إعلان

مصادر دبلوماسية: وساطات عربية وأمريكية تطوي الخلاف المصري السعودي

02:08 م السبت 25 مارس 2017

الملك عبد الله بن الحسين وعبد الفتاح السيسى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سامي مجدي:
قال ثلاثة مسؤولين دبلوماسيين، مصريين وعرب حاليين وسابقين، إن القمة العربية المقررة في البحر الميت في الأردن أواخر مارس الجاري ستشهد مصالحة مصرية-سعودية بعد أشهر من التوتر والخلافات وصلت ذروتها مع تصويت القاهرة لصالح مشروع قرار روسي بشأن سوريا في أكتوبر الماضي.

ويستضيف الأردن الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية في 29 و30 مارس الجاري. وينتظر أن يحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى جانب زعماء الدول العربية الأخرى عدا سوريا.

وبدأت في 23 مارس اجتماعات تحضيرية سياسية واقتصادية وفنية على المستويات الوزارية والمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين العرب في البحر الميت.

وأضاف المسؤولون أن اللقاء المرتقب بين السيسي وسلمان يأتي بعد أشهر من جهود الوساطة قادها العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، ومسؤولون إماراتيون، فضلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي تولى حقيبة الخارجية قبل سنوات، الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع السعودية.

وقال أحد المسؤولين، وهو خليجي على اطلاع واف بجهود الوساطة: "هناك اجتماع (مرتقب) مغلق بين القيادة السياسية في القاهرة والرياض،" غير أن مسؤول دبلوماسي مصري رفض تأكيد أو نفي اللقاء، وإن أقر بجهود الوساطة واقتراب انفراجة في العلاقات مع السعودية.

وأضاف الدبلوماسي الخليجي أن الهدف الرئيسي لزيارة العاهل الأردني إلى القاهرة مؤخرا ثم زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي كانت لترتيبات لقاء السيسي وسلمان.

"وساطة أمريكية"

وقال المسؤولون إن جهود الوساطة بين مصر والسعودية تكثفت في الأشهر الثلاثة الأخيرة. وقال دبلوماسي خليجي في القاهرة "خلال تلك الفترة توالت الزيارات السرية المتبادلة لمسؤولين سعوديين ومصريين للرياض والقاهرة، فضلا عن لقاءات أخرى في عواصم غربية وفي نيويورك وواشنطن."

الدبلوماسيان المصري والخليجي قالا إن مسؤولين أمريكيين انخرطوا في جهود الوساطة هذه في بعض مراحلها، وعقدوا اجتماعات مع مسؤولين مصريين وسعوديين، خاصة بعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 20 يناير الماضي.

وتولي الإدارة الأمريكية الجديدة اهتماما كبيرا بالقاهرة مقارنة بإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، حيث شهدت العلاقات المصرية-الأمريكية بعض التوترات خلال السنوات الأخيرة لأوباما في البيت الأبيض خاصة بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي بعد انتفاضة شعبية ضده في 30 يونيو 2013.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن بعد أيام من انقضاء القمة العربية. وقال مسؤول في البيت الأبيض، يوم الجمعة، إن الرئيس السيسي سيزور البيت الأبيض في الثالث من ابريل، حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس.

وكثيرا ما أشار ترامب إلى أن مصر إحدى الدول الحليفة التي ينبغي أن تحافظ الولايات المتحدة على شراكتها معها في الحرب ضد الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش.

كما أن الإدارة الأمريكية الجديدة تحتاج إلى علاقات مصرية-سعودية جيدة، في مقارباتها مع الأزمات الشرق أوسطية، على رأسها الصراع العربي الإسرائيلي الممتد منذ عقود، فضلا عن احتواء النفوذ الإيراني.

واتفق المسؤولون الثلاثة على أن إدارة ترامب بحاجة إلى توافق مصري سعودي، بالنظر إلى الثقل الذي تتمتع به العاصمتان في الدائرة العربية والإسلامية، بغض النظر على الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تواجهها مصر، والموقف "الصعب" الذي تواجهه السعودية في اليمن.

وقال دبلوماسي عربي، إن الإدارة الأمريكية تعتمد بشكل كبير في مقاربتها من القضية الفلسطينية، والتحالف المزمع تشكيله لمواجهة إيران، والذي سيكون لإسرائيل دور فاعلا فيه.

كانت صحيفة وول ستريت جورنال كشفت في فبراير الماضي أن إدارة ترامب تجري محادثات مع حلفائها من الدول العربية لتشكيل حلف عسكري بقيادة مصر، يتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل للمساعدة في مواجهة عدوهم المشترك، إيران.

وقالت الصحيفة إن التحالف يضم دولا مثل السعودية والإمارات، وهما علنا على عداء مع إسرائيل، فضلا عن مصر والأردن، ولهما معاهدتي سلام مع إسرائيل.

وأوضحت نقلا عن مسؤولين في الشرق الأوسط، أن الحلف المنتظر سوف يقوم على غرار حلف شمال الأطلسي ''الناتو'' من حيث مبدأ الدفاع المشترك، الذي يعتبر الاعتداء على أي بلد عضو فيه، اعتداء على الحلف ككل، وأن العمل مستمر في الوقت الراهن على صياغة النظام الداخلي لهذا الحلف.

بسؤال المسؤولين الثلاثة عن هذه المحادثات، وما إذا كانت لا تزال قائمة، رفضوا جميعا التعليق. وتحدث المسؤولون شريطة عدم كشف هوياتهم لأنهم غير مخولين الحديث إلى الصحافة.

إشارات

وقال المسؤول العربي إن هناك علامات وإشارات على أن الوساطة بين القاهرة والرياض بدأت تؤتي ثمارها، أبرزها استئناف السعودية تزويد مصر بالبترول. وأفادت وزارة البترول والثروة المعدنية في 15 مارس الجاري بأن شركة أرامكو السعودية سوف تستأنف توريد شحنات المنتجات النفطية لمصر.

وقبل عدة أيام قال وزير البترول طارق الملا، إن القاهرة استلمت بالفعل شحنتين من وقود الديزل من شركة أرامكو السعودية، لافتًا إلى أن هناك شحنتين أخريين من المقرر وصولهما بنهاية مارس الجاري.

وكانت الحكومة أعلنت، نوفمبر الماضي، أنها سوف تشتري ما تحتاجه من منتجات نفطية من الأسواق العالمية، بعد شهرين من توقف شركة أرامكو عن مدها بالنفط. وكانت السعودية قد أبلغت مصر بأن وقف شحنات منتجات النفط السعودية إليها -بحسب اتفاق تقدر قيمته بـ23 مليار دولار -إلى أجل غير مسمى.

كانت السعودية وافقت على إمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة العامة للبترول جرى توقيعه خلال زيارة رسمية قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر في أبريل 2016.

وتحدثت تقارير صحفية وقتها عن أن وقف توريد البترول السعودي قد جاء بعد خلاف البلدين بشأن الصراع في سوريا، وتقارب مصر أكثر من روسيا، الداعم الأساسي للرئيس بشار الأسد، الذي تعارضه السعودية.

كما أن هناك خلافا بين البلدين حول تفاصيل الحرب في اليمن؛ حيث رفضت القاهرة إرسال قوات برية للمشاركة في القتال ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. واكتفت مصر بمشاركة قوات بحرية قرب السواحل اليمنية.

وقال المسؤولون الثلاثة إنه جرى الاتفاق على وقف أي هجوم إعلامي بين البلدين، وهو ما أكده صحفيون مسؤولون عن إدارة صحف وقنوات فضائية مصرية في اتصالات مع مصراوي شريطة عدم كشف هوياتهم.

وأضاف المسؤول المصري أن المسؤولين المصريين والسعوديين اتفقوا في مفاوضتهم مؤخرا على استئناف تنفيذ العقود الاستثمارية التي أعلن عنها خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة، والتي توقفت خلال فترة التوتر بين البلدين.

وقال المسؤول الخليجي إن الرياض سوف تشرع على الفور في تنفيذ عدد من المشروعات في مصر، خاصة منطقة شمال سيناء المضطربة. ووقعت مصر والسعودية اتفاقيات خلال زيارة العاهل السعودي للقاهرة لإنشاء جامعة الملك سلمان وتسعة تجمعات سكنية في شبه جزيرة سيناء.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج