إعلان

بالصور- سنابل الذهب.. ''أنا ساقي التقاوي غناوي''

03:33 م الثلاثاء 05 مايو 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

تصوير-كريم أحمد:

يلقي حمله على ''الرزّاق''، يستقبل وجهه نسمات الفجر، بالطريق إلى أرضه، اليوم يحصد ما جنته يداه، بعد أن وضع النبتة، ظل لشهور يرعاها ربما أكثر من أبناءه، ينظر إلى أرضه، يناجي ربه أن يباركها، ''وينوله'' اللحظة التي يكسوها اللون الذهبي، فيناغشها ''يا صغير يا زرع أيديا أنا ساقي التقاوي غناوي.. وهضمك برمش عنيا من كتر اشتياقي''.

في اليوم الموعود الذي يشهده شهري إبريل ومايو، يأتي حصاد القمح، حينها تتهلل الأسارير، لن يخف التعب، غير أنه في لمس الخير مهون، يحدث نفسه ''صبرنا ياما يبقى نتحمل شوية كمان''، فسبق أن تمسك بالأرض حين باعها أولاد العم والجيران، تحمل سوء المياه، وغلو أسعار الأسمدة، ربت على كتفه مرات عديدة، يخفف عن نفسه ضيق الحال، ويحثها على المثابرة، متذكرا حكمه الأجداد ''الأرض زي العرض''.

أيام يخرج بها، ترافقه الزوجة والأبناء ''العمالة هتكلف''، فلا سبيل من معاونة أهل بيته من أجل عيون ''سنابل الدهب''، حتى الظهيرة تلفح الشمس وجوهه، وتقسو يداه على منجله القاطع للأعواد، يتطاير ''التبن'' من الماكينة الحاصدة على عينه وملابسه، لكن ذلك لا يوقفه عن العمل، يواصل الجمع، والحمل على الأعناق، فهي ساعات الشقا التي يعقبها ''هنا'' الحصول على لقيمات الرزق ''وكله يهون عشان العيال'' هذا منطقه، وحلمه البسيط، الذي يسعى له، وتتشقق من أجله الأيدي حتى تأتي اللحظة التي تقر بها عيناه، ينظر إلى زرعه اليانع بلهفة المشتاق قائلا ''والعود الجميل حبيته من يوم التلاقي''.

ينتهي الحصاد، وتعود الأرض خالية، حتى إشعار زراعة أخرى، ينتظرها بصورة وليدة الذي لمست يداه حبوبه ''الذهبية''، يتألم حين يقال إن أرض الزراعة لا تحقق اكتفاءها في أكل عيشها، فتمد يدها للخارج، لكن يتذكر أنه ذاته لا يحقق اكتفاء نفسه ولا أهل بيته، فيعود إلى صورته الأولى مع نبت يده محدثا ابنه الأخضر القادم ''يا زرع الصباح يا منور محبوبي هواه مطلوب.. وأنا جنبك لحد ما تكبر على عهدك وباقي''.

فيديو قد يعجبك: