إعلان

هل يعيد "ترامب" تعريف المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط؟

03:14 م الجمعة 20 يناير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد عمارة:

ظل تعريف المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط مستقرا وثابتا نسبيا على امتداد السنوات الستين الماضية، ومنذ سبعينيات القرن الماضي ظلت المصالح الأمريكية محددة وفق 3 نقاط رئيسية، هي النفط ودعم إسرائيل وإبعاد روسيا عن المنطقة، وهي الأمور التي بدا أن الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب" لا يهتم بها، حتى بات السؤال الذي يطرح نفسه، هل سيعيد ترامب تعريف المصالح الأمريكية في المنطقة؟

النفط لم يعد مهما

وعلى مدار عقود، اعتبرت الولايات المتحدة أن ضمان تدفق النفط من الخليج بأسعار مقبولة هو مصلحة وطنية حيوية لا تتطلب أن تسيطر الولايات المتحدة مباشرة على النفط، وكان هذا الأمر جزءا لا يتجزأ من الهيمنة الأمريكية على العالم.

وفي تصريح للرئيس الجديد ترامب قال: "السبب الرئيسي للشراكة مع السعودية، هو أننا بحاجة إلى النفط، الآن نحن لسنا بحاجة إلى النفط كثيرًا"، وهو بذلك أول مرشح في تاريخ الانتخابات الأمريكية ينتقد السعودية علانية ويقلل من شأنها في الأجندة الخارجية الأمريكية.

وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك ليصّرح بأنه في حال وصل إلى البيت الأبيض، قد يُوقف شراء النفط من المملكة العربية السعودية وحلفاء عرب آخرين، ما لم تلتزم بالمشاركة بقوات برية في المعركة ضد "داعش" أو "تعوّض بشكل كبير" واشنطن لمكافحتها الجماعة المسلحة، التي تهدد استقرار الدول العربية.

يقول الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية إن النفط لم يعد عاملا أساسيا في اهتمام أمريكا بالمنطقة لأن انتاجها من النفط الصخرى يتزايد وبالتالي تحقق الاكتفاء الذاتي، وأن سوق النفط به زيادة للطلب عن العرض وهذا سيضعف موقف المنتجين

يضيف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية أنه يمكن القول أن حماية تدفق النفط الخليجي هو الأساس الذي قامت عليه الهيمنة الأمريكية على أوروبا واليابان أثناء الحرب الباردة، على الرغم من تنامي اقتصاداتهما بشكل مطرد، حتى اليوم، ويفسر هذا سبب عدم تمكن الصين من توسيع نطاق وتمديد قوتها البحرية لحماية إمدادات الطاقة التي تعتمد عليها بشكل متزايد. فالنفط، ببساطة، هو السبب في اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط بمستوى لا يرقى إليه اهتمامها بإفريقيا جنوب الصحراء أو أجزاء أخرى من أوراسيا.

ويضيف "السيد" لـ"مصراوي": "ترامب، الذي قال متأملا أثناء حملته أنه كان يجب على الولايات المتحدة أن تأخذ نفط العراق بعد الغزو، والذي يعارض بحدة أية قيود على إنتاج الطاقة، من غير المرجح أن يعيد التفكير في هذه المصلحة الأمريكية الحيوية، حتى لو كان يحاول إجبار الصين أو حلفاء للولايات المتحدة على دفع القسم الأكبر من التكاليف الأمنية".

دعم مطلق لإسرائيل.. وإسقاط حل الدولتين

لطالما كان هناك توافق حزبي ثنائي في أمريكا بشأن ضمان بقاء وازدهار دولة إسرائيل. والآن، اصطف "ترامب" بقوة إلى جوار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وانتقد سلوك إدارة أوباما الذى سمح بتمرير القرار 2334 الخاص بإدانة الاستيطان فى مجلس الأمن فى الثالث والعشرين من ديسمبر الماضى. وكشف الرئيس الجديد أنه "لا يعتبر الإستيطان عائقا أمام السلام، فضلا عن تعهده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس".

ويوضح أستاذ العلوم السياسية: حماية إسرائيل وضمان تفوقها ومساندة حكومتها في خططها التوسعية، أولوية لدى "ترامب"، الذي يبدو أنه يتجه نحو التخلي عن الالتزام الأمريكي بحل دولتين على أساس تفاوضي.

وروسيا لم تعد عدوا..

اعتقدت الولايات المتحدة أن حرمان الاتحاد السوفيتي من نفوذه في الشرق الأوسط هو مصلحة قومية؛ وشكلت الحرب الباردة نظام التحالفات الإقليمية وعندما انهار الاتحاد السوفيتي، تحركت الولايات المتحدة سريعا كي تعزز نظام إقليمي أحادي القطب، حيث يتوجب على كافة القوى الإقليمية أن تختار التحالف مع واشنطن أو الخروج من المجتمع الدولي.

يقول "السيد" إنه على عكس إدارة أوباما سيسعى ترامب لتفاهمات مع موسكو، وسيلتزم بما تحدده الإدارة الإسرائيلية، ما يعني أن المحددات الـ3 للمصالح الأمريكية في المنطقة ربما تشهد تغييرا جوهريا في ظل إدارة ترامب.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج