إعلان

شوكان.. يد متعطشة لـ "زر" الكاميرا.. ويد على قضبان السجن - (بروفايل)

05:02 م السبت 12 ديسمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - هاجر حسني:
تمر الأيام متشابهة نهارها كمساءها، يدان لم تلامس الكاميرا لما يزيد عن عامين بعد أن اعتادت ألا تفارقها، عينان لا ترى إلا جدران وأبواب موصدة بعد أن كانت تُفتح على عالم سرمدي، رغم ذلك احتفظ محمود أبو زيد أو "شوكان" بأمله، لم تنل الليالي الكاحلة من عزيمته ولم يمكنها هو من ذلك إصرارًا منه على التمسك بحلمه.

848 يومًا قضاها شوكان داخل محبسه كسجين احتياطي، منذ أن تم القبض عليه في 14 أغسطس 2013 أثناء تغطية أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، لا يعلم متى ستعود الحياة كما كانت خارج أسوار السجن، يكتفي برسائله التي يبعث بها لأصدقائه المصورين والصحفيين والتي يجد فيها متنفسا عما يعانيه داخل زنزانته.

"تمسكوا بحلمي، حاربوا لأجل الصورة، ولا تتركوا الكاميرا - أرجوكم - مهما كلفكم الأمر، صوروا لأجلي.. الصحافة ليست جريمة"، بهذه الكلمات خاطب شوكان زملائه الصحفيين كما نشرته منظمة العفو الدولية، فهو يعلم جيدا أن كل ما فعله هو إشهار الكاميرا الخاصة به لتوثيق أحداث ربما لن تتكرر مرة أخرى.

وفي الوقت الذي يعاني كل سجين من محاولة للتأقلم على الوضع، تتحد الظروف كما لو كانت تُصر على الإيقاع به، ففي مؤتمر لعرض الانتهاكات ضد المحتجزين قال الصحفي خالد البلشي إن شوكان مصاب بفيروس سي ويواجه صعوبة في تلقي الأدوية والرعاية الطبية اللازمة، لتكون معاناة المرض هي الصراع الجديد الذي يخوضه في محنته.

وجدت أسرة شوكان في الفعاليات التضامنية "قشة الغريق" التي يستنجدون بها، فدعوا كل أصدقاءه للتضامن معهم قبل جلسة محاكمته، اليوم السبت، قائلين "لا تديروا ظهوركم، لا نريد أن نستيقظ في يوم علي خبر في الصحف عن الحكم عليه بالسجن المؤبد أو الإعدام.. نرجوكم أن تساعدونا في إنقاذ شوكان، أوشكت أنفاسنا أن تنقطع، وأوشك شوكان أن يفقد الأمل".

يجلس الحضور في قاعة المحكمة في أولى جلسات محاكمة شوكان بعد 848 من الحبس الاحتياطي، المتهمون لم يحضروا، الأعين شاخصة، الأنفاس تتهدج، أيادي باردة وأذهان شاردة ووجوه يغلب عليها التوتر في انتظار الحكم، يدخل المستشارون لقاعة المحكمة ثم يبدأ القاضي في تلاوة  خطاب وارد من مديرية أمن القاهرة يفيد بتعذر حضور المتهمين، وتأجيل المحاكمة لحين الانتهاء من أعمال التوسعات في القاعة لتستوعب أعداد المتهمين.

فيديو قد يعجبك: