إعلان

"الضنك" وباء مجهول حَير الأهالي وكشفته "الزاعجة المصرية" - صور

04:33 م الخميس 11 فبراير 2016

القمامة والمياه الراكدة بمصرف أخر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنيا ـــ ريمون الراوي:

تعاملت وزارة الصحة المصرية بشفافية وصراحة مع وباء ما يسمى بـحمي "زيكا"، عندما أعلن وزير الصحة عن تلقيه معلومات عن رصد البعوضة الناقلة للمرض، في مناطق ما بين محافظتي المنيا وأسيوط، وتتبع "مصراوي" معلومات الصحة عن البعوضة لتتكتشف "المفاجأة".

وتبين أن الأمراض التي ينقلها البعوض لاتتوقف عند حمى زيكا فقط، ولم يثبت حتى الآن إصابة أيا من مواطني المنيا بها، إنما تعدى الأمر ذلك لإصابة أعداد من الأهالي بحمي أخري تدعي "ضنك"، "حيرت" الأهالي ومعالجيهم حتى تم التعرف على الأمر وتشخصيه، وتبين أن سبب نقلها بعوضة تسمي "الزاعجة المصرية".

الزاعجة

وحمي "الضنك" أو "أبو الركب" كما يلقبها الأهالي، اسمها العلمي "Dengue Fever"، و هو مرض يسببه فيروس ينقله في الإنسان نوع من البعوض.

وكشف الأهالي أنه بينما كانت وزارة الصحة، في عهد حكومات سابقة، تنفي ظهور أمراض أو عدوى مجهولة، كان البعوض ينقل الضنك بين المرضي، وتحركت مديرية الصحة بالمنيا، عندما نظمت حملة بدأت في الخريف الماضي ببعض قري جنوب المنيا، لحث الأهالي على رفع الأواني الفخارية من المنازل ومكافحة المياه الراكدة التي يضع بها البعوض بويضاته.

وقال أحمد عبد المالك، من أهالي قرية "دلجا"، إن القرية شهدت حالات مرضية متعددة خلال الصيف الماضي، احتار فيها أسر عشرات المرضى، والذين تنقلوا بين العيادات الخاصة والمراكز الطبية الحكومية، دون أن يتوصلوا لحقيقة مرضهم.

وأضاف أن الأطباء احتاروا ما بين الأنفلونزا الموسمية المعروفة وحمي التيفويد و الباراتيفويد، وأثبتت تحاليل المرضي سلبية كل التكهنات، و كانت الأعراض تشير لكونها نوع من أنواع الحمي، لكنها كانت مجهولة بالنسبة للأطباء.

و تابع عبد الملك أنه بينما كنت وزارة الصحة تنفي و تصدر بيانات تؤكد نفيها لتفشي مرض غامض بالقرية، وتدين وسائل الإعلام، كان العشرات يعانون تحت وطأة الإسهال الشديد وارتفاع درجة الحرارة و القيء والهزال

واضطر الأطباء بمركز ديرمواس والمراكز المجاورة له بمحافظتي المنيا وأسيوط، لإعطاء المرضي نوعين من المضادات الحيوية نوع منهم بكتيري واسع المجال ونوع فيروسي، نظرا لأن التحاليل الطبية لم تتوصل لنوع الميكروب المسبب للأعراض التي كانت متشابهة بين أغلب الحالات.

وانتهي الأمر بإعلان مديرية صحة أسيوط، حيث تقع قرية "دلجا" قرب الحد الفاصل بين محافظتي المنيا وأسيوط، أن هناك حمي غير معروفة يسببها فيروس وليس بكتريا تسمي حمي الضنك، وتنقلها بعوضة من الشخص المريض للشخص السليم.

الزاعجة المصرية

و أقر طبيب حميات، طلب عدم ذكر اسمه التزاما بتعليمات إدارية، أن بعض الحالات المرضية التي ظهرت في قرية "دلجا" الصيف والخريف الماضيين، كانت بالفعل مصابا بحمي الضنك، أو كما يسميها الانجليز أحيانا بحمي تكسير العظام " breakbone fever" لأنها تسبب آلام بالعضلات والعظام.

وأضاف الطبيب أن لتلك الحمى أعراض متشابهة بين أغلب المرضي وبعضها يشبه أعراض "التهاب الغدة النكفية"، و تضم أعراض "الضنك" الإصابة بآلام في العضلات والمفاصل، و الصداع وارتفاع درجة الحرارة قد يتجاوز الأربعين، وطفح جلدي يشبه الحصبة في بعض الحالات، ويساعد في حالات الإصابة بها العلاج الداعم كإعطاء السوائل.

و أضاف الطبيب أن خطورة تلك الحمى تكمن في عدم توافر لقاح أو مصل مضاد لها حاليا، ولكن يمكن التصدي لها بسهولة بالقضاء علي أماكن انتشار وتكاثر البعوض وتوعية القرويين لمخاطر تخزين "الروث" لاستخدامه كسماد بلدي، والمياه خاصة في أوعية مكشوفة وأوان فخارية.

وأقر الدكتور نصيف الحفناوي، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، أنه تم بالفعل رصد البعوضة الناقلة لمرض حمي "الضنك"، خلال الخريف الماضي، بقرية "دلجا"، أقصي جنوب غرب محافظة المنيا.

مياه راكدة بمصرف في المنيا

وأشار الحفناوي، إلى أن سبب ظهور البعوضة، هو انتشار البرك المائية والمياه الراكدة، حيث تنمو يرقات البعوضة و تنتشر من المياه الراكدة، وتسمى البعوضة الناقلة لفيروس "الضنك" باسم "الزاعجة المصرية".

وأكد الحفناوي ،أن وزارة الصحة نظمت عدة حملات منذ شهر نوفمبر الماضي وحتى الآن، بعد ظهور حمى الضنك، وتم القضاء على يرقات "الزاعجة المصرية" منذ عدة أسابيع قبل بلوغها لتصبح "بعوضة"، ووفقًا للعينات التي يتم أخذها كل أسبوع فإن تلك اليرقات تم القضاء عليها، وفي حالة ظهورها يتم التعامل معها بالمبيدات الحشرية بشكل سريع.

وأكدت مصادر بمديرية الطب البيطري بالمنيا، تنفيذ حملات مكثفة لرش الناموس في البرك والمياه الراكدة بقري محافظة المنيا.

وأشار رمضان عبد الحميد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، إلى أن المديرية بالتعاون مع مركز الإعلام التابع لمجلس الوزراء، ستنظم عدة محاضرات ولقاءات بمعلمي القرى، لتعريف أبناءنا وأسرهم، للتعريف بكيفية التعامل مع الذباب والبعوض وضرورة القضاء عليه والاهتمام بالنظافة.

فيديو قد يعجبك: