إعلان

عون يدعو العرب لوقف حروب الأخوة والعمل على عودة اللاجئين السوريين لبلادهم

06:51 م الأربعاء 29 مارس 2017

الرئيس اللبناني ميشال عون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البَحْر الميت – (أ ش أ):

دعا الرئيس اللبناني العماد ميشال العرب إلى وقف الحروب بين الإخوة بجميع أشكالها العسكرية والمادية والإعلامية والدبلوماسية والجلوس لطاولة الحوار لتحديد المصالح الحيوية المشروعة لكل فريق واحترامها .. مطالبا في الوقت ذاته بعودة اللاجئين السوريين لبلادهم لتجنيب لبنان التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية للازدياد المتواصل في أعدادهم.

وقال عون - في كلمة لبنان أمام القمة العربية ال28 بالأردن - : "نلتقي اليوم للتداول بما آلت إليه الأحداث في المنطقة العربية وفي دول الجوار والتفاعلات الدولية التي انبثقت عنها وما عسانا نفعل وقد ظهر عجز الجميع في القدرة على حلها أو الخروج منها .. مضيفا : "لم آتِ إلى هنا ناصحا ولا مرشدا إنما جئت متسائلا فربما نجد في وجداننا الإجابات اللازمة لذا سأدع وجداني يخاطب وجدانكم لعلنا نستفيق من كابوس يقض مضاجعنا".

وتابع : "كان بودي أن أشعر اليوم بالسعادة عندما أتوجه إليكم مخاطبا وقد أصبحت واحدا منكم وكم كنت أتمنى أن أقف أمامكم لأحدثكم عن إنجازاتنا ، عن مشاريعنا ، عن سبل التعاون بين دول وطننا العربي ومجالات تطويرها.. ولكن، مع الأسف الشديد، إن أصوات الانفجارات ومشاهد القتل تطغى على أي موضوع آخر".

وأردف قائلا: "لذلك لم أستطع أن أنزع من مخيلتي الغيمة السوداء التي تخيم على أجوائنا العربية، ولا اللقاءات السابقة التي كانت في كل مرة تزيد خيباتنا خيبة وطعم المرارة فينا يزداد مرارة".

وتابع "حروب، مجازر، دمار، قتلى، جرحى، أوجاع وأنين ، من ربح الحرب؟ من خسر الحرب؟ الجميع خاسرون، الجميع قتلى، الجميع جرحى، الجميع متألمون، الجميع جياع يتسولون لقمة العيش ، من أجل من نتقاتل ، ومن أجل ماذا نقتل بعضنا البعض؟ ، أمن أجل تحرير القدس والأراضي العربية المحتلة ؟ أم من أجل الوطن الفلسطيني الموعود وإعادة اللاجئين؟ وهل في هذه الحروب انتصارات وعلى من ؟ وفي أية صفحة من صفحات تاريخنا سنسجل الانتصارات؟ وهل بقيت لنا صفحات بيضاء نكتب عليها بعدما امتلأت بأسماء ضحايانا واصطبغت بدمائهم؟.

وقال: "إن العاصفة التي ضربت منطقتنا أصابت جميع أوطاننا، منها من تضرر مباشرة ومنها من حمل عبء النتائج ومنها من يقف مترقبا بحذر وقلق خوفا من وصول شراراتها اليه وقد طالت شظاياها جامعة الدول العربية لا بل ضربتها في الصميم، فشلت قدراتها وجعلتها تقف عاجزة عن إيجاد الحلول..مضيفا : "لذلك، يمكن القول، وبكل ثقة، إننا جميعنا معنيون بما يحدث ولا يمكن أن نبقى بانتظار الحلول تأتينا من الخارج".

وتابع "إن أوائلنا الحكماء، بعد أن ذاقوا مر الاستعمار، وعاشوا أهوال الحرب العالمية الثانية، واستباقا للأخطار التي قد تهدد كياناتهم، قاموا بتأسيس الجامعة العربية، كي تقينا شر الحروب في ما بيننا، وتحصن سيادتنا واستقلالنا، وهذا ما نصت عليه المادة الثانية من ميثاقها، إذ حددت الغرض من تأسيسها "بتوثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها".

ولفت إلى أن المادة الخامسة قد حرمت اللجوء إلى القوة بين الدول العربية، وشجعت على التحكيم في ما بينها، أما المادة الثامنة فهي تفرض على كل دولة من الدول المشتركة أن تحترم نظام الحكم القائم في الدول الأخرى المنتسبة إلى الجامعة، وتعتبره حقا من حقوقها، وتتعهد بأن لا تقوم بأي عمل يرمي إلى تغييره.

وشدد على أن بيانات الاستنكار والإدانة لم تعد كافية فالجامعة العربية وهي المؤسسة الجامعة للعرب وانطلاقا من مبادئ وأهداف وروحية ميثاقها وحفاظا على الدول الأعضاء فيها، عليها أن تستعيد دورها ومهمتها..مؤكدا أن دورها الملح اليوم هو في اتخاذ زمام مبادرةٍ فعالة تستطيع أن تؤثر في مجرى الأحداث، وتوقف حمامات الدم، وتطفئ النار المستعرة".

وقال : "أن دور الجامعة اليوم في إعادة لم الشمل العربي وإيجاد الحلول العادلة في الدول الملتهبة، لتحصين الوطن العربي في مواجهة تحديات المرحلة ومخاطرها"..مضيفا : "إن لبنان، الذي يسلك درب التعافي، بعد أن بدأت مؤسساته بالعودة الى مسارها الطبيعي، لا يزال مسكونا بالقلق والترقب، ولم يعرف بعد الراحة والاطمئنان، وها هو اليوم يخاطب وجدانكم.

وتابع : "صحيح أن شرارة النار المشتعلة حوله لم تصل لبنان، ولكنه يتلقى النتائج وينوء تحت حملها. نحن نرى البؤس والألم حولنا، ونحاول أن نمد يد المساعدة قدر الإمكان. ولكن، عندما يتخطى المطلوب طاقتنا، نغرق في أعبائه ويصبح خطرا علينا".

وقال: "منذ اليوم الأول للأحداث المؤلمة في سوريا فتحنا بيوتنا ومدارسنا لاستقبال الهاربين من جحيم الحرب. ولكن، منذ اليوم الأول أيضا، كنا نحذر من انفلات الأمور وخروجها عن السيطرة".

وأردف قائلا: "للأسف هذا ما حدث، فلبنان يستضيف اليوم، سوريين وفلسطينيين، ما يوازي نصف عدد سكانه، والأرقام إلى ارتفاع، وتعرفون أن لبنان بطبيعته وضيق أرضه وقلة موارده هو بلد هجرة وليس بلد استيطان".

وأكد أن تخفيف بؤس النازحين، وخلاصهم من قساوة هجرتهم القسرية،وتجنيب لبنان التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية للازدياد المضطرد في الأعداد، لن تكون إلا من خلال عودتهم الآمنة إلى ديارهم".

وقال : "لطالما كان شرقنا، ووطننا العربي، منبت الحكماء، والعقلاء، والنخب، إن المرحلة مصيرية، ولا يمكن أن تواجه إلا بأصحاب العقول النيرة، والقلوب الكبيرة، القادرة على تخطي التفاصيل لمصلحة الوطن العربي برمته.

وأضاف قائلا "ولبنان، الذي لديه علاقات طيبة مع جميع الدول الشقيقة، يبدي كامل استعداده للمساعدة في إعادة مد الجسور، وإحياء لغة الحوار، لأننا، نحن كلبنانيين، عشنا حروبا متنوعة الأشكال، ولم تنته إلا بالحوار".

وختم عون كلمته قائلا "اللهم إشهد إني بلغت".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: