إعلان

مصراوي يكشف مخططات الميليشيات الالكترونية الجديدة ضد الدولة

02:39 م الخميس 29 يناير 2015

كتبت - نور عبد القادر:

''أفوض أنا المواطن (فلان الفلاني) حركات مجهولين والمقاومة الشعبية والعقاب الثوري بكافة أشكالها وأنواعها ومعتقداتها بالقصاص من كل من خان هذا الوطن وأعتمدها كسلطات ثلاث للدولة المصرية الشرعية، سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية مؤقتا لحين عودة الرئيس الشرعي والبرلمان الشرعي وتولى أمور البلاد''.كان ذلك نص التفويض الذي انتشر عقب الذكري الرابعة للثورة، وطالبت صفحة رابطة محبي جماعة الاخوان المسلمين وأحرار مسلمون، وغيرها من الصفحات الإلكترونية والتي طلبت أعضائها تفويضا بأعمال عنف في الفترة الأخيرة.

لم تكن الأحداث التي شهدت البلاد مؤخراً أمر عشوائيا وغير مدبر، فأغلب أعمال الحرق والتفجير تم الإعلان عنها قبل حدوثها ببعض صفحات إلكترونية ، ولم تكتف تلك الصفحات بنشر البيانات المحرضة على العنف بدعوى الجهاد وتحديد أماكن منشآت عامة وخاصة لاستهدافها، بل قامت بتوضيح طرق صناعة القنابل اليدوية وآلية زرعها، وكيفية استهداف مدرعات الجيش وتعطيل عربات الشرطة، واستهداف الضباط بذكر عناوين منازلهم ووضع صورهم بصحبة عائلتهم.

خسائر الذكرى الرابعة للثورة

يشار إلى أن أعداد القنابل المعلن عن تفكيكها خلال ذكري الثورة ما يقارب 25 قنبلة، وتجاوز أعداد القتلى 23 قتيلا - حسب الراوية الرسمية لوزارة الصحة، بالإضافة لعشرات الجرحى، كما وصلت خسائر السكك الحديد جراء الأعمال الإرهابية حوالي 215 مليون، وبلغت خسائر قطاع الكهرباء خلال ذكري الثورة من جراء حرق المحولات حوالي 22 مليون جنيه، هذا بالإضافة لأعمال قطع الطرق وحرق المحال الخاصة.

مليشيات إلكترونية

سعي ''مصراوي'' لرصد مجموعة من الصفحات الالكترونية التي دعت لأحداث العنف الاخيرة، وواكب نشأتها ذكري الثورة الرابعة، ومنها المقاومة الشعبية، والعقاب الثوري، ومجهولون ضد الانقلاب، وحركة التوحيد والجهاد، وحركة أجناد مصر، وثوار بني سويف، وأحرار مسلمون، ومحبي جماعة الاخوان المسلمين)، وكان من الملاحظ أن تلك الصفحات على مدار اليومين الماضيين فقد نشرت بيانات موحدة و تشابهت لحد كبير في مطالبها وأهدافها وآليتها لجذب الشباب لارتكاب أعمال العنف، وهو ما يعني أن القائم على إدارتها مجموعات تنسق بين بعض البعض وتتبع جهة بعينها وتخدم هدف بعينه.

إعداد ''المجهولون''

تواصل مصراوي - عبر حساب وهمي على فيس بوك لشخص يريد الانضمام لتلك الجماعات - مع القائم على إدارة صفحة ''مجهولون ضد الانقلاب''، وهي الحركة التى أعلنت عن سعيها للعديد من عمليات قطع الطرق وحرق المنشآت العامة، ثم بثت بيانات تفيد بالقيام بها ودللت بالصور، ولم يتوقف دورها على الأعمال الارهابية، بل سعت لصناعة ما يسمى بـ''الثائر المجهول''، وهو الذي يقوم بالحرق والقتل والتخريب دون الرجوع لتنظيم أو الانضمام لجماعة، ودعت لذلك بدعوى الجهاد وخلق الدولة الاسلامية.

يقول القائم على الصفحة :'' الفوضى هي الحل، ودورنا هو الإعلان عن أماكن المسيرات، وتحديد الأماكن المطلوب استهدافها، وإمداد المجهولين بعنوانين ضباط والتنسيق مع بقية الحركات مثل مجهولون مدينة نصر ومجهولون كرداسة وحركة ثوار بني سويف''.

وتابع: ''المجهولون لا يبحثون عن شهرة ويقدمون كل ما يملكون ويموتون دون أن يعرفهم أحد ولكن الله يعلمهم، ويكرسوا حياتهم للجهاد، فالمجد للمجهولين، هم المقاومة الشعبية'' - على حد تعبيره.

وحينما استفسرنا حول الحركة وهدفها أكد القائم عليها :'' فيه ناس بتسأل من هم المجهولين، هم المقاومة الشعبية، وطالما غاب العدل فأنه يلزم ظهور المجهولين لاسترداده ونصرة الدين'' - على حد قوله.

آلية الانضمام لتلك الجماعات

وطالب القائم على حركة (مجهولون كرداسة ) باستهداف القضاة والإعلاميين والضباط والجنود الفاسدين.

وشرح القائم على الصفحة - عبر محادثات على موقع ''فيس بوك'' آلية الانضمام لهم:'' عليك بنشر البيانات والدفاع عنا وتحريض المؤمنين على الجهاد وتعليم الشباب آلية صناعة العبوات وزرعها للقصاص وهدم الدولة ، ونشر تجمعات وعنوانين الضباط لتسهيل عمليه استهدافهم من قبل المجهولين''.

واستكمالا لرصد حركات العنف وأبرزها مؤخرا حركة ''العقاب الثوري''، وهي الصفحة التي نشرت بيانات 38 ضابطا وطالبت بسرعة استهدفهم لكونهم من شاركوا في فض رابعة.

التسليح

يبرر القائم على إدارة الصفحة ذلك بآنه لابد من القصاص من المجرمين ليس من خلال قوانين الدولة ، ولكن بأيدي المجهولين وهو القصاص الذي يشفي الصدور، ويخلق الدولة الاسلامية ويعجل بخروج الاسري.

وتابع:'' تنتهج الثورة الأن مسارها الصحيح للتخلص من النظم الديكتاتورية والقمعية التي تعمل على وأد الثورة فلا سبيل إﻻ بامتلاك القوة المسلحة للمجهولين''.

وأعلنت تلك الصفحة عن مجموعة من ''الهاشتاجات'' التي انتشرت عبر صفحات الداعية للعنف والارهاب والمؤيدين لها ومنها؛ هاشتاج المقاومة الشعبية والعقاب الثوري والدولة الاسلامية ومصر إسلامية وثوار وأحرار من آجل استقطاب الشباب لها.

استهداف الجيش والشرطة

ومن أبرز حركات العنف مؤخراً ''المقاومة الشعبية''، والتي أعلنت عن إنها ستدخل ميدان التحرير قريبا، وذكر القائم عليها أن بحوزتهم أسماء لواءات الجيش والشرطة المكلفين بغلق الميادين، وأسماء الجنود المكلفين بغلق الميادين والكتائب التي جاءوا منها والموجودون داخل المدرعات، وأرقام الأسلحة المُوزعة عليهم، والتي وقع عليها كل جندي عند التسليم.

وقامت تلك الصفحة بنشر فاعليات مظاهرات الاخوان خلال الذكري الرابعة للثورة، ونشر بيان المتحدث الجديد لجماعة الاخوان.

التبعية للإخوان

يوضح أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، تبعية تلك الصفحات لجماعة الاخوان، قائلا: ''تتبع تلك الصفحات جماعة الإخوان المسلمين، وهو يعني أنها تتجه للعنف بشكل صريح الآن، وليس باستحياء كما كان في السابق من أجل تدمير الدولة''.

فيما يقول القائم علي إدارة صفحة ''المقاومة الشعبية'':'' لابد من مهاجمه كل ما يخص الداخلية من سيارات وأقسام شرطه فكلهم هدف مشروع لنا، وكذلك مهاجمة مؤسسات الجيش، وكل ذلك من أجل انتفاضة الشباب المسلم'' - على حد وصفه.

فتاوي الجهاد

''فرض عليكم الجهاد دفاعا عن دينكم واعراضكم ..فجاهدوا ولا تتخلفوا عن هذا الواجب، فهذا الجيش يحمي ويُقاتل من أجل دولة علمانية، وبالتالي هو كفر وردة والدليل قوله تعالى: (والذين كفروا يُقاتلون في سبيل الطاغوت)، هكذا أفاد لنا مسؤول صفحة ''التوحيد والجهاد'' عن مفهوم الجهاد لديهم.

وبرر ذلك بأنهم يروا أن الجيش المصري امتنع عن تطبيق شرع الله، وباتوا من الخوارج أو الفئة الباغية والممتنعة وهذا يعني وجوب قتالها لحفظ الدين وإقامة شرع الله - على حد زعمه، مضيفاً أن سيد قطب قد قال إنه لابد من مواجهة الشر المسلح بالخير المسلح ولقاء الباطل المتترس بالعدد بالحق المتوشح بالعدة.

تحريم الفتاوي

مفتي الجمهورية دكتور شوقي علام، قد أصدر فتوى رسمية تؤكد حرمة استهداف مقار وجنود القوات المسلحة والشرطة، وأوضح أن تلك الأعمال الإجرامية الجبانة ليست من الإسلام فى شيء، ولا تصدر إلا ممن باع دينه بدنياه وضل السبيل، وإنها فتاوي شيوخ الفتنة ودعاة التكفير وهي باطلة لأنها تستبيح القتل باسم الدين، وإنها خيانة لله وللوطن تستحق أقصى عقوبة، وتستوجب تطبيق حد الحرابة على المجرمين.

ومن خلال التواصل مع المسؤول الاعلامي لحركة أجناد مصر ويدعى '' بلال القاهري'' قال:'' الجهاد في مصر الآن فرض عين ويجب على كل مسلم مكلف أن يبادر للقيام به، وألا يبخل فيه بجهد أو مال، وهو جهاد دفع لا نملك أن نتأخر عنه، وقد قتل (الطاغوت) رجالنا واستحيى نسائنا وسجن شبابنا، ومستمر في صياله على الدين والعرض، فتقصيرنا في قتاله جريمة'' - على حد قوله.

وأضاف لمصراوي: ''لقد قمنا بأعمال عظيمة على مدار الايام الماضية وموعدنا 30 يناير لنصرة الحق والجهاد في سبيل الدولة الاسلامية''، مطالبا بضرورة التحريض على القتال وبيان أهمية الجهاد في حياة المسلمين وما يترتب عليه من عز وكرامة وتوضيح عواقب التخلف عنه من ذل وهوان - على حسب تعبيره.

وفي محاولة للاستقطاب للعمل ضد تلك الحركة نصح بضرورة عليك نشر دعوتهم بين الناس، وإرسال رسائل بمفهوم الجهاد وفي كل مكان وعبر شبكة الانترنت، فعلى حد قوله، لابد من بيان حال هؤلاء الطواغيت وحكمهم ووجوب قتالهم وحث كل مسلم أن يكون له دور في التحريض، والدعوة للتظاهر من إجل لإقامة حكم يسير بشرع الله.

أبرز أساليب الاخوان

أحمد بان، الباحث الاسلامي، أكد أن التنظيم مازال مسيطر على قواعده ويخطط بشكل مركزي عليه من خلال مليشيات إلكترونية، فخطاب الجماعة مزدوج وسياستها أيضا، والجماعة تتحول حاليا بشكل واسع تجاه العنف، وهو ما حدث خلال الذكري الرابعة لثورة 25 ينيار، وسيستمر خلال الأيام المقبلة، وتسعى للقصاص من خلال تدمير مؤسسات الدولة''.

وأوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أن'' الجماعة بعد مظاهرات رابعة تسعى للمراهنة على مظاهرات آخري، وأنهم في الوقت الراهن يراهنون على خلق بؤر جديدة ربما تكون في المطرية أو غيرها لتكبر مع الوقت'' - وفقا لحديثه.

وأفاد ''بان'' أن هناك الآن تجديد في خطاب الجماعة وهناك بالفعل متحدث جديد للإخوان يتحدث عن خطاب ثوري وهي شفرة وتعنى التحول للعنف، وبدء هدم الدولة من خلال الهجوم على مقرات الشرطة وحرق المنشآت، وبالفعل أعلنوا عن حوادث قبل أن تعلن عنها وسائل الاعلام''.

العقيد خالد عكاشة، الخبير الأمني، يؤكد أن تلك الصفحات الإلكترونية التي تبنت ودعت لأعمال العنف والإرهاب خلال ذكري الثورة، ومازالت تبث نشراتها إلكترونيا، من الصعب السيطرة عليها أمنيا ، فهي تتبع جماعات تدار من الخارج وغالبا من تركيا ولندن- حسب قوله.

''يقومون بإنشاء مئات الصفحات، فحتى لو تم إغلاق أحدها تعمل البقية، فهي تدار بشكل منظم من قبل شخصيات متطرفة، وللأسف استغلال الفضاء الالكتروني وجرائمه أزمة تعانى منها كافة الدول ويصعب السيطرة عليها '' - موضحا صعوبة الرقابة عليها.

آلية الرقابة

أما دكتور حسام لطفي، خبير جرائم الانترنت، فيشرح إنشاء الصفحات الالكترونية التي تحرض على العنف والإرهاب، ما هي إلا وسيلة لارتكاب جريمة، ويعاقب عليها القانون الجنائي، فاستخدام الانترنت وسيلة كأي وسيلة .

وأكد أن الإدارة العامة للمعلومات تقوم بتتبع تلك الصفحات، كما يقوم المرفق القومي لتنظيم الاتصالات بحصرها ومراقبتها، خاصة إذا كانت تتعلق بجرائم الأمن القومي.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج