إعلان

بالفيديو والصور.."مصراوي" يفتح ملف اغتيال القصور التاريخية بقنا.. "مافيا" يدمرونها بحجة "سكن الجن"

02:40 م الأربعاء 12 أبريل 2017

القصور التاريخية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

محافظة قنا - عبدالرحمن القرشي:

حرب إبادة شاملة منظمة تشنها ما توصف بـ"مافيا" سوق العقارات والأبراج علي القصور ذات الطابع التاريخي والمعماري من أجل بناء أبراج سكنية شاهقة بدلا منها عقب هدمها وتدميرها، لجني ثروات مالية طائلة.

جاء ذلك عقب رواج سوق العقارات بمحافظة قنا، التي تتميز بانتشار أكثر من 140 قصر ذو طابع معماري وتاريخي فريد يعود للقرن 19 أو العهد الملكي، بنيت بأيدي أشهر مهندسي أوروبا.

وجاءت الحجة بهدم القصور في كونها أنها لا تتبع وزارة الآثار، وفقط تشرف عليها وزارة الحكم المحلي التي طبقا لتوصيف العديد من المراقبين لا تجيد إدارة ملف حماية هذه المباني التاريخية.

قصور 2

بداية الدمار .. قصر الزعيم مكرم عبيد

ويعتبر قصر مكرم بيك عبيد تحفة معمارية نادرة بنيت علي الطراز الأوروبي بالقرن 19 علي مساحة 6 قراريط ويحتوي من الداخل علي لوحات رسومات فنية لكبار الفنانين الأوربيين بذلك الوقت وكذلك العديد من الزخارف العربية النادرة، واستقبل القصر كافة زعماء الحركة الوطنية بالقرن 19 وعلي رأسهم الزعيم سعد زغلول خلال زيارته لصعيد مصر .

ويعرف مكرم عبيد بوطنيته الخالصة التي أجمع عليها كافة المؤرخون وللتعريف به ، ولد مكرم بيك عبيد بمحافظة قنا عام 1889 عمل وزيرا للمالية في ثلاثة وزارات متتالية ، وكان أحد أبرز رموز الحركة الوطنية ، وتم نفيه مع الزعيم سعد زغلول إلي جزيرة مالطا بعد مطالباته بضرورة رحيل الاحتلال الانجليزي عن مصر وكان أول نقيبا للمحامين وأول من نادي بإنشاء النقابات المهنية والعمالية وعمل علي توحيد جبهة حزب الوفد عقب رحيل الزعيم سعد زغلول .

الدمار سيطر علي القصر عقب الارتفاع الجنوني لأسعار العقارات ..في عام 2013 عقب ثورة 30 من يونيو كانت الكارثة الكبرى حينما فتحت "مافيا" العقارات المياه علي جدران وأساسات القصر وضخ العديد من المواد الكيميائية التي تسبب تآكل الجدران، طبقا لتقرير النيابة العامة، رغم كون القصر ملاصقا لمدرية أمن قنا مما تسبب في النهاية لسقوط وتدمير أكثر من نصف القصر أمام أعين الجميع الأمر الذي تسبب في حالة غضب عارمة في أوساط علماء الآثار ورموز الثقافة ليس بقنا فحسب ولكن علي مستوي كافة أنحاء الجمهورية ، وبعدها قرر اللواء عبد الحميد –محافظ قنا- عقب انهيار قصر " مكرم عبيد" بعامين أرسل خطاب في 20 -5- 2015 الى جامعة جنوب الوادى أمر فيه بتشكيل لجنة من اساتذة كلية الأثار لحصر القصور والمبانى التاريخية للحفاظ عليها وهو أحد أعضاء هذه اللجنة المعنية بذالك مشيرا الى أن المبانى التاريخية ذاكرة المحافظة والحفاظ عليها واجب وطنى ومن الممكن تضع محافظة قنا على الخريطة السياحية من خلال استغلالها واعادة توظيفها في الحفاظ على الحرف التراثية وعرض منتجات الحرف اليدوية إذ يعمل الموقع المستثمر على تشجيع وإحياء مهن وحرف تقليدية توشك أن تندثر أمام الزحف التكنولوجي الحديث في كل مناحي الحياة وليس هناك شك في أن الاستثمار في مواقع التراث العمراني وتشغيلها من قبل الحرفيين وغيرهم يحقق منافع اقتصادية واجتماعية على كل المستويات من خلال تشغيل وتوظيف العمالة والقضاء على البطالة من جهة وتحقيق منافع اجتماعية شاملة تسعى الدولة إلى تحقيقها من جهة أخرى ، وجرى حصر تلك القصور في 102 بينما بعض الأثريين ومحبيِ التراث أكدوا أن ذات الطابع التاريخي تصل 150 قصرًا من العهد الملكي.

قصور 3

المؤامرة تطال 5 قصور أخرى

استمرت الاعتداءات من عام 2013 وحتي أبريل عام 2017 لتدمر أكثر من 6 قصور أخري بعضها بالحرق و الأخرى بالهدم المتعمد وبنيت العديد من الأبراج الشاهقة دون أن يتحرك ساكنا للحكومة ولعل آخر تلك المباني التاريخية قصر فاضل باشا بوسط مدينة قنا والذي اشتعلت بها النيران الكثيفة بعد أن غرقت جدران المبني بالمواد الحارقة وتحول لبيت للأشباح ، وفوجئ أهالي مدينة قنا في أبريل الجاري ببداية هدم أحد أجمل المنشآت التي بنيت عام 1920 بوسط المدينة مع الإعلان عن إقامة برج سكني مكانه.

جرائم تدمير القصور.. وغياب الرقابة الأمنية

أكثر من 6 قصور سجلت جرائم تدميرها وحرقها ضد مجهول رغم العثور علي مواد كيميائية وأخرى شديدة الاشتعال.

وعقب انهيار القصور على يد مجهول فوجئ الأهالي بمافيا العقارات والأبراج السكنية من الملاك الجدد لتلك القصور يتهمون الجن والعفاريت بدمارها وهنا يتهم العديد من المراقبين الأجهزة الأمنية بالتقصير في حماية تلك المبان من عصابات الهدم والتدمير المنظم .

الوضع الحالي للقصور المنهارة

وذكر أهالي لـ"مصراوي" أن بعض القصور المنهارة تحولت لمأوى للحيوانات الضالة والقمامة فباتت تسيء لواجهة محافظة قنا الحضارية رغم إمكانية بعض تلك القصور للترميم واستعادة الاستفادة منها، لتضع المحافظة على الخريطة السياحية ما يخلق فرص عمل واستثمار للمحافظة الفقيرة.

مطالب بتحويل القصور لمتاحف

طالبت الدكتورة أهداب حسني جلال – أستاذ بكلية الآثار جامعة جنوب الوادي – بتحويل القصور ذات الطابع المعماري كمتاحف فنية وضخ التحف التي تعج بها بمخازن الآثار بتلك المتاحف والقصور، بحسب قولها.

وأضافت:" من الممكن أن تحظى محافظة قنا بوضعها على الخريطة السياحية بخطوة تحويل القصور لمتاحف".

مؤسسة "بدران " تناشد بإلحاق القصور التاريخية لوزارة الآثار

أبدى الدكتور محمد أبوالفضل بدران -الأمين عام المجلس الأعلى للثقافة السابق - ورئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق - حزنه بعد ما وصفه بالخطر الذي يواجه التراث في قنا.

قصور 4

وقال بدران "اجتاحت حمى هدم القصور التاريخية وتحويلها للأبراج سكنية بمحافظة قنا عقب ثورة 25 يناير وبدأت في تأسيس مؤسسة أبوالفضل بدران للتنمية والعلوم الثقافية والحفاظ على المبانى التاريخية والحرف التراثية المشهرة برقم 12لسنة 2014 ورصدت بشوارع المحافظة ما تبقى من المبانى التاريخية وما يشترى ويباع من مقتنياتها مثل أبواب مزخرفة ورسومات فنية بواسطة تُجار الروبابيكيا والخردة، عقب هدم القصور وتحولها لأكوام تراب.. أنا اشتريت منهم بعض المقتنيات لحفظها داخل تلك المؤسسة وتسجيلها لتبقى شاهدة على تاريخ المحافظة".

وطالب بدران في تصريحات خاصة لـ" مصراوي" بضرورة الاهتمام بالمباني التراثية كونها تحمل جزءًا من التاريخ المعاصر وذات مظهر جمالي".

وأضاف:"علي سبيل المثال حينما بعثت لدولة ألمانيا كنت أجد الدولة هناك تحافظ بشغف على هذه الأبنية ذات الطابع التاريخي، فتجد وسط أي مدينة ألمانية بيوت كما هي رغم مرور قرنين أو أكثر من الزمان عليها ولم يفكر أحد في هدمها أوتحويلها لناطحات سحاب".

وأضاف بدران " يجب وضع تشريع يعاقب هادمي القصور التاريخية".

وكان الدكتور أحمد زكي بدرالسابق، وزير التنمية المحلية، صرح بأن جريمة هدم القصور ذات الطابع المعماري لا تسقط بالتقادم و"من يهدم قصر ويبني برجا سكنيًا أو عقارًا آخر يحكم على الجديد بالإزالة الفورية".

وطالب أهالي بسرعة التحرك العاجل لإنقاذ ما يقارب من 100 قصر ذو طبيعة معمارية فريدة بقنا، قبل أن تطالهم يد "مافيا" الأبراج، وفرض الحراسة الأمنية عليها وتأخذ تعهد من ملاكها الجدد أوالقدامي بعدم هدمهما أو تدميرها.

فيديو قد يعجبك: