إعلان

أرونا شانبوغ.. 42 عاما غيبوبة بين الاغتصاب والموت

03:06 م الأربعاء 20 مايو 2015

أرونا شانبوغ ضحية الاغتصاب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

بين أروقة مستشفى "كينج إدوارد" بمدينة مومباي الهندية، تجولت الممرضة العشرينية "أرونا شانبوغ"، في ساعة متأخرة من الليل في 27 نوفمبر 1973، تمر على المرضى، تتأكد أن الجميع على ما يرام، قبل أن يُمسك بيديها فجأة عامل بالمستشفى، يجذبها نحوه بعنف، يقبض على فمها بيده الأخرى، يُهددها بالقتل، يسحبها إلى غرفة خالية، ينتهك جسدها، تقاوم الفتاة لكن دون فائدة، محاولتها لدفع الجاني بعيدا عنها بائت بالفشل حتى أنهى مهمته القذرة.

سقطت "أرونا" بين يدي المعتدي، امتلكه الرعب، خاف أن تفضحه بعد الإفاقة، قرر قتلها، بحث حوله عن أداة تساعده في ارتكاب جريمته، عثر على سلسلة من الحديد بالقرب منه تُستخدم كطوق لكلب، انقض عليها، وضعها حول رقبة الفتاة، خنقها بقدر استطاعته، أصدرت صوتا مخيفا ثم صمتت، ظن أنها غادرت الحياة ففر هاربا، بعد نحو 11 ساعة وجدها زملائها في حالة صحية سيئة، وكشفت الفحوصات عن إصابتها بالشلل، وحدوث تلف في المخ دخلت على إثره في غيبوبة.

3

أثار الحادث حفيظة الرأي العام، بحثت الشرطة عن المجرم، أُلقي القبض عليه ليواجه تهمة السرقة والاعتداء على الممرضة، وحُكم عليه في نهاية المطاف بالسجن لـ 7 سنوات، فيما تقبع "أرونا" في إحدى غرف المستشفى، غائبة عن الوعي، تتلقى تغذية عن طريق الأنف، لا أحد يعرف متى تفيق من الغيبوبة، وإلى أي مدى قد تتحسن صحتها.

في عام 2011 تعرف الصحفي "بينكي فيراني" على تجربة "أرونا"، تتبع تفاصيلها وأصدر كتاب عن قصة حياتها، ثم خاض معركة ضد الحكومة الهندية لإصدار قانون القتل الرحيم، لم ينتبه إليه أحد، لجأ إلى المحكمة العليا، تقدم بالتماس لإنهاء معاناة فتاة تحولت إلى سيدة ستينية وهي على فراش المرض، غير أن المحكمة رفضت طلبه مُعللة قرارها بأن حالتها الصحية تسمح بالانتظار وعدم اللجوء إلى إنهاء حياتها.

1

منذ عدة أيام أصيبت "أرونا" بالتهاب رئويا، نُقلت إلى غرفة الإنعاش، وضعت إدارة المستشفى جهاز التنفس الصناعي لها، صمد جسدها قليلا، لكن سرعان ما تدهورت صحتها، ولفظت أنفاسها الأخيرة الاثنين الماضي، بعد أن مضت 42 عاما تحت وطأة الغيبوبة، لتصبح أحد أشهر الحالات التي قضت سنوات طويلة غائبة عن الوعي.

فيديو قد يعجبك: