إعلان

الحسكة مدينة سورية استراتيجية مطمع الأكراد والنظام

01:28 م الأربعاء 24 أغسطس 2016

تقاسم الأكراد والنظام السوري السيطرة على مدينة الح

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

دمشق – (أ ف ب):
تقاسم الاكراد والنظام السوري السيطرة على مدينة الحسكة منذ العام 2012، إلا أن المعارك الأخيرة انتهت بتمكين الأكراد لتواجدهم في هذه المدينة الاستراتيجية لينحصر حضور الحكومة السورية فقط في مؤسساتها الرسمية.

وتعد المعارك التي اندلعت في 17 أغسطس ودامت طوال أسبوع الأعنف بين قوات النظام والمقاتلين الاكراد منذ بدء النزاع قبل خمس سنوات، حتى أن دمشق لجأت للمرة الأولى إلى شن غارات ضد مواقع الأكراد.

لماذا وصل التصعيد بين الطرفين الى هذا الحد؟
كيف انتهت المعارك؟
كانت مدينة الحسكة مقسمة بين الاكراد الذين يسيطرون على ثلثي المدينة، وقوات النظام في الجزء المتبقي منها، إلا أنه وخلال المعارك الأخيرة تمكن المقاتلون الأكراد من التقدم وباتوا يسيطرون على 90 في المئة منها، فيما انحصر تواجد قوات النظام على المؤسسات الحكومية في وسط المدينة.

وسكان مدينة الحسكة هم 55 في المئة من العرب مقابل 45 في المئة من الأكراد، وفق تقديرات الخبير في الشؤون والجغرافيا السورية فابريس بالانش.

وانتهت المعارك الثلاثاء، بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار برعاية روسية نص، وفق ما أعلن الأكراد، على "انسحاب القوات المسلحة من المدينة، وتسلم وحدات حماية الشعب الكردية مواقعها إلى قوات الأمن الداخلي (الكردية) الاسايش"، لينحصر تواجد الشرطة المدنية التابعة للنظام في منطقة المربع الأمني، حيث يقع مبنى المحافظة.

ويفوق من قبل المعارك الأخيرة عديد القوات الكردية في مدينة الحسكة عديد قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها.

وتتضمن القوات الكردية كل من وحدات حماية الشعب الكردية التي تعد بمثابة "جيش الأكراد"، وقوات الاسايش وهي بمثابة "جهاز الشرطة والمخابرات".

أما من جهة النظام، فتنتشر في الحسكة أساسا قوات الدفاع الوطني، وهي عبارة عن مقاتلين عرب موالين للحكومة السورية، فيما يقتصر تواجد القوات النظامية على بعض الحواجز والمؤسسات الحكومية.

من هي القوى الداعمة؟
تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية إذ تعتبرها القوة الأكثر فعالية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وتشكل الوحدات حاليا العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية التي تحظى بدعم جوي من التحالف الدولي وتمكنت من طرد الجهاديين من مناطق عدة.

وبالإضافة إلى الدعم الجوي، أرسلت واشنطن عشرات العسكريين على الأرض لدعم الأكراد في معاركهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وسارعت واشنطن بعد القصف الجوي السوري ضد الأكراد إلى تحذير دمشق من شن غارات تعرض سلامة مستشاريها العسكريين العاملين مع الأكراد على الأرض للخطر، حتى أنها تدخلت للمرة الأولى لحماية مستشاريها من الطائرات السورية عبر إرسال مقاتلات، من دون أن تحصل مواجهة بين الطرفين.

وعلى الجانب الثاني، تعد روسيا أحد الداعمين الرئيسيين سياسيا وعسكريا لدمشق، وهي تقدم الغطاء الجوي للجيش السوري منذ نهاية سبتمبر، لكنها تحتفظ في الوقت ذاته بعلاقات طيبة مع الأكراد.

ومنعا لتدهور الأمور أكثر، رعت روسيا المفاوضات بين الطرفين التي انتهت باتفاق وقف إطلاق النار.

أما تركيا وللمرة الأولى منذ بدء النزاع السوري، تحدثت بإيجابية عن عمل قام به النظام السوري وهو شن الغارات ضد المقاتلين الأكراد.

وتصنف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية، وذراعها السياسي حزب الاتحاد الديموقراطي، مجموعات "إرهابية" وتعتبرهما جزءا من حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا ضدها.

ما هي أهمية الحسكة؟
تقع محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، وتحدها تركيا من الجهة الشمالية والعراق من الجهة الشرقية.

ولهذه المحافظة أهمية اقتصادية كونها كانت المورد الأساسي للقمح في سوريا، كما تشتهر بزراعة القطن، فضلا عن الحقول النفطية التي تتركز في ريفها الجنوبي.

ويقول الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير اوغلو "من وجهة نظر الاكراد، تعد الحسكة مركزا اداريا لهم فضلا عن موقعها الاستراتيجي لحماية المنطقة الكردية (حيث الادارة الذاتية الكردية)".

ويسيطر الأكراد على الجزء الأكبر من المحافظة، فيما تسيطر قوات النظام على عدد من القرى ذات الغالبية العربية في محيط مدينتي القامشلي والحسكة. ويتواجد تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الجنوبي الحدودي مع محافظة دير الزور.

ويقول مصدر مقرب من النظام "إن خسارة السلطة المركزية (في دمشق) لمحافظة استراتيجية في سوريا، محاذية للمناطق ذات الغالبية الكردية في تركيا والعراق، من شأنه ان يعزز طموحات السوريين الاكراد بالحكم الذاتي ان لم يكن بالاستقلالية".

ما هي الاستراتيجية الكردية؟
يشكل الأكراد حوالى 15 في المئة من سكان سوريا، وقد عانوا من التهميش من السلطة المركزية على مدى عقود قبل اندلاع النزاع في العام 2011، إذ أن فئة كبيرة منهم محرومة من الجنسية السورية، كما كان يمنع عليهم تعلم لغتهمو الكتابة بها أو إحياء تقاليدهم مثل احتفالات عيد النوروز.

ومنذ اندلاع النزاع، حاول الأكراد تحييد أنفسهم عن النظام والفصائل المعارضة المقاتلة على حد سواء.
ومع اتساع رقعة النزاع في العام 2012، انسحبت قوات النظام تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات في المدن الكبرى.

وأعلن الأكراد على الإثر إقامة إدارة ذاتية موقتة في مناطق كوباني وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة)، اطلقوا عليها اسم "روج آفا" (غرب كردستان). وفي مارس الماضي، أعلنوا النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.

ويسيطر الاكراد حاليا، وفق فابريس بالانش، على 18 في المئة من الأراضي السورية حيث يعيش ما يقارب مليونين نسمة.

ويسعى الأكراد الى تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث من أجل إنشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق.

وفي سبيل ذلك، خاض الأكراد اعنف المعارك مع تنظيم الدولة الاسلامية، كما عمدوا إلى تثبيت تواجدهم في محافظة الحسكة ومدينتي القامشلي والحسكة الرئيسيتين، ما ترجم بمواجهة قوات النظام.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: