إعلان

بعد روسيا وإسرائيل.. هل تعود العلاقات التركية مع مصر قريبا؟

02:19 م الثلاثاء 28 يونيو 2016

الرئيس التركي ونظيره المصري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير – محمد مكاوي:
في أقل من 48 ساعة أعادت تركيا علاقاتها مع إسرائيل بعد قطيعة استمرت 6 سنوات ومع روسيا بعد أكثر من 8 أشهر، كما فتحت الباب أمام عودة العلاقات مع مصر بعد توترها في أعقاب 30 يونيو 2013، على ما يبدو أنها في حاجة إلى الدور المصري في الأزمة السورية والفلسطينية بعد تهديد مصالحها مع أوروبا وأمريكا.

وكانت العلاقات بين مصر وتركيا قد دخلت مرحلة من الجمود اثر ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وسحبت القاهرة سفيرها من أنقرة احتجاجا على تدخل تركيا في الشؤون الداخلية المصرية.

ودأب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على مهاجمة النظام المصري بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين من الحكم، ويصر على أن مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد رافضًا الاعتراف بالرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أن موقفه بدأ في التراجع رويدا رويدا مع اعتراف جل العالم بأن ما جرى في 30 يونيو ثورة وليست انقلابا كما يردد المسؤولون الأتراك.

ولم يحضر السيسي مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في اسطنبول، واكتفى بإيفاد وزير خارجيته سامح شكري لتسليم رئاسة القمة إلى تركيا. وغادر شكري المؤتمر بعد انتهاء كلمته دون أن يصافح أردوغان في إشارة واضحة على مدى توتر العلاقات بين البلدين.

مبادرة تركية
ومساء أمس الاثنين، خرج رئيس الوزراء التركي علي يلدريم في لقاء تلفزيون وصرح بأن العلاقات مع القاهرة ستبدأ على المستوى الوزاري. وقال "لا توجد عقبات. وفي الواقع، نحن مستعدون. ليس لدينا أي تحفظات"، دون أن يحدد موعدًا لهذه العودة.

وبسؤاله عما إذا كان وزير تركي سيزور مصر أو أن أي لقاء سيعقد بين الجانبين، قال يلدريم :"بصورة متبادلة. (وزراء) مصر سوف يأتون. ووزراؤنا سيذهبون. رجال الأعمال قد يأتون. التبادل الثقافي ممكن، وربما يتم التوصل إلى إجراء اتصالات عسكرية متبادلة. كل شيء ممكن، لا مشكلة".

مسؤول في وزارة الخارجية المصرية قال إن القاهرة مستعدة هي الأخرى لاستئناف العلاقات مع أنقرة على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية المصرية.

وأضاف المسؤول الدبلوماسي لمصراوي اليوم الاثنين إن مصر تنتظر من تركيا "أفعال لا أقوال"، حتى تعود العلاقات إلى طبيعتها، معربا في نفس الوقت عن ترحيب القاهرة بتلك الخطوة.

وكشف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته لأنه غير مخول الحديث لوسائل الإعلام عن "اتصالات غير مباشرة من شهور" بين القاهرة وأنقرة، رافضا الإفصاح عن الجهة التي توسطت في هذه الاتصالات.

الدكتور صلاح لبيب الباحث في الشأن التركي، يرى أن الحكومة التركية دخلت في مقاربة مع دول (إسرائيل – روسيا – مصر) بعد التأزم في العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة، وبعد تحميل وسائل الإعلام التركية هذا التأزم إلى رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو. "رغم أن السبب - في تقديري - في هذا التأزم يعود إلى اردوغان لأن سياسية أوغلو منفتحة وليست هجومية"، على ما قال.

ويقول لبيب في اتصال هاتفي مع مصراوي، الثلاثاء، إن هناك سببان مهمان لعودة تركيا علاقتها مع هذه الدول الأول هو "منع إقامة دولة كردية"، أما السبب الثاني هو الاقتصاد الذي تأثر سلبًا كثيرا بعد القطيعة مع روسيا وأيضًا العمليات التي تنفذها التنظيمات المسلحة - مثل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية - التي ساهمت في إحجام السياح عن زيارة تركيا.

وخسرت السياحة التركية كثيرا بعد القطيعة مع روسيا والتي تعد أكبر دولة موردة للسياح إلى تركيا، واضطرت 393 شركة سياحية في منطقة كيمر في أنطاليا إلى إغلاق مكاتبها بعد أيام من القطيعة الروسية بحسب صحيفة "حريت ديلي نيوز".

مرسي والإخوان
وبسؤال رئيس وزراء تركيا عن موقف بلاده من الرئيس الأسبق محمد مرسي والذي يواجه أحكاما غير نهائية بالإعدام والسجن في عدة قضايا، قال: "دعونا ننحي الأمر جانبا، لأنه من ناحية أخرى الحياة مستمرة. نحن نعيش في نفس المنطقة. ونحن بحاجة إلى أنفسنا". ولم يصدر أي رد فعل من جانب جماعة الإخوان المسلمين التي يقيم أغلب قادتها الفارون من البلاد على تلك التصريحات.

وأدانت وزارة الخارجية التركية، قبل أيام، الحكم بالسجن المؤبد بحق الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، في القضية المعروفة إعلاميا باسم "التخابر مع قطر".

وقالت الخارجية التركية في بيان نقلته وكالة الأناضول التركية، "نعرب عن قلقنا العميق إزاء الحكم بالسجن المؤبد على الرئيس مرسي، المنتخب ديمقراطيًّا في مصر والمعتقل منذ 2013، وندينه، ونعتقد أن القرار لن يساهم في تحقيق سلام واستقرار مصر".

الباحث في الشأن التركي الدكتور صلاح لبيب، يقول "قبل نسأل عن عودة العلاقات المصرية التركية، يجب أن نسأل أولًا ماذا تريد مصر من تركيا؟ روسيا طلبت اعتذارا صريحا من تركيا وهو ما حصلت عليه؟"

وأضاف "أتوقع أن تغلق تركيا القنوات التي تهاجم النظام المصري وكل الأنشطة المعادية بما فيها ترحيل قادة الإخوان المطلوبين في مصر، وكذلك الاعتراف بالنظام الشرعي".

وتوقع لبيب أن تعود العلاقات المصرية التركية قريبا ولكن ليس بالعمق الذي كانت عليه في مرسي وإنما تكون كما كانت عليه في عهد مبارك، كما انها ستبدأ بالعودة تدريجا على المستوى وزاري ومن المحتمل أن تصل إلى درجة رئيس الوزراء.

وأشار لبيب إلى العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا "لاعب أساسي"، حيث تسعى أنقرة إلى فتح منافذ وأسواق جديدة في منطقة الشرق الأوسط.

وساطة
وعن الدول التي توسطت في عودة العلاقات المصرية التركية، والتي أشار إليها المسؤول المصري دون الكشف عنها، توقع لبيب إن تكون دول خليجية سعت إلى هذه الوساطة لأن مصر دولة إقليمية كبرى رغم أزماتها.

وطبَعت اسرائيل وتركيا علاقاتهما بعد خلاف استمر 6 أعوام بسبب الهجوم الاسرائيلي المسلح على "اسطول الحرية" والذي راح ضحيته 10 من الناشطين الأتراك.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إنه بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأحد ستدفع إسرائيل لتركيا تعويضات قدرها 20 مليون دولار.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيساهم في جلب "الاستقرار" للشرق الأوسط.

ولكن الاتفاق بين تركيا وإسرائيل لم ينهِ الحصار المفروض على قطاع غزة بحسب نتنياهو، رغم تصريحات الرئيس التركي اردوغان السابقة بأن العلاقات مع إسرائيل لن تعود قبل فك الحصار.

يرى لبيب أن عودة العلاقات التركية مع إسرائيل ومصر كان من ضمن أهدافه الرئيسية قطاع غزة، قائلا إن "إسرائيل لن تسمح لتركيا بدور أكبر في قطاع غزة دون التشاور مع مصر".

وتوقع لبيب أن يجري في قطاع غزة ما جرى في الضفة الغربية من مشروع تثبيت هدنة طويلة لمدة 5 سنوات بوساطة سعودية مصرية تركية قطرية.

اعتذار مكتوب
وبالأمس قدم الرئيس التركي اعتذار مكتوبا إلى نظيره الروسي عن إسقاط المقاتلة الروسية على الحدود التركية السورية ومقتل قائدها في نوفمبر من العام الماضي.

وبعث أردوغان في أواسط الشهر الجاري رسالة تهنئة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة العيد الوطني لروسيا، ضمَّنها رغبته في تطبيع العلاقات مع روسيا. ولكن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي أعلن أن تركيا بما أنها لم تنفذ شروط روسيا فإن حصول أي تطور ايجابي في العلاقات بين البلدين غير ممكن.

فيما أعلن الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قبل أيام أن أنقرة لا تنوي الاعتذار أو دفع تعويضات عن إسقاط الطائرة، قبل أن يبعث اردوغان برسالته أمس ويعتذر إلى بوتين.

فيديو قد يعجبك: