إعلان

بالفيديو والصور- مصراوي يروي قصة محمد عمران.. سلطان "القوالة" من مصر القديمة إلى فلسطين

08:09 م الإثنين 13 يوليه 2015

مصراوي يروي قصة محمد عمران

كتب- أحمد الليثي ودعاء الفولي:

رغم أنه تعدى عامه الأول بالكاد إلا أن الله زاده بسطة في الجسد والصحة، تحسبه ابن خمس سنوات، ما أن أبصره عمه الأكبر حتى بدت على وجهه أمارات الاستغراب وهو يقول "ده أنت لو طلعت كدة تهد جبال"، غادر العم الغرفة، وفي صباح اليوم التالي كُف بصر الصغير دون سبب مُعلن، بينما كانت مدينة طهطا بسوهاج لم تعرف بعد سبيلا لإنجاز طبي –عام 1945- يحمي الطفل من ضياع نظره، هكذا تروي الجدة الحكاية وتتناقلها أجيال ورثت عن الشيخ محمد عمران تاريخ طيب لا ينمحي.

كان "عمران" ابن عشر سنوات حين ختم القرءان مُجودا، يلفت صوته السامعين؛ فيثنون عليه، حتى قابل الشيخ سيد النقشبندي. كان الطفل مُغرما بالمبتهل الشاب وقتها، هو من قرّبه من التواشيح، أصبح كظله، حتى أن والدة "عمران" حين كانت تسأل عنه يخبرونها أنه ذهب للنقشبندي، فالأخير كان يسكن في مدينة طهطا مع زوجته رغم أنه وُلد في طنطا. كان كل منهما يُبجل فن الآخر، حتى أن النقشبندي اعتاد انتظار الفتى أمام منزله كي يذهبا للسهرات وحين يخرج يُشجعه قائلا "مين أدنا.. مين أدنا.. عمران عندنا" .

بين أخوين و3 بنات تربى عمران، منطلق، يهوى المغامرة، لا تُعيقه تعليمات أو محاذير، كانت القبلة صوب الشقيقة الكبرى المتزوجة بالقاهرة بعد أن ألح عليه النقشبندي ليرحل، ففي "مصر" طريقه القادم، غير أنه استقر عند الحاج علي نوفل وهو دون الحادية عشر، وأجلسه مع والدته فصارت أم له "كانت بالنسبة له كل حاجة.. طلعنا عارفين إن دي جدتنا" يقول محمود الابن الأكبر للشيخ. كانت تخشى عليه من كل جارحة، يحكي لها عن كل أزماته، يستشيرها في أموره وتختار له العروس، بل ويتزوج في دارها وينجب داخله.

من منطقة الجيارة بمصر القديمة إلى كافة دروب القاهرة، الطفل الصغير يصول ويجول، يتحسس الخطى قِبل كل صوت مهم، يحكي لولده الأكبر كيف وقف تحت مطر الشتاء كي يسمع ذلك الصوت الصادر من صوان لمآتم يقرأ فيه الشيخ مصطفى إسماعيل، أو على باب مسجد يصدح داخله الشيخ رفعت بآيات الذكر الحكيم، داب في عشق علي محمود، لا يأبه لأي مشقة طالما أن قلبه يتشرب الإيمان و"السلطنة".

1

"كان عايز يتعلم.. وحياته السمع" بصحبة كبار الشيوخ سار الصبي، في عامه الحادي عشر كانت البداية الحقة، وقت أن جلس بين يدي الشيخ سيد موسى -رئيس بطانة المنشدين وقتها- فنهل من لدنه عشق "القوالة"، أصول الإنشاد، وكأن دعوة النقشبندي وجدت ضالتها.

قابعا كان مسجد حسن الأنور، بمصر القديمة، حين زاره عمران صغيرا غلبه ضياع البصر، بين أركانه كان يجلس بخشوع، يُسبغ الوضوء، ثم يقرأ رُبعا من القرءان قبل رفع الآذان بدقائق، أو يتلو ابتهالات بصوت عذب لم ينضج بعد، هادئا يبدو داخل المسجد، لا يفتعل مشكلة، ولا يضايق أحدا أو كما يقول الشيخ عبد الوهاب الذي يكبره بعشرين عاما وكان ملاحظ المسجد وقتها "كان محترم ومؤدب جدا".

2

بعد انتهاء الصلاة، يخرج عمران من عباءة السكون إلى الحياة، محتفظا بدماسة أخلاقه، عائدا إلى طبيعته كطفل يعشق اللهو أمام المسجد "كان ييجي يلعب في الحتة دي وإيديه تتبهدل بالتراب ولما ييجي وقت الصلاة يدخل يتوضأ وحاله يتغير" قال الشيخ عبد الوهاب مشيرا بيديه المرتعشتين إلى مساحة متسعة أمام الجامع.

أتم عمران 13 عاما، بات صاحب هيئة بملابس الشيوخ وشكل يعرفه الجميع، ذاع صيته في منطقة مصر القديمة، التحق بمعهد المكفوفين، وتعرف على علم المقامات؛ فتبدلت حياته "بالبلدي كلوا دماغه" يضيف "محمود". كان يرى أنه يشترط لكل قارئ للقرآن دراسة علم المقامات؛ كي يوصل المعنى بسهولة، فلكل آية طريقة، ولكل سورة مدخل، فلا يجوز مثلا أن يستخدم القارئ نغمة صوت مفرحة على موضع يخص أهل النار، عليه أن يعرف كيف يتعجب، يرق، يحزن، يحكي.

 

ظل عمران طيلة عمره نهما في الاغتراف من بحر القرآن والتلاوة وجديد الإنشاد ومدارسه، يهتم بكل ما هو مختلف، يشنف أذنه يوميا بسماع موسيقى تركية تارة، وهندية مرات، بل وغربية في بعض الأحيان، لا يزهو بنفسه، يقول الحاج سعيد العيلي -مدير إذاعة صوت العرب سابقا، إن كل قارئ ومنشد له مدرسة ومقلدون
أما مدرسة محمد عمران فهي عصية على التقليد.

3

عايش ملاحظ المسجد الثمانيني عمران، من الصغر ومرورا بالمعهد وحتى زواجه بسيدة من سلالة رسول الله، تيقن عبد الوهاب أن عيني المبتهل لم تمنع عنه شيء "ركب عجلة في مرة لوحده ومشي بيها وبقى يخبط في ده ودة بس عدت"، وحينما بلغ أشده، لم يترك المرح عمران "كان حرّيف ضومنة، يلعب أي حد ويغلبه"، يروّح عن نفسه وأصدقائه دائما، يخرجون عقب صلاة الفجر ليتسامروا على مقهى بالمنطقة "كان يطلب لكل واحد اللي هو عايزه ويقعدوا يتكلموا شوية لحد ما الشمس تشقشق وبعدين يرجع البيت".

4
لم يُفوت عمران صلاة فجر بمسجد الأنور طوال حياته "كان يبقى راجع من سهرة بس لازم ييجي يصلي في المسجد"، حتى بعد شهرته لم يبرح المنطقة التي تربى فيها ولا المسجد "هو ربنا رفعه من مسجد الأنور فمكنش ينفع يسيبه ويمشي" قال عبد الوهاب.

في بداية الستينات كانت هناك شلة من الشيوخ المكفوفين، مشهورة في مصر القديمة، يسيرون جنبا إلى جنب، كان بينهم عمران صاحب العشرين عاما، هم رفقائه في المعهد، تربطهم الصلة بالله، يرددون كلمات نورانية، يتفقون على اللقاء في صلاة الفجر دون أن يوقظوا بعضهم البعض، ومن تفوته الصلاة يمروا عليه في منزله ويكون عقابه أن يشتري لهم الإفطار. مجموعة من أصحاب البصيرة لم يمكن يقف أمامهم مانع أو مستحيل.

5

في صباح أحد الأيام قرروا ألا تحبسهم تفاصيل نمطية عن المكفوفين، أرادوا الإفطار على النيل، اختاروا كوبري عباس؛ أحضروا "طبلية" من منزل أحدهم وحملوها من الجيارة حتى المنيل وكانت وجبة يتوسطها الضحك. كان الشيخ عمران يجرب كل شيء بنفسه، سمع أن الترام يسير بسكين حديد، فاستعان بصديق رفعه إلى أعلى الترام وأمسك السكين بنفسه كي لا يعيش على حكايات الآخرين دون يقين لا شك فيه.

أصدقاء عمران لا حصر لهم، جمعهم الذكر والإنشاد، من الشيخ محمود رمضان أستاذه الذي تربى في كنفه، إلى محمد الهلباوي قرينه في الحياة، وعدد لا ينتهي من القراء والمنشدين البارعين؛ سعيد حافظ وصلاح عمار ومحمود أبو السعود ونصر الدين طوبار وممدوح عبد الجليل وشيوخ كثر.

6

"عمران" لم يكن محبا للصيت "كان بينشد عشان بيحب القوالة مش شهرة ولا فلوس"، بينما استمر نجمه في الصعود في أوساط المبتهلين، عُين كقارئ لمسجد شركة بحلوان، حتى اعتمدته الإذاعة المصرية كمبتهل في أوائل السبعينات "بس هو مكنش راضي" على حد قول محمود. كان رأيه أن الإذاعة المصرية لا تُبجل القراء والمبتهلين كما يجب، لذا لم يسعَ للاعتماد، وحين جاءه وافق على مضض. وقتها كان الاعتماد لا يتم إلا باختبار تُشرف عليه لجنة "مهيبة"، كما يصفها ابنه الأكبر الذي صاحبه حال الذهاب، غير أن الشيخ عمران تم استثناءه من الامتحان "وقتها كان معروف فاللجنة مختبرتهوش ". كما أنا عمران لم يهتم بأن يُعتمد كقارئ في الإذاعة ولم يتقدم للاختبار، وذلك عكس ما اُشيع عنه "اتقال إن والدي جاله جواب اعتماده كقارئ بعد وفاته بأسبوع ودة كلام غلط"، قال محمود.


في المساء كانت سهرة الابتهال تحلو، مع الأصدقاء يجلس الشيخ ليستمروا في الإنشاد حتى الصباح "أبويا كان يومه مقلوب بينام سبعة الصبح ويادوب يصحى 11"، لكن عمران حافظ على فترة قيلولة قبل كل سهرة صباحية، لأن كان يحترم الجمهور الذي ينتظره.


7

إن لم يكن هناك سهرة أو تجمع للمبتهلين، فهناك التليفون الأرضي، الذي اعتاد الشيخ وأصدقائه أن يتبادلوا الخبرات عبره، يسمعون كل ما هو جديد، ينصتون للراديو، بالإضافة لعشق عمران للكاسيت "عنده كاسيت سانيو مكنش موجود في الإذاعة وقتها بتوع الإذاعة كانوا هيتجننوا عليه"، كان شغوفا بجمع الشرائط والتلاوات النادرة، ينثرها في كل مكان، يعيش على هديها "مكتبته فيها أكثر من 10 آلاف شريط"، يضحك الابن البكري لعمران متذكرا والدته تقول للشيخ "الحمام المكان الوحيد اللي مفهوش شريط"، قبل أن يستكمل "كان بخيل جدا في الشرايط؛ أطلب منه 1000 جنيه إنما شريط لأ ميفرطش فيه".

 

لم يقتصر سماع عمران لأقرانه من المشايخ، ففي إحدى سفريات الأسرة إلى بورسعيد، لازمهم صوت أم كلثوم، تشدو بنهج البوردة فيتبعها عمران "الله"، ظل طيلة الطريق ذهابا وإيابا يردد خلفها، عوّد أبنائه على قراءة القرآن وحب الابتهالات وكذا الموسيقى، يقال إنه سمى ابنه الأكبر محمود اتفاقا مع زميله كارم محمود الذي سمى وليده بالاسم ذاته، فيما كانت جلساته مع كبار الملحنين شهادة لصوت لن يتكرر، من كمال الطويل للموجي مرورا بعمار الشريعي، وليس انتهاءً بشهادة من عبد الوهاب الذي طلبه في أكثر من جلسة بعدما أبهرته حنجرة عمران الذهبية.

8
كان صاحب الصوت الفذ قوي الذاكرة، يحفظ أرقام هواتف كل معارفه، يعشق "السميعة"، يذكرونه بنفسه وقتما كان يسعى خلف كل منشد أو قارئ.. محب للصوفية دون ارتباط بطريقة معينة، زاهد في الحياة؛ لا يهوى الشهرة، لكنه مهتم جدا بمظهره، يقول إن الشيخ وجهه للدين فيجب أن يكون صاحب طلة، مسرف في شراء العطور، يفصل ملابسه من أقمشة مستوردة ويحيكها لدى ترزي شهير في الحسين، وكذا الأحذية جميعها من الجلد الطبيعي.

الخبرة جعلت الشيخ يضع روشتة طبية لنفسه، حفاظا على صوته، لا يأكل الملوخية إلا فيما ندر، السمك لا يقربه قبل القراءة، لا يهتم بالنشويات، محب للحوم والبط، قبل الفجر في رمضان يأكل زبادي فقط، لا يتبع
الوصفات المتداولة، فكثرة السكر مع المشروبات تنهك الصوت وتحشرجه، فيما كان يحبذ القهوة السادة.

9
كما كان الإنشاد متوطنا في نفس عمران، كان عشقه للبلد، لم يجرؤ على السفر للخارج، إلا للحج أو العُمرة، عُرض عليه مرارا الذهاب إلى دول عربية وأجنبية "كان شهر رمضان هو الوقت اللي بيتطلب فيه من المشايخ يسافروا"، لكنه استمسك بجملة واحدة يرددها "اللي يسأل عليا انا موجود في بلدي ورزق ربنا واحد في كل مكان"، كان قلبه مُعلقا بمنطقة الجيارة في حي مصر القديمة، ومسجد حسن الأنور الشاهد على صباه منذ جاء للقاهرة وحتى أصبح المنشد المشهور.

مع ذلك فهناك استثناء؛ حين تمت دعوة عمران في بداية التسعينات ليكون إمام مصلين الأقصى على مدى الشهر الكريم "لكنه خفض ال30 يوم لـ15 فقط". ذهابه كان بغرض نصر القضية وحبا في المسجد الأقصى أولى القبلتين، غير أن السلطات المصرية رفضت ذهابه لدواعي أمنية، فجاء فلسطينيون من قناة أورشليم للحصول على مقاطع بصوته للقرآن الكريم، لتُذاع يوميا صباحا، حتى أنهى تسجيل 30 حلقة، هكذا وصل أداءه الأراضي المُحتلة وبقي هو في مصر.

عقب صلاة الجمعة ليوم 26 يونيو 1992، جلس الشيخ عمران مع ولده الأكبر، محمود، يحمسه من أجل خوضه المرتقب لامتحان الثانوية العامة بعد رسوبه في العام السابق، قبل أن يدعوه لمشاهدة مباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر "قاللي روّح عن نفسك.. وبكرة ربنا يكتب لك الخير".. بدأ اللقاء، الأبناء يشجعون الأهلي أمام التلفاز والأب داخل غرفته يشجع معشوقه الزمالك عبر الأثير، وبعد 11 دقيقة أحرز أيمن شوقي الهدف الأول للأهلي، هتف الأولاد فخرج الأب يهنئ ابنه بروح رياضية مداعبا إياه "يارب تكسبوا عشان تحل بكرة كويس.. ألف مبروك يا حبيبي"، مع بداية الشوط الثاني أحرز رضا عبد العال هدف التعادل للزمالك، وإذا بباب غرفة الأب يُفتح على مصرعيه ويخرج الشيخ عمران متهللا وهو يقول "جوووووون"، ولما ذكره محمود بكلمات "طيب والامتحان يا بابا"، كان الرد تلقائيا من محب القلعة البيضاء "مش مهم الثانوية العامة، مش مهم انت.. أهم حاجة الزمالك".. كان الشيخ عمران يحمل عضوية فخرية لنادي الزمالك، ومقرئ
أغلب احتفالات النادي، وكذلك نعته صحيفة النادي بصفحة كاملة عقب وفاته.

10

اسمه أحمد، تماما مثل والد عمران، أصغر أبناءه الخمسة؛ هو نبض قلبه وروحه التي لم تُخلق في جسده، كان يلهو في كنف الأسرة حين اُصيب في حادث، دخل على إثره المستشفى بينما سنه لا تجاوز السادسة، وخرج منه لكن أدركه الموت عقب ذلك بشهر؛ حينها فقط صار عام 1986 الأقسى على الشيخ "كل حاجة اتغيرت بعد موت أخويا"، عشش الحزن في المنزل، بالكاد استطاع عمران مغالبة حزنه، كم من مرة سمعه الابن الأكبر يبكي داخل غرفته، فيما يسمع شريط سجله لابنه الصغير قبل رحيله "كان في الشريط بابا بيكلم احمد بيقوله عامل ايه، يقوله عامل كويس يا بابا.. كان بيشغله كل يوم".

رحيل فلذة الكبد كان بداية مرض عمران، اُصيب بالكبد والسكري وأمراض أخرى، تداعت صحته مع الوقت، خف وزن جسده المليء بالحياة، تغير شكله، لكن صوته بقي يافعا يجذب السامعين، كان يكره المستشفيات، لم يقبل على إجراء عملية لاستئصال الطحال حين توجب عليه ذلك طبيا، وكانت المرة الأولى التي يدلف فيها مستشفى هي المرة الأخيرة، إذ خرج منه على مثواه الأخير.

 

ليلة الأربعاء 5 أكتوبر 1994، تجهّز الشيخ كعادته لإحياء فجر بمسجد السيدة زينب، فقد كان هو المكان الأحب لقلبه، بخطى ثابتة يحاول المرض إيقافها دلف الجامع، جلس في مكانة المعتاد، وبدأ يشدو، كان مقام الصبا الذي يعبر عن الحزن رفيقه في تلك الليلة، يقول فتهتز رؤوس الحاضرين حزنا وإعجابا، يُرفع الآذان، تُقام الصلاة وتنتهي، ينشغل الموجودون وعندما يبحثون عن عمران، يجدونه جالسا بجانب المقام يبكي "أبويا كان دموعه عزيزة جدًا ميعيطش قدام حد". لم يعلموا أنه سيُنقل إلى المستشفى ليلة الخميس 6 أكتوبر، ثم إلى جوار ربه في العاشرة والنصف صباحا من نفس اليوم.

قبل الوفاة بعامين أمسى المرض صديقا لعمران، غير أن أبناءه اعتادوا على الوضع "كنا بنقول بابا بياخد الأدوية وكويس.. بس متخيلناش إنه يموت فجأة"، كان محمود وقتها في السنة الثالثة بكلية الحقوق، الصدمة سيطرت على آل البيت عقب وفاة الوالد، تعاطيهم مع الحياة اختلف، كان الأخ الأصغر لمحمود ذو صوت عذب، ينبئ بأن يُكمل مسيرة والده، لكنه توقف عن قول الابتهالات منذ رحل عمران، وفقد الشغف فجأة.

11 (2)

أثر الوالد لازال في أرجاء منازل الأبناء، يرى محمود صوته حيا في قلب أحفاده الذين لم يقابلوه، يعرف علي ونغم وزينة -أبناء محمود- عن الجد أشياء كثيرة، أما علي فقد ورث حُسن الصوت عن عمران وعن عمه الذي يحمل نفس الاسم "لسة بحاول أدربه كويس"، يحفظ الصغير ذو الثماني سنوات تواشيح الجد، يحاول ترديدها؛ فتقر عينا الأب برؤية ابنه مهتما بإكمال مسيرة الأب.

12

 

تابع باقى موضوعات الملف:

"جدر" الشيخ طه الفشني.. "يمد لسابع أرض" (فيديو وصور)

2015_7_14_17_32_38_158

بالصور.. مصراوي مع أسرة "طوبار".. حكايات شيخ المبتهلين باقية (حوار)

2015_7_13_16_32_54_340

ابن "النقشنبدي": السادات كان يلف خلفه الموالد.. وفرقة أم كلثوم انتظرته على باب المسجد (حوار)

2015_7_14_17_3_1_813

بالصور: محمد الهلباوي.. أنشد فترك الغرب بلا هوية

2015_7_14_14_46_5_359

بالصور.. مصراوي داخل منزل الشيخ "طوبار".. وجاره القبطي: كان أبويا

2015_7_12_23_20_38_620

بالفيديو: محمود محمد رمضان.. سفير القرآن في دنيا المُنشدين

2015_7_14_16_26_46_889

مُريد على الطريقة الحديثة.. رحلة شاب في حب الشيخ عمران

2015_7_14_18_59_4_616

بالصور: "طوبار" في "الخازندار".. أيامه الأولى والأخيرة في دنيا الابتهال

2015_7_13_17_52_18_798

محمد ثروت: النقشبندي "بافاروتي" مصر

2015_7_14_15_6_0_730

فيديو قد يعجبك: