إعلان

"تحرش وعنف وإساءة".. إعلانات أخر زمن - (فيديو)

09:42 م الثلاثاء 06 أكتوبر 2015

إعلانات

كتب - عبدالله قدري:

من مواصفات الإعلان الناجح أن يقدم قيمة مضافة للمجتمع، ومواصفات قياسية من شأنها تحفظ للمستهلك الحق في الكرامة الشخصية، واحترام القيم الدينية والعادات والتقاليد، وعدم التحريض على العنف الجسدي، وفقًا للإعلان رقم 4841 لسنة 2005 الذي يستند عليه جهاز حماية المستهلك في منع إذاعة أي إعلانات يعتبرها الجهاز أنها تحرض على سلوكيات خاطئة.

وكان جهاز حماية المستهلك برئاسة اللواء عاطف يعقوب قرر منع إعلان شركة اتصالات بعنوان "الشريحة لازم ترجع"، من العرض وذلك بدعوى أنه يحرض على العنف ضد الأبناء، وذلك بعد إظهار الإعلان أب يصفع ابنه على وجهه بعد طلب الابن منه تحديد مكان شريحة الاتصالات القديمة وذلك بشكل ساخر.

وقال يعقوب "إن الإعلان يُرسخ لمعايير تربوية خاطئة من خلال تصويره لأب يصفع ابنه، وهو على فراش المرض لطلبه شريحة الشركة غير المستخدمة للحصول على عرض لإعادة تشغيل خطوطها القديمة".

وفي وقت سابق، قرر الجهاز إيقاف بث إعلان شيبسي FOX، بدعوى أن هذا الإعلان يحرض على سلوكيات تربوية خاطئة، ويظهر في الإعلان فتى يقول أنه يرى المستقبل بينما هو يأكل من المنتج، ثم يأتي والده ليصفعه على وجهه ويسأله إذا كان وجد هذه "الضربة" في المستقبل أم لا.

وقرر الجهاز وقف الإعلان بسبب هذا السلوك، الذي اعتبره يمتهن حقوق الأبناء.

وفي سياق متصل، وبعد موجة من الانتقاد ضد إعلان شركة كرانش المعروف "اسكنشايزر" حذفت الشركة مشهد بطل إعلان "اسكنشايزر"، الذي جسده الممثل أسامة عبدالله، حيث بدأت القنوات الفضائية في عرض الإعلان دون ظهور هذا المشهد.

واعتبر نقاد أن الفيديو مسيء ويمتهن حقوق الآباء، حيث يصور سخرية الابن بطل الإعلان السخرية من جيل الآباء وعاداتهم وتقاليدهم وهو الدور الذي يؤديه أسامه عبدالله.

وبينما تتم عملية منع الإعلانات "المسيئة" على قدم وساق، فقد أثار إعلان الممثل الشهير عمر يوسف عن شاطئ "موسى كوست"، ردود فعل غاضبة، واعتبر مراقبون أن الإعلان به ايحاءات جنسية ويساعد على التحرش، حيث قال فتحي فريد، منسق مبادرة شفت تحرش، إن الإعلان به استغلال جنسي واضح لأجساد النساء والفتيات ويستخدموهن للتسليع، مضيفا أن فكرة اسقاط كل جملة يقولها الممثل مع مشهد لجسد فتاة فهذا يعد ترويج للمنتج من خلال أجساد النساء.

وأضاف لمصراوي، أن مشكلة الإعلانات في مصر، أنها لا تقدم قيمة، وتستخدم النساء كسلعة للترويج لمنتجاتنا، مشيرًا إلى أن الشركات التي تقدم منتجًا ما، فإنه تروجه عالميًا بشكل يتساوى فيه الجنسين دون تمييز، أما عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، فإن المعلنين دائمًا يستخدمون النساء والألفاظ ايحائية جنسية، كأن الشعب المصري لا يتفاعل إلا مع ذلك.


في السياق ذاته، انتقد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إعلان شركة فودافون الجديد، ضمن حملة شبكة جديدة للشباب، التي تظهر فيه المطربة "أنوشكا"، واعتبروا أيضًا أن الإعلان يساعد على ترسيخ فكرة التحرش والإيحاءات الجنسية من جانبها، ومن جانب أعضاء فريقي "كايروكي" و"شارموفرز" المشاركين بالإعلان، وطالبوا فضلًا عن ذلك بإيقاف الإعلان.

وقال مركز القاهرة للتنمية، المهتم بشؤون المرأة، إن التحريض على التحرش واضح بالإعلان، وذلك عندما قامت أنوشكا بغناء أغنية بعنوان "من غيرك مش هتكمل"، ويقوم الممثلون معها بالإعلان بترديد بعض العبارات مع بعض الإيماءات والنظرات التي تحمل المعاني الجنسية، وينتهي بأن تتركهم البطلة وتمشي.

وأكد المركز أن مثل هذه الإعلانات التي يشاهدها الملايين في مصر والعالم العربي، تدعم وتكرس لدى مشاهديها، خاصة من الشباب والأطفال الذين يتخذون منها مثلا وقدوة لهم، ثقافة التحرش والعنف الجنسي تجاه النساء، وهذه الأعمال تحرض على جرائم العنف الجنسي ضد النساء، وتقوم باستغلالهن كمادة للدعاية التي تنقل القيم غير الأخلاقية.

وطالب المركز بإيقاف عرض هذا الإعلان المسيء للنساء، والذي يقدمهن بصورة نمطية ويصورهن على إنهن سلع جسدية أو وسيلة للإثارة الجنسية، مطالبا القائمين على تقديم الأعمال الفنية بشكل عام بضرورة وجود ميثاق شرف أخلاقي يتم العمل من خلاله على تقديم النساء بصورة إيجابية.

من جانبها، رفضت الفنانة أنوشكا التعليق على الاتهامات التي وجهها إليها البعض بدعوتها للتحرش الجنسي في الإعلان الأخير الذي قدمته مؤخرا لصالح إحدى شركات الاتصالات.

وقالت أنوشكا في تصريحات صحفية: "اتهمني أحدهم بأنني أشارك في إعلان يقدم التحرش الجنسي، وهذا الحديث ليس لدي أي تعليق حوله".

وأضافت: "أما من هاجمني لمشاركتي في الإعلان وقال إنني أقلل من شأني، فهذا الاتهام غير صحيح، وشاركت أنا وباقي زملائي المشاركين بالحملة ذاتها في توصيل الفكرة المرغوبة من الشركة صاحبة الإعلان".



في سياق متصل، قالت الدكتور ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق، أن الإعلانات في مصر بصفة عامة لا تتفق مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع المصري، وبها إسفاف كبير ولا تؤدي الغرض المطلوب منها، مطالبة في الوقت ذاته، بضرورة الالتزام بميثاق شرف إعلاني.

وأضافت في تصريح لمصراوي، أن هناك فارق كبير بين إعلانات زمان واليوم، حيث كانت الإعلانات القديمة ترسخ قيمة ومبدأ، اما الآن فالإعلانات "سخيفة"-وفقًا لقولها- مؤكدة على ضرورة أن يرسخ الإعلان المُثُل والقيم الطيبة.

وقالت" لا بد أن يكون هناك وقفة، ووضع ميثاق شرف يلتزم به المعلنين، لا بد أن يكون هناك ضغط على المعلنين وشركاتهم، للالتزام بضوابط الإعلان".

فيديو قد يعجبك: