إعلان

الرشوة ومرشحي السلطة "سور" بين بائعي الكتب والبرلمان

05:16 م الثلاثاء 24 نوفمبر 2015

الرشوة ومرشحي السلطة سور بين بائعي الكتب والبرلمان

كتبت-هاجر حسني ورنا الجميعي:

شارع هاديء بجوار محطة مترو "السيدة زينب"، أكشاك صغيرة تمتلأ بالكتب عن آخرها، يجلس على أطرافها أصحابها، في المنطقة المعروفة بـ"سور أبو الريش"، ينتظرون محبي الكتب يُمكنهم من الحصول على رزقهم ليوم، يأتي غيره ولا يقدم بجديد، في اليوم الثاني من المرحلة الأخيرة للانتخابات البرلمانية يجلس البائعون بمكتباتهم، عدد منهم لم يسع للتصويت، لا يرى أن هُناك خير قادم، والبعض يتبع سياسة انتظار نتائج التغيير.

شابان في عمر العشرين، ينتفي لديهم الأمل في البرلمان القادم، على باب مكتبته يقف محمد لطفي، ينتظر أن يفرغ أحدهم من تصفح الكتب، قادم من الفيوم لبيعها، لا يشعر لطفي بأي فارق في البرلمان "الناس زهقت من الانتخابات"، لم يتتبع بالأساس أسماء المرشحين وبرامجهم، رغم اهتمامه ببرلمان الثورة "الواحد ساعة الثورة كان عاوز ينزل".

اعتقد لطفي أن الثورة ستأتي بالتغيير، فكّر بذلك أثناء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية، لكنه تيقّن من عكس ذلك، على عكسه كان والده الذي رغب في ترشيح أحد أقاربه بالعائلة، هاتفه الأب ليعود للفيوم للتصويت، لكنه رفض.

يُشاركه الرأي محمد رمضان، شاب في الخامسة والعشرين، يعتقد أن المرشحين "بيطيروا" بعد الانتخابات، يعرف رمضان مرشحي دائرته بالمنيا، وكذلك والده الذي جلس معهم في قعدات الشاي، لكنهم على يقين أن هؤلاء لا يروهم بعد الفوز.

رفض رمضان تصويره لكن ليس بدافع الخوف "لو خايف كنت روحت انتخبت واخدت 500 جنيه"، يعيش الشاب بالقاهرة نظرًا لضيق الرزق ببلدته، لكن البرلمان لم يأت له قبلًا بأي تحسن بالمعيشة "احنا مش طالبين كتير، دي حاجات تافهة"، ويرى أن المرشحين بشكل عام راغبين في السلطة ليس أكثر.

ضيق العيش هو ما تُعاني منه أيضًا السيدة "أم بسنت"، انتخبت البائعة الأربعينية سابقًا، لكنها لم تشارك هذه المرة، الرشوة هو ما جعلها تتشكك في مصداقية الانتخابات "لو كان عندهم مصداقية مكنوش اشتروا الأصوات بالفلوس"، كما أنها خافت من التصويت لشخص فاسد "ولما ربنا يسألني عنه هقول ايه"، تسمع أم بسنت عن أقاربها الذين ذهبوا لحل مشاكلهم لدى النائبين، غير أنهم غادروا صفر اليدين، وهو ما جعلها لا تثق في البرلمان القادم.

1

تتمنى أم بسنت بعيش أفضل، ومكان أنظف، وأسعار في متناول أيدي الناس، لا تريد تحوّل الأرض لجنة لكن لمكان مقبول.

بابتسامة على شفتيه يصف فؤاد عبدالحميد التصويت بـ"الواجب الوطني"، يعتقد أنه يجب على كل مواطن الإدلاء بصوته، وفسّر وجود كبار السن خاصة في الانتخابات أن الشباب لا ينتظرون "عايزين الحياة تبقى وردي بسرعة"، من الجيزة القادم منها عبد الحميد ركب الأتوبيس، وجد نقاش مفتوح بين الناس حول الانتخابات، كما أن الرشوة المالية جزء منها، هُناك من سمعه يقول أنه أدلى بصوته مقابل المال، غير أنه على الجانب الآخر هُناك من نزل بإرادته.

2

يرى أن الرئيس، عبد الفتاح السيسي، يعمل لمستقبل البلد، لذا على الشباب ألا يستبقون النتائج، لم يُدل عبد الحميد بصوته قبلًا، سوى أثناء استفتاء "نعم ولا" بعهد حسني مبارك، وقتها رفض بائع الكتب امداد الرئيس بفترة أخرى، اعتبر أنه لا يدير البلاد بشكل جيد "سوزان هي اللي كانت بتدير".

يرغب عبدالحميد أن يُراقب البرلمان القادم على جميع السلطات، بما فيه الرئيس، لا يريد برلمان "يطبطب على الرئيس".

على مسافة من عم فؤاد جلس عبد التواب سيد، لم يُدل بصوته، يرى أن كل المرشحين إما وصوليين أو متملقين، لا يدل التصوت على الانتماء أو الوطنية، كما يقول.

3

رزق الله سيد بأربعة فتيات، لم يبلغن عمر التصويت، لكن لن يفرض عليهم رأيهم في انتخاب أحد أو لا، يعرف كيف رباهن وعلمهن الصواب والخطأ، كما أنه يثق أن اختياراتهم ستكون بناء على تربيته لهن.

نزل سيد في البرلمان الماضي، رآه بقدر كبير من الشفافية، لكنه لم يجد مقابل لصوته، يعتقد بائع الكتب أن المصريين تشكلوا على شاكلة البرلمان" حيث لاحظ قدر كبير من الاهتمام بالدين المظهري، في المرة الماضية، فيما سيتحول الناس على شاكلة البرلمان القادم، بقدر من الانتهازية والخلق السيء.

الحالة التي يُمكن أن تجعل سيد يشارك في العملية الانتخابية مرة أخرى، عندما يرى الشخص المؤهل خُلقًا ودين، وأقواله تساوي أفعاله، ولا يقتصر الأمر على الدين فقط، لا يتمنى البائع من البرلمان سوى بتهذيب أخلاق الناس، وعدالة حقيقية، وانتفاء الخلل الوظيفي والاجتماعي.

فيديو قد يعجبك: