إعلان

ألغام "داعش" تهدد حياة المدنيين في مناطق الرقة المُحررة

01:11 م الأربعاء 24 مايو 2017

كتبت – إيمان محمود
باتت الألغام، خطرًا جديدًا يهدد حياة السوريين بعد الخلاص من تنظيم داعش، ففي مدينة الرقة لم يشعر الأهالي بالأمان بعد خروج التنظيم المتطرف من بعض المناطق التي تقدمت فيها قوات سورية الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصبحت الألغام الذي زرعها التنظيم قبل خروجه تهدد حياتهم في كل أرجاء المدينة.

تنظيم داعش زرع آلاف الألغام على طول الطريق الواصل بين هنيدة والمنصورة وصولا إلى طريق سد البعث، كما قام بتلغيم بعض المنازل والأراضي الزراعية، ظنًا منه بأنها ستعيق تقدم قوات سوريا الديمقراطية عن الدخول إلى المدينة بحسب صفحة "الرقة تذبح في صمت" المعنية برصد الأوضاع في الرقة.

وقالت الصفحة إن عشرات المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء قتلوا في الآونة الأخيرة، أثناء عمليات النزوح والفرار نحو خارج مناطق سيطرة التنظيم، أو أثناء توجّه المزارعين إلى أماكن عملهم، حيث وثق قتل ما بين شخص إلى اثنين يومياً بتلك الألغام وأكثرهم من الأطفال، وبذلك فإما أن يفقدوا حياتهم بشكل نهائي، أو يعيشون بإعاقة جسدية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، بمقتل 15 مدنيًا خلال الـ24 ساعة الماضية، بسبب الألغام بينهم ثلاث أسر كاملة؛ حيث قُتل رجل وزوجته واثنتان من أطفاله الإناث جراء انفجار لغم أرضي بهم قرب قرية حطين بريف الرقة، كما قُتل ورجل وزوجته جراء انفجار لغم في الحي الثاني من مدينة الطبقة.

كما وثق المرصد السوري، مقتل رجل وزوجته و4 من أبنائه جراء انفجار لغم بهم بالقرب من مزرعة القحطانية شمال الرقة، ورجلين اثنين جراء انفجار لغم بهما في بلدة حزيمة شمال الرقة، بالإضافة إلى مقتل مواطنة جراء انفجار لغم في قرية الكالطة بريف الرقة الشمالي.

وأشارت "الرقة تذبح بصمت" إلى أنه مع سيطرة قوات سورية الديمقراطية على مساحات واسعة من ريفي المحافظة، الشمالي والغربي، إلا أنه يلاحظ غياب الفرق الهندسية المختصة بنزع الألغام وتفكيكها، وإن تواجدت وجدت بقلة كوادرها، ليقتصر عملها على فتح الطرق العسكرية المخصصة لعناصرهم نحو مناطق جديدة.

وفي سياق آخر، تتواصل الاشتباكات، بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأمريكية المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، على محاور في الريف الشرقي لمدينة الرقة، بحسب المرصد السوري.

وتمكنت قوات عملية "غضب الفرات" من السيطرة على قرية حمرة ناصر حمرة الجماسة وقرية حمرة بلاسم، وبهذا التقدم تكون قد استكملت سيطرتها على كامل قرى الريف الشرقي للرقة، وصولا إلى نحو 3 كم إلى الشرق من المدينة، ولم يتبق لها سوى بضع مزارع.

فيما شهد الريف الغربي للرقة هجمات معاكسة نفذها عناصر من "داعش" على مناطق في السلحبية الغربية وقرى ومواقع أخرى تمكن التنظيم من التقدم فيها، في محاولة من عناصر "داعش" تشتيت مقاتلي عملية "غضب الفرات" واستعادة مواقع خسروها لمصلحة هذه القوات.

وتخوض قوات سوريا الديمقراطية، منذ 6 نوفمبر عام 2016، هجوماً واسعاً لطرد تنظيم "داعش" من محافظة الرقة. وتمكنت منذ ذلك الحين من التقدم على جبهات عدة، تحديداً من الجهتين الشمالية والشرقية حيث باتت في بعض النقاط على بعد كيلومترات عدة من مدينة الرقة، التي تعد المعقل الرئيسي لـ"داعش" في سوريا.

وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين طرفي القتال، فيما تتابع "قوات سورية الديموقراطية" عملية تمشيط المناطق التي تقدمت إليها مع قوات النخبة في ريفي الرقة الشرقي والغربي، حيث عُثر على جثث 14 على الأقل من عناصر داعش قتلوا في قصف واشتباكات خلال الأيام الماضية.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن ما لا يقل عن 59 شخصاً سقطوا أمس، ما بين قتيل وجريح خلال الاشتباكات والقصف الجوي.

فيديو قد يعجبك: