إعلان

ثكنات الجيش الألمانية ـ نقطة جذب لليمينيين المتطرفين؟

06:50 م الجمعة 12 مايو 2017

جنود في ثكنة إيلكيرش ـ غرافنشتادن، حيث كان الضابط

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين (دويتشه فيله)

بعد اعتقال فرانكو أ.، الضابط في صفوف الجيش الألماني المشتبه بإعداده لهجوم إرهابي، تم القبض على ضابط ثانٍ له علاقة بنفس المخطط، ما أثار عدة تساؤلات حول ما يقع داخل ثكنات الجيش. فهل أصبح الجيش الألماني نقطة جذب للمتطرفين؟

أثارت فضيحة الضابط في الجيش الألماني فرانكو أ.، اليميني المتطرف الذي كان يعد لعمل إرهابي كان سيستهدف ساسة يساريين يؤيدون استقبال المهاجرين، تساؤلات عديدة، حيث بدأ البعض يتساءل إن كان الجيش الألماني يمارس قوة جذب للمتشبعين بأفكار اليمين المتطرف، خاصة بعدما وجد محققون في ثكنة للجيش قاعة للاجتماعات مزينة بتذكارات تعود للحقبة النازية.

ويقول النقيب فلوريان كلينغ المتحدث باسم "دارمشتيتر زيغنال"، وهي مجموعة عمل لجنود ألمان يناهضون الفكر اليميني المتطرف، إن "الجيش الألماني يقدم مبدئيا الكثير من الأشياء التي تثير إعجاب اليمينيين المتطرفين، فهناك الأسلحة والتجهيزات والحرب والرتب الهرمية".

ويضيف كلينغ "الأشخاص الذين لهم قناعات يمينية متطرفة يشعرون بنوع من الانجذاب إلى ذلك".
وأكد النقيب كلينغ في مقابلة مع DW أن "الجيش الألماني في الواقع يتبع سياسة عدم التسامح مع المتطرفين"، لكن كيف يمكن التعرف على أن لأحد الجنود ميول وقناعات يمينية متطرفة؟

ظروف تغذي ظهور الفكر اليميني المتطرف

النقيب كلينغ يقول "النازيون الجدد اليوم لا يظهرون ذلك من خلال أداء التحية النازية أو حمل الصليب المعقوف في العنق داخل الثكنات. فالشخص الذي يفكر بطريقة متطرفة يخفي موقفه".

وأوضح النقيب أن الجيش الألماني ليس مرتعا لليمينيين المتطرفين أو مكانا لتفريخ الإرهاب اليميني. وهذا ما يؤكده الكثير من الخبراء هذه الأيام، معتبرين أن غالبية الجنود تلتزم بالقيم الديمقراطية، لكن يبدو أن هناك ظروفا تغذي نهوض الفكر اليميني المتطرف.

ويتجلى أحد الأسباب في إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية، فالصورة المثالية المطلوبة هي أن يعكس الجيش الألماني صورة للمجتمع. لكن منذ أن لم يعد أحد مجبرا على أداء الخدمة العسكرية، لم تعد الثكنات العسكرية تقدم ذلك المزيج الاجتماعي الواسع، كما يرى ميشائيل فولفزون مؤرخ سابق بالمدرسة العليا التابعة للجيش الألماني.

وقال فولفزون في مقابلة مع محطة "راديو دويتشلاند فونك" الإذاعية: "كل جيش لا توجد فيه الخدمة العسكرية العامة لم يعد مرآة للمجتمع، بل هو يجلب في نسب كبيرة قوى متطرفة".

وحتى النقيب فلوريان كلينغ يؤكد من جهته، أن الجيش الألماني لا يضم جميع الفئات الاجتماعية، مؤكدا أنه في السابق كان "أكثر من 70 في المائة من المجندين يختارون مهنة الجندية بعد انقضاء الخدمة العسكرية، وبالتالي كان الجيش يضم مختلف شرائح المجتمع".

الجيش الألماني ـ مرآة للمجتمع؟

لكن هناك أصوات أخرى تقول بأن القناعات الراديكالية لدى بعض الجنود تكشف عن الواقع الاجتماعي. فماركو زيليغر مثلا، رئيس تحرير مجلة "لوايال"، وهي مجلة لرابطة الاحتياطيين، يعتبر أن الجيش الألماني ما يزال مرآة للمجتمع. ويشرح ذلك بقوله: "منذ مدة قصيرة توجد داخل المجتمع توجهات راديكالية نحو اليمين واليسار وحتى توجهات إسلاموية".

هذه التوجهات باتت تتجلى في الآونة الأخيرة أيضا في صفوف الجيش الألماني مع فارق مقلق هو أن الجنود يلبسون زيا عسكريا و ولهم علاقة بالأسلحة ويتعلمون الرماية، حسب قول زيليغر.

ويوضح جندي الاحتياط زيليغر أن المشاكل البنيوية قد تكون أيضا أحد أسباب انتشار لأفكار اليمينية والرؤى الراديكالية داخل الثكنات، معتبرا أن القيادة ليس لها الوقت الكافي للاعتناء بالجنود.
وقال زيليغر:"فقائد سرية مثلا منشغلا بالمهام البيروقراطية، التي تحول دون تواصله مع جنوده".

وحسب نظام العمل الأوروبي، فإن مدة العمل داخل الجيش الألماني تستغرق أيضا 41.5 ساعة في الأسبوع الواحد. وهذا لا يتيح الوقت أمام الجنود لتمضية الوقت خارج الدوام مع بعضهم البعض وكشف التوجهات الراديكالية في وقت مبكر.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان