إعلان

الليثي ناصف.. 40 عامًا لم تحل لغز مقتل مؤسس ''الحرس الجمهوري''

09:50 م الثلاثاء 26 أغسطس 2014

الليثي ناصف.. 40 عامًا لم تحل لغز مقتل مؤسس ''الحر

كتب ـ محمد الصاوي :

بعد مرور أكثر من 41 عام على مقتل الفريق الليثي ناصف مؤسس سلاح الحرس الجمهوري في مصر وقائده في عهدي عبد الناصر والسادات، والذي تم اغتياله في 24 اغسطس عام 1973بشقة تابعة لمؤسسة الرئاسة بلندن .

عاش الفريق الليثي كثيراً في الظل بل في احياناً كثيرة امتد الأمر إلى الغموض ربما لطبيعة عمله وشخصيته العسكرية الحادة، إلا أن الليثي ظهر للجميع بعد أن كلفه السادات بإلقاء القبض على رجال مراكز القوى والمؤيدين للحقبة الناصرية التي يؤيدها الليثي وبحكم التقاليد العسكرية استجاب الليثي لطلب الرئيس السادات والقي القبض على معظم معارضيه و نفذ ما سمي حينها بـ ''ثورة التصحيح''.

محمد الليثي ناصف الذي ولد عام 1922 وتخرّج في الكلية الحربية عام 1940، وتزوج في بداية الخمسينيات من امرأة اصولها تركية وانجب منها ابنتيه منى وهدي تيمناً بابنتي الرئيس ناصر، وبعدها تقلد الليثي عدة مناصب في الجيش الى أن اختاره عبد الناصر لتأسيس الحرس الجمهوري وقيادته تقديراً لثقته به، وبالفعل اسس الليثي سلاح الحرس الجمهوري وتردد ان عبد الناصر قال عنه قال '' إنه لو كان معه رجل آخر مثل الليثي ما خاف علي حياته أبدا''، ما يعد دلالة قوية على ثقة عبد الناصر به وبقوته، الا أنه بعد وفاة عبد الناصر لم يستغني عن خدماته الرئيس السادات رغم ان محسوب على التيار الناصري بل اعتمد عليه وقرر ترقيته الى رتبة فريق وعينه مستشاراً عسكرياً له بالإضافة الى عمله كقائد للحرس الجمهوري، وكان الاختبار الصعب له حينما كلفه الرئيس السادات بالقبض اصدقاء الامس وهم رموز مراكز القوى والاتحاد الاشتراكي والعديد من الناصريين، وبالفعل نجح الليثي في الاختبار الأكبر وابدى ولائه للسادات الا ما كان يروي عن الليثي أنه كان ذا شخصية غريبة فبعد أن ألقي القبض علي مراكز القوي دخل في حالة عصبية لم يجد لها علاجا وفي ذات الوقت أخذ نفوذه يتسع في مؤسسة الرئاسة لكن السادات كان حذرا للغاية منه وقد حدثت مشادة كبيرة بين الرجلين عندما غضب عليه السادات عندما دخل عليه الليثي مكتبه بقصر الرئاسة دون مراعاة التقاليد العسكرية حيث كان عاري الرأس ودون أن يضع (القايش) حول وسطه فشعر السادات من ذلك الموقف أن الليثي يستهين به أو أنه تجاوز حدوده أو أن نفوذه وشعوره بذاته ارتفع وزاد علي الحجم الطبيعي و أن الاتفاق بينهم لم يدوم ووقع الانشقاق بينهم وتقول بعض الروايات ان الخلاف الثاني أن الليثي كان رافضاً للقبض على رجال عبد الناصر وتقديمهم للمحاكمة إلا أن السادات وعده بانه لن يقدمهم للمحاكمة وإنما سيتم احتجازهم فترة صغيرة لحين ترتيب الجبهة الداخلية الا أن ذلك لم يحدث وتم تقديمهم للمحاكمة وكان ذلك سبباً للخلاف بينهم، ومن بعدها تمت الاطاحة به من الحرس الجمهوري والحاقه بالعمل بالخارجية المصرية وتعيينه سفيراً لمصر باليونان.

وصرحت ابنة الفريق الليثي الصغرى هدي في احدي البرامج التليفزيونية أن والدها هو من طلب الابتعاد عن قيادة الحرس الجمهوري والشأن السياسي والعمل بوزارة الخارجية بعد علمه بتدبير مؤامرة ضده للإطاحة به بعد خلافه مع الرئيس السادات وبعد أن تأكد من معلومات من سفراء عرب تفيد بالتخلص منه بقتله.

وبالفعل سافر الليثي برفقة زوجته وابنتيه الى انجلترا لإجراء بعد الفحوص الطبية، ومن بعدها السفر الى اليونان لتسلم مهام عمله الجديد كسفير للبلاد إلا أنه القدر لم يشئ ذلك فعندما وصل الليثي وعائلته الى انجلترا نزل بشقة تابعة للمؤسسة الرئاسة في عمارة ستيوارت تاور شرق العاصمة البريطانية لندن، وفي يوم 24 اغسطس عام 1973كان اليوم المشئوم حيث استيقظ الليثي من نومه في الصباح الباكر كعادته ثم دخل الحمام واختفي صوته فجأة وكانت زوجته قد استيقظت هي الأخرى لتجهز له طعام الإفطار وبعد دقائق دق جرس الباب فوجدت أمامها ضابطا بريطانيا يخبرها بأن زوجها ألقي بنفسه من البلكونة وأن جثته ملقاة علي رصيف الشارع الآن.

وانتهت التحقيقات التي أجرتها المباحث البريطانية لعدة أيام لكشف ملابسات الحادث وقد انتهت التحقيقات في النهاية إلي أن الليثي توفي نتيجة شعوره بدوار وأن ما أدي إلي سقوطه بهذا الشكل أنه طويل القامة وبالتالي يسهل سقوطه من الشرفة.

ورغم الاجابة التي قدمتها التحقيقات البريطانية الا أن عائلته واصدقائه بل والكثير من السياسيين لم تقتنع بها وأكدوا أن الحادثة ليست طبيعية وأن ذلك جريمة اغتيال مخطط لها مسبقاً، الا أن مرور اكثر من اربعين عام على وفاة هذا الرجل الغمض من الواضح انها ليست فترة كافية لكشف لغز وفاته وقد تحمل الايام القادمة الاجابة أو تؤكد أنها دفنت الى جانبه .

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: