إعلان

بالفيديو والصور- عقب عام من استشهاده بسيناء.. أسرة شهيد بورسعيد :"مخدناش حقه"

10:32 ص الإثنين 23 مايو 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بورسعيد - طارق الرفاعي:

حجرة صغيرة داخل منزل متهالك بقرية أم خلف جنوب محافظة بورسعيد، ذلك المنزل الذي يكاد سقفه يسقط فوق رأسك وقدمك تسير برفق علي أرضيته التي قاربت علي الانهيار تجد صورة لشاب بالعشرينيات من عمره بأحد أركان الحجرة بجانبها علم مصر وأسفلها سريرين ينام عليهما رجل وامرأة تخطيا حاجز الستون عام، وبينهما حقيبة مصنوعة من البلاستيك تسلما بداخلها منذ قرابة العام جثة ابنهما الشهيد أحمد السادات.

رجل عجوز فقير يمسك بيد كل من يقابله في الطريق ليروي له قصة ابنه وحقه الذي وصفه بـ"الضائع"، وسيدة من الريف المصري الأصيل الذي لم تفارقه منذ مولدها في الخمسينيات ولا تعرف عن المدينة سوي حكايات ابنها الذي استشهد في يونيو من عام 2015 بإحدى العمليات الارهابية بسيناء، تلك السيدة التي لم تفارق الدموع عينها منذ ذلك اليوم الذي أسمته :"أسود أيام حياتها".

عاوز حق ابني
عاوز حق ابني .. كانت تلك الجملة التي تتردد كلماتها باستمرار بأرجاء القرية الفقيرة بصفة يومية من لسان الحاج السادات نور الدين، والد الشهيد أحمد السادات، مجند شرطة استشهد بسيناء، والذي تحدث- بنبرة حزن شديدة - :"ابني استشهد قبل شهر رمضان الماضي ومن يومها لم تقم الدولة بأي واجب لنا، لا معاش أو حج لي ولوالدته، وسعيت كثيراً لأحصل علي 5 أفدنة حتي أرسل لي المهندس محمد محود طلبة، مدير عام الملكية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، خطاب في نوفمبر من العام الماضي يفيد أنه جاري حصر الأراضي الصالحة لتوزيعها علي أسر الشهداء تمهيداً لعرضها علي رئيس مجلس الوزراء للتصديق علي تخصيصها، ومن وقتها لم يحدث أي جديد ولم نحصل علي قطعة الأرض".

وتابع: "تحدثت مع المحافظ وأيضاً وكيل مجلس النواب، سليمان وهدان، دون أي جدوي، حتي منزلنا الشبه منهار لم يسأل عنا احد ولم يقم أحد بإصلاحه وأخشي أن أري ابني الأخر يموت أسفل أنقاضه أمام عيني".

جثة داخل حقيبة بلاستيك
أخو الشهيد أحمد، يقول -غاضباً -:"أبي أجرى 4 عمليات، ومنذ سنوات طويلة وهو من المظلومين بهذه البلد، كل ما نريده حق الشهيد الذي ذهب إلي الشيخ زويد لخدمة الوطن وعاد إلينا جثة ملفوفة بعلم مصر داخل حقيبة بلاستيك.

القصاص
حسبي الله ونعم الوكيل.. كانت تلك أولي كلمات أم الشهيد وهي باكية أثناء حديثها عن ابنها قائلة:" "حسبي الله ونعم الوكيل لا أريد سوي القصاص لابني، أريد رؤية قتلته غارقين في دمائهم أمام عيني، وكل الذي أطلبه هو الذهاب لأداء فريضة الحج مع والده، بالإضافة إلي أنه منذ عام ونحن "دايخين" للحصول علي قطعة أرض لمساعدتنا علي مصاريف الحياة، والفلوس التي حصلنا عليها ذهبت كمصاريف للحصول علي حق ابني الشهيد، هل هذا حرام ام حلال، فلوس الدنيا كلها متساويش شعرة من ابني، لكننا نريد حقه".

فيديو قد يعجبك: