إعلان

فرنسا: الأحزاب التقليدية خارج قصر الإليزيه في "ثورة سياسية جديدة"

02:05 م الإثنين 24 أبريل 2017

قصر الإليزيه

كتب – محمد مكاوي:

لأول مرة منذ عقود يخرج الحزبان الرئيسيان في فرنسا (الاشتراكي واليميني) من السباق إلى قصر الإليزيه إثر انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بعد سيطرة دامت سنوات، في خطوة اعتبرها كثيرون "ثورة سياسية جديدة".

وتصدر المرشح الوسطي المستقل إيمانويل ماكرون (39 عاما) نتائج الدورة الأولى الأحد حاصدا 23,86% من الأصوات، فيما حلت زعيمة حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) مارين لوبان (48 عاما) في المرتبة الثانية بحصولها على 21,43% من الأصوات.

بينما حل كل من فرنسوا فيون مرشح حزب اليمين في المركز الثالث بـ 19,94% من الأصوات بعدما وجهت إليه التهمة في قضية وظائف وهمية انعكست على حملته، وكذلك جاء زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون. أما الاشتراكي بنوا آمون، فوصف بنفسه نتيجته بأنها "كارثة"، إذ لم يجمع سوى 6,35% من الأصوات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن المنتظر أن تجرى جولة الإعادة بين ماكرون ولوبن في 7 مايو، على أن يتم تنصيب الرئيس الجديد في موعد أقصاه 14 مايو، تاريخ انتهاء ولاية فرنسوا هولاند.

"ثورة سياسية جديدة"

المدير التنفيذي لمنتدى البدائل العربي للدراسات، الباحث محمد العجاتي، يرى أن النخابين في فرنسا رفضوا الأحزاب التقليدية التي تسيطر على الرئاسة منذ عقود فلجأوا للتصويت إلى ماكرون ولوبن.

وقال العجاني لمصراوي، إن من أسباب خروج أكبر حزبين من سباق الإعادة في الاتخابات الرئاسية هي "تشابه برامج الأحزاب في فرنسا وكذلك تأثر الناخبين بما وصفه الشعبوية العالمية".

أما الكاتب الصحفي الفرنسي اليكسندر بوشانتي كتب عبر حسابه على توتير واصفًا نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات بأنها "بلا مفاجأت".

unnamed

وكان آخر أربعة رؤساء فرنسيين ينتمون إلى أحزاب الاشتراكيين أو اليمين.

- 2012-2017- فرنسوا هولاند (اشتراكي)

- 2007-2012 - نيكولا ساركوزي (يمين)

- 1995-2007 - جاك شيراك (يمين)، وكانت ولايته الأولى سبع سنوات، والثانية خمس سنوات بعد تخفيض مدة الولاية الرئاسية.

- 1981-1995 فرنسوا ميتران (اشتراكي) الذي حكم ولايتين من سبع سنوات.

وحمّل الصحفي بوشانتي مسؤولية خروج حزب اليمين من سباق جولة الإعادة إلى مرشحه فرانسوا فيون بسبب "بسبب عدم تنحيه رغم اتهامه بالكسب غير المشروع".

ووجهت اتهامات إلى فيون في 14 مارس الماضي باختلاس أموال عامة في إطار التحقيق في شبهات بوظائف وهمية استفادت منها زوجته بنلوب وولداه، ماري وشارل.

سباق الإعادة

وأكد المرشح الذي تصدر الجولة الأولى من الانتخابات إيمانويل ماكرون بعد إعلان النتيجة أنه "سيحمل صوت الأمل لفرنسا وأوروبا".

وقال ماكرون وسط هتافات مناصريه "باسمكم سأحمل صوت الأمل لبلادنا ولأوروبا"، مؤكدًا أنه يريد أن يكون رئيس الوطنيين في مواجهة تهديد القوميين.

ويرى العحاتي أن فرص ماكرون أكبر في الفوز بجولة الإعادة، مشيرًا إلى جملة تتردد في الأوساط الفرنسية "فرنسا ليست أمريكا وأوروبا" – في إشارة لصعود "المتطرفين إلى السلطة".

على نفس المنوال، توقع الصحفي الفرنسي الكسندر بوشانتي، أن يكون ماكرون هو رئيس فرنسا القادم، خاصة بعد أن أعلن المرشحون الخاسرون دعمهم لماكرون.

وقال بوشانتي إن "ايمانويل ماكرون (٣٩ عاما) وسط نجح في أقل من ٦ أشهر في أن يصبح رجل السياسة الأول في فرنسا وهي سابقة تاريخية".

وأعرب المتحدث باسم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن تمنياتها بالفوز لماكرون وأشاد بموقفه المؤيد للاتحاد الأوروبي.

وتلقى ماكرون التهاني من رئيس المفوضية الأوروبية، جون كلود يونكر، ومن مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجريني.

بينما دعت المرشحة الحائزة على المركز الثاني في الأصوات مارين لوبان، إلى "تحرير الشعب الفرنسي" وهزيمة "وريث فرانسوا أولاند"، في إشارة إلى منافسها ماكرون الذي كان مستشارا للرئيس الفرنسي قبل أن يعينه وزيرا للاقتصاد فيما بعد.

وقالت لوبان- في المؤتمر الصحفي الذي عقدته بعد إعلان النتيجة - "حان الوقت لتحرير الشعب الفرنسي من النخبة المتعجرفة التي تريد أن تملي عليه سلوكه.. نعم أنا مرشحة الشعب وأوجه نداء لكل الوطنيين الفرنسيين للانضمام إلينا".

وأكدت: "لقد أوصلتموني إلى الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية وأريد أن أعبر لكم عن عميق امتناني.. فتلك النتيجة التاريخية تحملني المسؤولية الهائلة في الدفاع عن الأمة الفرنسية".

وحذرت لوبان مجددا من المخاطر الناجمة عن الهجرة وتنقل الإرهابيين، داعية إلى ضرورة تحقيق التناوب في السلطة حتى تصل وجوه جديدة إلى سدة الحكم، موضحة أن "الاختيار الآن بين العولمة المتوحشة في عالم يمكن أن يسافر فيه الإرهابيون بحرية، وفرنسا ذات حدود قوية".

فيديو قد يعجبك: