إعلان

ذوو الاحتياجات الخاصة.. أحلام بسيطة تائهة وسط نظرة سلبية من المجتمع

09:37 م الجمعة 27 نوفمبر 2015

ذوي الاحتياجات الخاصة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير- راندا طولان:

يحتاجون إلى رعاية من نوع خاص، ليس عطفًا عليهم، وإنما لظروفهم التي تتطلب تكيفًا خاصًا مع بيئتهم حيث يعيشون. يشكل ذوو الاحتياجات الخاصة جزءًا من المجتمع، الذي يرون أنهم أقل حظًا فيه بالمقارنة بالمجتمعات الأخرى.

أحلام بسيطة

وسط مباراة كرة قدم بين لاعبي مركز شباب زينهم، بمنطقة السيدة زينب، يقف رئيس لجنة الصم بالمركز، السيد محمد بسيوني، على أحد أطراف الملعب بابتسامه لا تفارقه مكتفيا بإعطاء إشارات بين الحين والآخر للاعبيه الذين يعانون أيضًا من ضعف في السمع وصعوبة في التحدث.

يحكي بسيوني عن طفولته التي أحب فيها ممارسة كرة القدم في مركز شباب الوايلي مع مجموعة من الأسوياء، "هناك صعوبة في التعامل معهم، لأنهم لا يعرفون لغة الإشارة"، ومن هنا وجدت الحاجة إلى تأسيس فريق كامل من ذوي الاحتياجات الخاصة، "وبالمناسبة أنا أحد مؤسسي فريق الصم بالمركز".

وأضاف بسيوني -خلال حديثه لمصراوي- أن هذا الفريق حقق فيما بعد إنجازات عديدة داخل مصر وخارجها، حيث حصل على المركز الأول ببطولة جنوب أفريقيا عام2011 وحصل على المركز الثاني في بطولة كأس العالم 2012، والمركز الرابع في البطولة التي أقيمت في بلغاريا.

"أحلامهم بسيطة كحياتهم، يرضون بالقليل"، هكذا بدأ فؤاد عبدالحميد مدرب منتخب مصر للصم والبكم حديثه، مشيرًا إلى مدى تفوقهم وإرادتهم وقدرتهم على التحدي.

ويشير عبد الحميد إلى ضرورة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير راتب شهري للاعبي المنتخب يكفي احتياجاتهم، موضحًا أن دعم اللجنة البارالمبية لا يكفي.

لقمة العيش

ومن الملعب إلى ورشة النجارة أو صيانة إحدى التليفونات المعطلة؛ يتحرك محمد طه، أحد لاعبي المنتخب، ليكفي احتياجات أسرته، وعلى الرغم من أن كرة القدم تتصدر اهتماماته إلا أن لقمة العيش اضطرته للعمل "نجار موبيليا"، وفني صيانة تليفونات.

يتحدث طه لمصراوي عن قضية نقص التمويل، حيث يؤكد أنه لا يحصل من مركز الشباب سوى على بدل انتقالات وتغذية، ويتقاضى من الاتحاد 500 جنيه، ولكن "في أوقات البطولات فقط".

سوء التعليم

في حين، يريد محمد صديق، أحد اللاعبين بفريق الصم والبكم في مركز شباب زينهم؛ أن يصبح مدربًا، وضمن أعضاء لجنة التحكيم بالاتحاد، ورغم حصوله على مؤهل متوسط، إلا أنه لا يجيد القراءة أو الكتابة، معللاً ذلك بسوء حالة التعليم بالمدارس التي تقبلهم، وانعدام كفاءة المعلمين وضعف قدراتهم على التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأضاف محمد أنه لا توجد مشاكل تذكر مع غيره من الأسوياء، بل تجمعهم علاقات صداقة ومحبة، فهم جميعا يعيشون في نفس المجتمع، ولهم حقوق وعليهم واجبات.

حلم رئاسة الوزراء

مركز الشباب يجمع هؤلاء، ولكن الجامعة تجمع الكثير في مجتمع أكبر يحتاج مهارات أكبر للتكيف معه، يدرس أحمد عبدالمنعم، بالفرقة الرابعة في كلية الإعلام، جامعة القاهرة، ورغم إعاقته التي تمنعه من رؤية النور، إلا أن نور قلبه أضاء الطريق أمام طموحاته وأحلامه التي انحرفت قليلًا عن مسارها، فبعد أن كان يتمنى أن يصبح مقدم برامج، التحق بقسم العلاقات العامة والإعلان في كليته، لما لمسه من حسن معاملة أساتذته بالكلية وتمكنهم من المادة العلمية.

يعتبر أحمد أن الحياة الإنسانية في نظره علاقة تبادلية، وأكثر ما يثير غضبه هو نظرة المجتمع للكفيف التي تملؤها الشفقة والعطف، والتي تجعل من الكفيف شخص مسكين، ومحدود القدرات، وبحاجة للمساعدة، "يتناسون أن الله مثلما حَرَمَ مَنَح، وكما منع أوصل، فالقدرات لا تتوقف لإعاقة".

سلم طويل يصعده أحمد بهدوء ويعرف ماذا يريد في كل خطوة، يريد أن يصبح ذات يوم رئيسًا للوزراء، ولكن قبلها "أريد أن اتدرج في السلك الأكاديمي بكل مراحله".

الحياة العملية

وإلى سوق العمل، تتحدث أسماء محمود، تعمل أخصائي تحليل وتصميم ومتابعه بإحدى شركات القطاع الخاص، "لازم نقدر نتحدى نفسنا ونحقق هدفنا، عشان نقدر نتحدى أفكار الناس أصحاب الثقافة المحدودة عن إعاقتنا".

وأضافت أسماء أنها تشعر بظلم كبير نتيجة لنظرة المجتمع إلي ذوى الاحتياجات الخاصة لكنها لاتتأثر نفسيًا بما يقولونه، "أنا عضو بجمعية الـ 7 مليون معاق، التي تهدف إلى تغيير نظرة المجتمع السلبية تجاه ذوي الإعاقة".

الحق الدستوري

واجتماعيًا، يوضح عبد الحميد زيد رئيس قسم الاجتماع بجامعة الفيوم، أن مشكلة ذوي الاحتياجات الخاصة مشكلة حقيقية تؤثر في المجتمع، مشيرًا إلى أن "الدستور الجديد أولى اهتماما بذوي الاحتياجات الخاصة حيث ينص على أن نسبة 5% من التعيينات يجب أن توجه إليهم، لكن هذا القانون انتهك مرتين، الأولى من قبل أصحاب الأعمال والجهات الإدارية التي لاتطبق هذا القانون بحرفية، والثانية حينما يتحايل بعض الأصحاء ويستخرجون شهادات تشير إلى أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة لينضموا إلى نسبة الـ 5%".

ويرى زيد أن الحل في إعادة صياغة التشريعات والقوانين التي من شأنها أن تحقق مطالبهم واحتياجاتهم، ناصحًا وسائل الإعلام بالمهنية، في القضايا التي تتعلق بقضايا ذوي الإعاقة، من خلال مشاركة الإعلاميين في وضع استراتيجية وتكريث وغرس رأي عام للمسئولية الاجتماعية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأشار رئيس قسم الاجتماع بجامعة الفيوم، إلى أهمية دور الدولة في تبني خطة استراتيجية عامة لمساعدة هؤلاء وإدخالهم في العملية الإنتاجية؛ فكل منهم يمكن أن يؤدي دور في مجال ما قد لايستطيع غيره من الأسوياء أن يفعله.

وخصصت منظمة الأمم المتحدة، يوم 3 ديسمبر من كل عام، للاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج