إعلان

شاهد بالفيديو والصور - محمد..كفيف تحدى الظلام بالعزف على "البيانو"

05:58 م الجمعة 04 سبتمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد أحمد:

الإعاقة الجسدية ليست حائلا أمام الإنسان لإظهار مواهبه، إذا لم يستسلم لليأس وتحلى ببعض الإصرار والعزيمة، ليكون مؤثرا في المجتمع ويظهرما يعجز عنه بعض الأصحاء.

تنطبق تلك الكلمات على العازف السكندري الكفيف محمد محمود طه، صاحب الـ 35 عاما.

مصراوي رصد جانبا من تجربة عازف البيانو الذي فقد بصر منذ أكثر من 25 عاما، والتي أظهر مهارة كبيرة في عزفه لعددا من المقطوعات الشرقية والغربية الشهيرة خلال تقديمها للجمهور بأحد الفنادق الشهيرة بالإسكندرية، والذي تحدث عن تجربته كيف بدأت وكيف أثرت في حياته.

في البداية يقول محمد:" ولدت طفلأ مبصرا، و في العاشرة من عمري أصبت بمرض أدى لانفصال الشبكية وحاولت أسرتي علاجي إلا أن ذلك لم ينجح وبعدها بدأت حاسة البصر تضعف تدريجياً حتى فقدت البصر تمام منذ أن كان عمرى 10 سنوات".

وتابع قائلا: "ليس من السهل فقدان البصر وقد كانت صدمة كبيرة لأسرتي وقتها، إلا أنني بالرغم من ذلك واصلت دراستي حتى تخرجت في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة الإسكندرية، لأعمل بعدها في التدريس لمرحلة التعليم الأساسي في تخصص الدراسات الاجتماعية".

وعن بداية تعلقه بالموسيقى و إتقانه للعزف قال: " تعلقت بالموسيقى قبل أن افقد البصر بوقت قصير، فكانت تجذبني أصوات الألحان، فأهداني والدى جهاز "كيبورد" وكنت أحاول تطبيق ما أسمعه من موسيقى الثمانينات والتسعينات بشكل عفوي دون دراسة في بادئ الأمر، حتى التحقت بمعهد موسيقى في الإسكندرية".

وتابع: كنت كفيفا خلال فترة التحاقي بمعهد الموسيقى، وكنت أكره البيانو بشدة في بادئ الأمر لأنه أصعب من "الكيبورد"، وكان مدربي يقول لي "انت مش بتشوف بس لازم تتعلم مفاتيح البيانو"، و مع مرور الوقت سرعان ما تعلقت بتلك الآلة التي اتقنتها.

وأضاف : تعلمت أن الموسيقى يجب أن تثقل بالعلم، حتى لو كانت لمجرد الهواية، وتحتاج أيضاا لحسٍ وموهبة، وتأكدت أن الفن لا يقتصر امتلاكه على الإنسان المعافى تماما، وهناك أمثلة كثيرة في ذلك أبرزها الموسيقار الكبير عمار الشريعي، و الفنان الكبير سيد مكاوي".

وأشار إلى أن موهبته ساعدته في الاشتراك بعدد من العروض الموسيقية في دار الأوبرا المصرية بالإسكندرية، وتقديم بعض العروض الفردية بالقاهرة، لافتا إلى أنه يؤمن بأن الموسيقى ليس بالضرورة أن يكون مشهورا لدى الجميع قدر ما يجب أن تكون عليه الموسيقى والأداء الخاص به، لأن الناس دائما يتذكرون الألحان أكثر من الأشخاص.

وعن أمنياته الفنية قال محمد : نفسي أعزف مع الموسيقار ياسر عبد الرحمن، لأني أعشق إسلوبه في تقديم فنه، بالشكل الذي يجعل أي شخص يميز ألحانه قبل التأكد أنه صاحبها، نظرا لبصمته المميزة في تلك الألحان.

ويرى العازف السكندرية أنه يحاول توصيل رسالة فنية للحفاظ على الموسيقى الكلاسيكية التي تعلق بها الملايين على مدار أجيال، في ظل حالة الصخب التي تشهدها الساحة الفنية حاليا، دون تقييم الأعمال الحالية، لافتا إلى أن جيل الثمانينات والتسعينات يعد أفضل من الوقت الحالي، رغم انتشار وسائل التواصل والمعرفة، خاصة و أن المجتمعات البسيطة المثقفة قد تكون في بعض الحالات أفضل من المجتمعات المتعلمة".

فيديو قد يعجبك: