إعلان

''الألباستر''.. صناعة ورثها أهالي القرنة عن القدماء المصريين

01:50 م الخميس 26 نوفمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الأقصر- محمد محروس :

تصوير- نادر نبيل:

عندما وصلنا لورشته بمنطقة القرنة غرب الأقصر، كان يجلس الحاج محمود القرناوي القرفصاء مفترشا الأرض ويمسك بيد أزميل وباليد الأخرى دبوره "شاكوش" و بأنامله الذهبية ينقش في قطعة حجر من الألباستر قبل أن يحوله لتمثال لأحد آلهة الفراعنة يشبه كثيرا التماثيل التي نشاهدها في المتاحف الفرعونية .

صانعو الألباستر بمدينة القرنة لم يحصلوا على شهادات دراسية في مجال الفنون إلا أنهم يبدعون في صناعة تحف فنية رائعة من يشاهدها لا يفرقها عن تلك التي تقبع خلف الواجهات الزجاجية في المتاحف ولذلك يقبل على شرائها السائحون ممن يزورن مصر ليهدوها لأصدقائهم.

ففن أو صناعة الألباستر من الصناعات التي يتميز وينفرد بها أهالي مدينة القرنة الأثرية القابعة وسط جبال البر الغربي لمحافظة الأقصر حيث ورثها الأهالي عن أجداهم القدماء الذين تركوا أسرار هذه الصناعة علي جدران العديد المعابد الفرعونية التي تعود لآلاف السنين.

ورغم الأزمات الكثيرة التي تحدق بمهنة صناعة الألباستر من تراجع أعداد السياح ومنافسة البضائع الصينية الأرخص ثمنا وارتفاع سعر المادة الخام "حجر الألباستر ومادة الغرا والشمع والقماش والسنفرة" يرفض القرناوي أن يتخلي عن هذه المهنة التي يعشقها حتي وان اضطر أن يأكل لقمته " حافا " بحسب تعبيره.

يقول القرناوي إنه منذ ما يقرب من الخمسة آلاف عام برع المصري القديم لأول مرة فى فن نحت الألباستر حيث كان يستخدم قديما في صناعه الأواني التي تقدم فيها المشروبات قربانا للآلهه في المعابد القديمه وفي الحياه كانت تصنع منه اواني العطور والزيوت.

ويشير القرناوي إلي أن "عدم وجود معارض تسوق منتجات صانعو الألباستر فاقم من الأزمة لافتا إلي أن المعارض القائمة في البر الغربي يمتلكها رجال أعمال يتحكموا في السوق ليحصلوا على المنتجات من أصحاب الورش الصغيرة بثمن بخس".

بكري عبدالجليل نقيب العاملين بالبازارات السياحية بالأقصر يقول: " يوجد بالقرنة ما يزيد على مائتي مصنع وورشة لتصنيع تحف وتماثيل الألباستر فضلا عن الورش المنزلية والعديد من المعارض والمحلات التي تبيع للسياح يعمل بها نحو خمسة آلاف عامل إلا أن الأزمة السياحية التي تشهدها البلاد شردت منهم قرابة الثلاثة آلاف عامل منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتي الآن ".

يضيف عبدالجليل ليس هذا فحسب بل يواجه صانعوا الألباستر مشاكل عديدة أخري تهدد بانهيار مصدر رزقهم الوحيد بدءا من موسم الكساد (الصيف) مرورا بارتفاع سعر المادة الخام وركود سعر البيع وتراجع معدلات الحركة السياحية بعد الثورة انتهاءا بمنافسة الأونيكس ومنتجات الألباستر الباكستاني الصنع والتحف الصينية.

فيديو قد يعجبك: