إعلان

مصير المهاجرين إلى أوروبا.. ما بين قبضة المُهربين وأمواج البحر العاتية

02:49 م الثلاثاء 18 أغسطس 2015

مصير المهاجرين إلى أوروبا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(أ ف ب):

تنتظر دعاء ـ اللاجئة السورية في الـ22 من عمرها والوالدة لطفلين ـ بقلق مرور الوقت في مدينة بودروم التركية، لعلها تكون هذه ليلتها الأخيرة قبل أن تبدأ رحلتها مع عائلتها لبناء حياة جديدة في أوروبا.

وتقول دعاء، إن زوجها دفع للمهربين 1200 دولار، عن كل فرد من العائلة، لتعبر على قارب مطاطي في رحلة قصيرة ولكن خطيرة من الساحل التركي وعبر بحر ايجه إلى جزيرة كوس اليونانية، وربما منها إلى حياة جديدة في الاتحاد الأوروبي.

وأثناء انتظارها زوجها في حديقة مبنى البلدية مع عائلتها، تروي دعاء ''زوجي يتحدث الآن مع الرجل (المهرب)، دفعنا 1200 دولار للفرد، ونخشى أن يأخذ الأموال ويختفي ببساطة ـ لا نعرف شيئا ـ من المفترض أن نذهب معه الساعة الـ11 مساء اليوم''.

ويغتنم المهاجرون الفارون من سوريا وأفغانستان ودول إفريقية أجواء الصيف الهادئة ليحاولوا يوميا عبور بحر ايجه من بودروم إلى جزيرة كوس اليونانية، وهي من بين الطرق الاقصر بحرا بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وخوفا من المغامرة وحدهم، يعتمد هؤلاء على المهربين الذين ينسقون الرحلة الكاملة من النقل البري إلى الصعود على متن قوارب الهجرة.

ويطلب المهربون تلك القوارب المطاطية من مدينتي إسطنبول وأزمير التركيتين ويتسلمونها عند محطات الحافلات.

ويروي حسن ''16 عاما''، الذي تعلم اللغة التركية في مخيم للاجئين السوريين على الحدود، ''طالبي الهجرة يتواصلون مع المهربين في جنوب شرق تركيا قبل ان ينتقلوا إلى مدينة بودروم السياحة لتبدأوا رحلة الهجرة''.

ويقول بإحباط: ''المهرب أبلغنا بأن علينا أن ننتظر ولا نعلم متى نغادر''.

وحسن ـ الذي لا يملك مالا للنزول في فندق ـ ينام مع مئة لاجئ آخر في ملعب للأطفال، ويقول إن ''الفنادق باهظة جدًا، سأبقى هنا لأسبوع، نحن لا نأكل سوى اللبن والخبز''.

وليس هناك ما يضمن للاجئين أن الأموال التي قدموها للمهربين ستؤمن لهم الرحلة المنشودة في ظل تعزيز انتشار القوات الأمنية التركية على ساحل بودروم.

وقال أحد عناصر الدرك التركي لوكالة فرانس برس، ''قبضنا اليوم على مهرب إيراني في الجرم المشهود'' موضحًا أن المهربين يأتون من دول مثل إيران وباكستان وسوريا وتركيا وحتى ساحل العاج''.

وبحسب عنصر الأمن، في حال إدانة المهرب الموقوف، فإنه يواجه عقوبة تصل إلى السجن ثماني سنوات.

أما في حال إلقاء القبض على لاجئين أثناء تهريبهم، وهو أمر يعتبر خرقا للحدود التركية، فتفرض عليهم غرامة قيمتها 770 دولارًا، ومن ثم يتم ارسالهم إلى أحد مكاتب دائرة الهجرة التركية ومن بعدها إلى مخيم للاجئين.

وقال أحد الأشخاص العاملين في عمليات الإغاثة: إن ''غالبية اللاجئين لا يمكنهم دفع الغرامة، ولذلك يذهبون إلى المخيم ليعودوا مجددًا''، موضحًا أنه رأى رجلًا يحاول العبور أربع مرات.

ووفق متين تشوراباتير، رئيس مركز أبحاث اللجوء والهجرة في أنقرة، فإنه مع استمرار النزاع لأكثر من أربع سنوات في سوريا فإن الكثير من اللاجئين السوريين الـ1,8 مليون في تركيا يفقدون الأمل في العودة إلى بلادهم، لذلك يحاولون عوضا عن ذلك الذهاب إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي.

ويقول تشوراباتير لوكالة فرانس برس، إن ''المهربين يشجعون اللاجئين على السفر إلى أوروبا ويعدونهم بحياة أفضل مقابل أموالهم''.

وأوضح أن هذه الأنشطة مربحة للمهربين وأن الأموال التي يحصلون عليها تتغير بحسب عاملين هما عدد الأشخاص الراغبين بالعبور ووجهتهم.

وبحسب بيانات الحكومة التركية التي أطلعت فرانس برس عليها، فان قوات خفر السواحل انقذت حوالى 18300 مهاجر في بحر ايجه الشهر الماضي وأكثر من 5275 الأسبوع الماضي وحده.

ولا يحمل اللاجئون معهم سوى القليل كون القوارب المطاطية مكتظة، ولكن غالبيتهم يؤكدون أنهم يحملون سترات نجاة لزيادة فرص نجاتهم في رحلة تستمر ساعات في البحر، حتى أن البعض يحمل معه عوامات من التي يضعها الأطفال أثناء السباحة.

وعوضا عن التوجه كالعادة إلى السياح في ذروة الصيف في مدينة سياحية مثل بودروم، تركز المحال اليوم على بيع سترات النجاة للاجئين.

ويقول أحد الباعة في محل للتذكارات طلب عدم الكشف عن اسمه، ''أبيع ما بين 100 و150 سترة نجاة أسبوعيًا''، مضيفا ''أشتري الواحدة بـ30 ليرة (10,50 دولارات) وابيعها بـ35 ليرة (12,25 دولارا)''.

وهو يبيع سترات النجاة هذه منذ ''16 عاما، ولكن في الماضي كنت أبيعها للسياح'' الذين يرتادون الملاهي المائية ونوادي السباحة.

وأوضح تاجر أخر، أن المحلات تستجيب بكل بساطة لطلب تحاري مضيفا ''لو كانوا سياحا لكنت بعت النبيذ''.

أما سائقو الأجرة فلا يشعرون بأي ذنب لنقلهم اللاجئين إلى الشواطئ، ليبدأوا رحلتهم الخطرة إلى أوروبا، فهم كغيرهم من الزبائن.

ويقول ممدوح، سائق الأجرة في بودروم، ''لا يستطع سائق الأجرة أن يقول: أنت لاجئ لا تصعد في سيارتي. فهم ليسوا سوى زبائن عاديين بالنسبة له''.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان