محاكمة مبارك التي دافعت فيها عن متظاهري الثورة "قاللي مبروك.. انا فرحان بيكي جدًا".

مدرسة "أخلاقيات المحاماة" التي سار على نهجها "سيف" لم تكن وليدة الصدفة، فقد كان تلميذا للمحامي اليساري نبيل الهلالي، وشهدها "أبو النصر" قبل أن يعمل مع "سيف"، إذ التقى به الشاب حينها في التسعينات، عمل معه في قضية يدافع بها خلاف "الهلالي" ثلاث قامات قانونية منهم "يحيي الجمل، رجائي عطية"، ورغم هذا أصر "الهلالي" أن يتحدث الشاب الصغير، الذي كانت نفسه تحدثه "هتروح فين يا صعلوك بين العمالقة"، ليتكرر الأمر مرة أخرى مع "سيف" في قضية تعذيب حلوان بالتسعينات، وفي حضور "الهلالي" أيضا، حينها قدمه "الأستاذ" ليكون منسق الدفاع، وأول المتحدثين بالمرافعة، فأعيد له المشهد ذاته، و"الخضة" من تحمل المسؤولية.

المحامي الأب

6

حين يتحدث "سيف" ينصت الجميع "لأنه كان بيقول فقه، قانون، تاريخ.. المحامي، والقاضي والمتهم بيتعلم منه"، كان ممن سعت لهم "النجومية" دون سعي منه كما يقول "أبو النصر"، المفتقد لغياب أستاذه، لكن يجد عزاءه في استحضاره، خاصة حينما يقف بين سطور قضية، عاجزا عن التفكير، "لو مكاني هتعمل إيه يا عم سيف؟" يسأله راجيا، مرددا كلمته الشهيرة حينما تنغلق الأبواب "الله غالب"، فيأتيه المخرج من حيث لا يحتسب.

لم يتعرض المحامي الراحل لمضايقات بسبب اختياراته في القضايا، لكنه قابل من آثروا عدم العمل معه خوفًا على مستقبلهم في المهنة "بس دة مكنش بيفرق معاه"، تقول "ليلى" إن قضية "كوين بوت" خير دليل على ذلك، فقد ترافع فيها سيف عام 2001، عقب اقتحام قوات الأمن لمركب عائم في النيل، والقبض على من بداخله، وعرضهم على محكمة أمن الدولة العليا بتهمة "ممارسة الفجور".

الطريق المليء بالجدل الذي ابتغاه سيف كان بلا رجعة، إلا أن الزوجان لم يعتادا أن يضغط أحدهما على الآخر فيما يتعلق بالاختيارات. بتلك العقيدة حافظت "ليلى" على دأبها طوال أربع سنوات مدة اعتقال الزوج من 85 وحتى 89، تعيّن عليها توضيح الأمر للصغير "علاء" ذو الخمس سنوات، صارت تنتقي ألفاظا أقرب لعقله "مش كل البوليس كويسين.. فيه منهم ناس ممكن تقبض على حد مظلوم"، بسطت له الواقع، فاصطحابه لأمن الدولة لاستخراج تصريح الزيارة يعني "فسحة"، والذهاب للزوج في السجن "هنشوف بابا ونقعد معاه"، والمسافات المتبعثرة بين المحاكم والنيابات "يبقى هنركب القطر ويلف بينا".. هكذا انقضت السنوات العجاف قبل أن يخرج المحامي من السجن، ليستكمل العمل ويجتمع شمل الأسرة.

7

"سيف" الأب لم يكن صارما "كان بيحب يدلع الولاد ودة كان بيخليني أشد عليهم أحيانا وأبقى انا الشريرة"، تحكي "ليلى" ضاحكة. انفتاح الأبناء على السياسة لم يلق معارضة منه، كان نقاشه معهم يتفرع لثلاثة أجزاء "شق قانوني وسياسي وشخصي"، أما الأول فيتحدث عنه باستفاضة بحكم الخبرة، والثاني يكون واضحًا فيه "كان بيقولهم إنه أخرتها موت أو سجن"، والثالث ينصح فيه فلذات كبده برقة، يخالجه شعور بالخوف، لكنه سنّ قانون مع رفيقته قبل الزواج "أهلنا كانوا بيحاوطوا علينا جدا فاكرين إنهم بيحمونا.. فقررنا أنا وسيف إنه مش هنعمل كدة مع ولادنا".

الخوف لم يرد في قاموس "سيف" إلا من التعذيب داخل السجن، سواء تعذيبه شخصيا أو أبناءه أو أحد من المواطنين "عشان كدة مكنش بيرفض قضية فيها تعذيب"، آمن أن التعذيب يقضي على الروح قبل الجسد، ويجعل من ذاق ويلاته مُطيعا للجلاد.

8

وقف "أبو النصر" ثابتا، فيما يختلج القلب، يطلب المدد، القضية لا تمسه كمحامي، يحمل فقط عبء مسؤولية الدفاع عن شخص، بل أمانة اشفق عليه أستاذه منها "أحنا مورطينك معانا في قضيتين" -قالها له وهو على سرير المرض بالمستشفى، فيما واصل المحامي الحقوقي المرافعة عن ابن معلمه، الذي يقضي 5 سنوات بالسجن، فتحزن نفسه، رغم الإشادة الآتية له من آل "سيف"، لكن نفسه تحدثه "يارب تكون راضي عني".

بشر تزاحموا أمام غرفة العناية المُركزة بقصر العيني أغسطس قبل الماضي، تضاعفت أعدادهم مع الجنازة. بالكاد تحاملت "ليلى" على أقدامها، رحل رفيق الدرب واثنين من أبناءها يقبعان بالسجن، غير أن العزاء حمل لها تفاصيلا جديدة "ربنا طبطب بالعزا على قلبنا"، من محافظات مختلفة زارها مُحبو "سيف"، ليسوا نشطاء سياسيين أو شباب، بل مواطنون قصدوه لقضاء حاجة فلم يتنازل عن حقهم، أناس لم تعرفهم أستاذة الرياضيات من قبل "منساش الست اللي جتلي من المحلة في العزا تحكيلي إن أحمد دافع عن فرشتها اللي بتبيع عليها لما الشرطة كانت عايزة تشيلها".

حكايات شتى ملء القلب، لازالت تُروى إلى الآن على لسان من عايشوا "سيف"، عن الركض بين السجون، الثورة، والإنسانية، قليل منها جاء في كتاب المرافعات، ويحفظها عهد تلاميذ بينهم "إسراء": "هنأسس مركز حقوقي باسم أستاذ سيف".. وأخرى تنتظر.

فيديو قد يعجبك: