إعلان

هاني شكر الله: طريقة إعلان ملكية الجزر "مهينة".. والتخبط الرسمي سبب أزمة "ريجيني" (حوار)

12:31 م الإثنين 25 أبريل 2016

هاني شكر الله

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

حوار- محمد زكريا:

في ظل ملفات عديدة، تشغل أوساط الرأي العام المصري، منها ملف حقوق الإنسان المصري والنظرة الغربية تجاهه، مرورا بتداعيات مقتل باحث الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجينى، وحوادث قتل وانتهاكات رجال شرطة لمواطنين، وإعلان مجلس الوزراء تبعية جزيرتي تيران وصنافير- الموجودتين في البحر الأحمر- للمملكة العربية السعودية، وما ترتب عليه من تظاهرة "جمعة الأرض" وإطلاق دعوات لتظاهرات أخرى.

التقى "مصراوي" الصحفي والمحلل السياسي هاني شكر الله، الرئيس السابق لصحيفة الأهرام ويكلي، وأحد مؤسسي المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، ومؤسس المركز العربي الإفريقي للأبحاث، والمدير التنفيذي لمؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية، ليجري معه حوارا حول أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام.

شهدت الشهور الأخيرة عدد من حوادث قتل رجال شرطة لمواطنين، هل تعتبر الانتهاكات الشرطية حالات فردية؟

لا اعتقد ذلك، انتهاك القانون من تقاليد المؤسسة الشرطية، فهي اعتقدت أنها سادت الشعب، وأحست بالإهانة بسبب الثورة، وفي جانب استعادة موضع السيادة والانتقام من الإهانة التي لحقت بها جرائها، عادت أكثر شراسة وبشاعة، ساهم فى ذلك غياب المحاسبة، ولكن مع كثرة الحوادث الفردية بحيث تكاد تكون جماعية نتمنى أن تخلق حالة من الإرادة السياسية للإصلاح وإعادة الهيكلة.

كيف ترى التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية بموجب قرار مجلس الوزراء الصادر في الـ9 من أبريل الجاري؟

اعتقد أن الطريقة التي تم الإعلان بها عن أحقية السعودية في الجزيرتين فيها إهانة واحتكار لشعب مصر، ومن غير المقبول أن يُفاجأ المصريون بالتنازل عن جزء من حدوده تاريخيا بهذا الشكل، خصوصا أن أمريكا وإسرائيل والسعودية كانت على علم تام.

لكن الرئيس قال في لقاء الأسرة المصرية إن الإعلان قبلها بشهور سيثير لغط يؤثر على عمل لجنة ترسيم الحدود البحرية؟

هذا حق لنا، في أي بلد من حق الناس أن تتساءل، لست خبيرا فلن أخوض في أمور فنية، لكن وقت كان عمري 17 عاما، وقعت هزيمة 67، وتيران ترتب عليها دماء وتضحيات وهزائم تلاها انتصارات، لذلك هي مصرية في وجداننا كشعب، وعلى أقل تقدير كان يمكن اللجوء للتحكيم الدولي للفصل في أحقيتها لأي البلدين، حتى لا يبدو أنه تم التفريط في جزء من الحدود الوطنية مقابل أموال واستثمارات، لكن التنازل عنها بهذه السهولة غير مقبول. ولكن في نظري هناك أبعاد أخرى للاتفاقات المصرية السعودية بدت ملامحها في الظهور؛ وهي الجهر بانفتاح سعودي على إسرائيل عبر تيران.

البعض رأى في تظاهرات "جمعة الأرض" بادرة اشتعال ثورة جديدة. ما رأيك؟

شخصيا لم أتوقع ثورة يناير، وفوجئت بها مثل حسني مبارك، وقبل 25 يناير لم يكن يمر عام إلا وهناك 30 او 40 دعوة للتظاهر، حتى يوم 25 توقعت أن الأعداد لن تفوق الـ200 من الشباب المتحمس وسيتم السيطرة عليهم، فلا يوجد حزب أو قوة أو زعيم يستطيع القيام بثورة أو حتى انتفاضة شعبية، وديناميكيات الحركة الشعبية لها منطقها الخاص ولا أحد يملك مفاتيح تحركها، واعتقد أن هذا جزء من أسباب حالة الذعر الذي يعيشه النظام جراء أي دعوات للتظاهر، لكن تلك الدعوات والتظاهرات مؤشر، والحقيقة أن المؤشرات كثرت على أن الوضع لم يعد يحتمل الإبقاء عليه. لكن كل ما أتمناه أن يكون التغيير إيجابيا وليس كارثيا، وذلك يتوقف على عناصر كثيرة جدا بما فيها النظام نفسه وكيف سيتعامل مع التغيير.

الرئيس السيسي ذكر في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي "أنه لا يمكن قياس مستوى حقوق الإنسان في مصر حسب المعايير الأوروبية". ما تعقيبك؟

هذه الحجة تسئ لثقافتنا، وتعتبر إهانة لجوهر إنسانيتنا، وكأن الخصوصية الثقافية والدينية في منطقتنا المنكوبة فرضت علينا التعذيب والسجن دون وجه حق، هذه حجة واهية ومعيبة وقديمة، خصوصا بعد ثورة أطاحت بحكم استمر 30 عاما وشارك فيها الملايين من كل أنحاء مصر تطالب بالحرية والكرامة الإنسانية.

 

هل تكفي الضغوط الأوروبية لانتزاع الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر ومنطقتنا العربية؟

أوروبا لها مجموعة من الأولويات في تعاملاتها بالشرق الأوسط؛ على رأسها العلاقات الجيدة مع إسرائيل، يتلوها نظام اقتصادي حر منفتح، ثم تأتي حقوق الإنسان في درجة متدنية على هذا السلم تحت ضغط الرأي العام الداخلي والهيئات الشعبية، وحديث الرئيس فرانسوا هولاند في مصر عن حقوق الأنسان لا يختلف كثيرا عن حديث جورج بوش لمبارك قبل الثورة "حان وقت أن تقود مصر الديمقراطية". ومع التثمين للجهود الأوروبية والأمريكية والأسيوية في التضامن مع حقوق الإنسان، إلا أن الضغوط الدولية لا يمكن التعويل عليها في انتزاعها. الديمقراطية حصلت عليها الملايين في الشوارع أبان الثورة، وقيم التسامح والتعايش حملها آلاف الشباب، هؤلاء هم مستقبل مصر.

هل ترى أن مناقشة قضايا داخلية مع مسئولين أجانب أو منظمات غير مصرية يسئ إلى سمعة مصر؟

لم يعد هناك مجتمعات مغلقة، واللغة العربية غير سرية، وبالتالي لا يمكن إخفاء قضايا داخلية عن المجتمع الدولي. وأتذكر أيام تظاهرات السفارة الأمريكية، اعتراضا على الفيلم المسيء للرسول، كتب الإخوان المسلمون على مواقعهم باللغة العربية ينادون بالذهاب للتظاهر وباللغة الإنجليزية يدينوا التظاهرات، فكان رد أحد أعضاء السفارة الأمريكية "إحنا بنعرف عربي".

 

حمل الرئيس السيسي في لقاء الأسرة المصرية الإعلام مسئولية تعقيد ملف الباحث الإيطالي جوليو ريجينى؟

بالتأكيد الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ليست المسئولة عن تعقيد ملف ريجيني. التخبط الرسمي كان واضحا بداية من الإعلان عن وفاته نتيجة حادث سير وآخره كان قتله على يد عصابة تنتحل صفة ضابط شرطة وتتخصص في خطف الأجانب، وبالتأكيد الإعلام لم يكن مسؤولا عن تعذيب الشاب وقتله.

بعض كتاب الرأي والمحللين يؤكدون بأن هناك صراعات بين الأجهزة الأمنية.. ما تعليقك؟

لا أعلم، ولا أملك أي معلومة تؤكد أو تنفي ذلك، لكن عندما تتحدث عن دولة عميقة فهذا وارد جدا، والظواهر الخارجية تعطي انطباع بأن الاجهزة المختلفة لا تبدو متوافقة تماما، وأي دولة في العالم يتكون الحكم فيها من عناصر مختلفة، وتلك العناصر لها أجهزتها ولها قوتها، بما في ذلك أمريكا بها البيت الأبيض والخارجية والبنتاجون والمجمع العسكري الصناعي، ومن الطبيعي أن يكون هناك نوع من التباينات الداخلية، لكن عندما تعبر تلك التباينات عن نفسها بشكل أكثر حدة، تكون حالة من عدم الاستقرار.

رفضت وصف أحد الحضور للنظام بالفاشي في أحد حلقات النقاش بحضور كلوديا روث نائبة رئيس البرلمان الألماني فما هو توصيفك له؟

النظام الفاشي أبشع ما عرفته البشرية، وهناك مجموعة من الشروط لابد توافرها حتى يوصف أي نظام بالفاشي، ولو كان النظام المصري فاشيا لم يكن يسمح حتى بحلقات نقاش تدور حول سياساته، لكن الثورة المضادة أتت لنا بمجموعة من البشر خاصة في الإعلام لا يمكن وصفهم إلا بالفاشية، لكن يمكن وصفه بالنظام الاستبدادي.

 

رأيك فيما يروجه البعض من مخاوف بشأن التحول إلى ما يشبه النموذج السوري أو العراقي؟

المصريون يعيشون في هذا الوادي منذ حوالي أكثر من 7000 سنة، ومصر ظلت بنفس حدودها تتسع ولا تقل لمدة تصل إلى 5000 سنة، واعتقد أن الحالة المصرية تختلف كثيرا عن حال جيرانها سواء في سوريا أو غيرها، وذلك لأن الشعب المصري يملك درجة عالية جدا من الانسجام الحضاري والثقافي، بجانب الطيبة رغم ما يظهر أحيانا من شراسة، لذلك مصر بعيدة كل البعد عن أحاديث التقسيم ومؤامرات التفتيت التي قد يروجها البعض، لكن اعتقد أننا يمكن أن نمر بفترات صعبة جدا، وباضطرابات كثيرة، لكن إحساسي الشخصي بطبيعة مصر يشعرني بدرجة كبيرة من الأمان.

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج