إعلان

هل هناك "خلاف مكتوم" بين الإمارات والسعودية في حرب اليمن؟

12:09 م الأحد 26 يونيو 2016

الجيش الإماراتي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير – محمد مكاوي:

تراجعت الإمارات عن إعلان انتهاء دورها "عمليًا" في حرب اليمن، لتؤكد بعد ذلك أنها ملتزمة بدورها في اليمن حتى إعلان التحالف العربي انتهاء الحرب والتوصل إلى حل سياسي، وهو الموقف ذاته الذي أكده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فيما يبدو أنه مناورة من أبوظبي ورسالة منها إلى الرياض تقول من خلالها إنها لا تريد الاستمرار في تلك الحرب "الخاسرة" بحسب محللين.

والإمارات عضو رئيسي في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية والذي تدخل في اليمن في مارس عام 2015. ويدعم التحالف حكومة اليمن ضد حركة الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وقطعت كل من السعودية والإمارات العلاقات مع إيران بعد اقتحام متظاهرين سفارة وقنصلية السعودية في مشهد على خلفية إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب. كما أن الإمارات تتهم طهران باحتلال 3 جزر في الخليج العربي.

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أكد أن الإمارات دولة أساسية في تحالف استعادة الشرعية في اليمن وأن موقفها في التحالف "واضح جدًا وهي ملتزمة وليس لدينا شك في ذلك".

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس) "نريد حلا سياسيا في اليمن يؤدي لإطلاق مرحلة انتقالية ثم إعادة الإعمار".

ويوم 16 من الشهر الجاري، أعلن أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات العربية أن مشاركة قوات بلاده في الحرب الدائرة في اليمن، "انتهت عمليا". وهو ما أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ونقل بن زايد عبر حسابه الرسمي على توتير عن قرقاش قوله " موقفنا اليوم واضح فالحرب عمليا انتهت لجنودنا ونرصد الترتيبات السياسية ودورنا الأساسي حاليا تمكين اليمنيين في المناطق المحررة".

تغريدة

ولكن قرقاش عاد ونفى هذه التصريحات، وقال عبر حسابه على توتير " تم اجتزاء محاضرتي والإمارات مستمرة في الحرب لدعم الشرعية في اليمن".

وأوضح قرقاش في تصريحات نقلتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن " بلاده ركن أساسي في التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، وأنها تدعم كل الحلول التي يقودها التحالف للوصول إلى حل للأزمة اليمنية وفق المبادرة الخليجية".

تغريدة

يرى الباحث المتخصص في الشؤون الدولية باسم راشد، إن "تراجع وزير الخارجية الإماراتي عن تصريحاته هو بمثابة محاولة للتنسيق بين أطراف التحالف وبالتحديد السعودية بعد التصرف بشكل أحادي وإعلان تلك التصريحات، خاصة في ظل استمرار المفاوضات حول الأوضاع في اليمن في الوقت الحالي في الكويت والتي تمثل الأداة السياسية لإنهاء تلك الحرب الدموية التي خسر فيها كل الأطراف سواء المشتركة في التحالف أو اليمن نفسها العديد من الخسائر خلال العام الماضي".

ومازالت المفاوضات بين وفدي الحكومة اليمنية من جهة والحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى مستمرة برعاية أممية في الكويت منذ أكثر من 60 يومًا.

وأضاف راشد في تصريحات لمصراوي، "من المحتمل أن يكون تم الضغط على الإمارات من جانب السعودية للتراجع عن تلك التصريحات لما لها من تأثير سلبي على مسار الحرب في اليمن وعلى قوة وتماسك التحالف العربي نفسه". 

الدكتور أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط السعودي للدراسات الاستراتيجية، نفى وجود خلاف بين الإمارات والرياض، وقال إن "ما صرح به وزير الخارجية الإماراتي كان خلال مجلس الشيخ محمد بن زايد واجتزئ من سياقه".

وقال عشقي الذي عمل مستشارًا للحكومة السعودية لأكثر من 18 عاما ويُعرف بقربه من دوائر صنع القرار في المملكة في اتصال هاتفي مع مصراوي من جدة، إن الإمارات عضوا فعالا في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن سواء من الناحية الاستراتيجية أو العسكرية على الأرض.

ولكن الباحث باسم راشد يعتقد أنه "لا يمكن القول بوجود خلاف بقدر ما تجدر الإشارة إلى وجود اختلافات طبيعية في وجهات النظر في إدارة الحرب والعملية السياسية بين الطرفين، فمثلا لا تبدي الإمارات ارتياحا نحو الدعم السعودي العسكري والسياسي لحزب الإصلاح اليمني السلفي الذي يمثل حركة (الإخوان المسلمين) في اليمن، كما إنها من ناحية أخرى لا تريد التورط في مد أجل الحرب خاصة في ظل الانتقادات الدولية التي تتعرض لها خاصة وأن دولة الإمارات تسعى بشكل حثيث للحفاظ على صورتها أمام العالم كنموذج مميز".

أما سليمان نمر، الخبير في شؤون الخليج، فيرى أن قرار الإمارات بانتهاء الحرب كان فرديا دون علم السعوديين وبتنسيق مع الأمريكيين، ويضيف في حديثه مع دويتشه فيله " أعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة ركزت في تدخلها العسكري في اليمن على جنوب اليمن، فهي التي ساهمت مساهمة كبيرة في تحرير عدن وحضرموت وغيرها من تنظيم ما يسمى بـ "القاعدة في الجزيرة العربية". وفي دولة الإمارات هناك مساع لتحقيق ما يريده اليمنيون الجنوبيون، بفصل الشمال عن الجنوب وإقامة نوع من الكونفدرالية بين الشطرين لذالك كان التدخل الإماراتي أكثر في الجنوب اليمني. وهي تعتبر أن جنوب اليمن قد تم تحريره من قبل الحوثيين ومن المقاتلين المؤيدين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح".

وكان المغرد الشهير على موقع توتير "مجتهد"، قال قبل أيام إن " الإمارات خطتها فصل الجنوب وأكد ذلك تغريدة قرقاش التي قال فيها أن الحرب انتهت والقوات الإماراتية ستتفرغ للمناطق المحررة.. وأول مهمة أوكلتها الإمارات للحراك الجنوبي شن حملة اعتقالات على مشايخ ودعاة حضرموت بحجة أنهم من القاعدة مع أن مقاتلي القاعدة انسحبوا بالكامل".

وزعم "مجتهد" أن "الإمارات تتهم السعودية بتزويد جهات يمنية بصواريخ تسببت في إسقاط طائراتها مؤخرا وتعتبر ذلك تفسيرا وحيدا لتتابع حوادث السقوط بهذه السرعة، وأن السعودية تتهم الإمارات بتدبير عمليات قنص قواتها في قصر المعاشيق وتستدل بسرعة وقوة الهجوم بعد استلام القوات السعودية حماية القصر من الإماراتية".

غير أن الباحث المتخصص في الشؤون الدولية، باسم راشد يرى أنه "لا يمكن الجزم بالطبع إذا كانت تلك الصواريخ هي ما تسبب في إسقاط الطائرات الإماراتية أم إنها ناتجة عن خلل فني في الطائرات أثناء التدريب كما أعلن الجانب الإماراتي رسميا بل يمكن القول أن الخسائر التي تعرضت لها دول التحالف وخاصة الإمارات، التي شاركت عملياتيا بقوة في الحرب لتأمين الجنوب اليمني وتحريره من قبضة الحوثيين وهو الهدف الإماراتي الأساسي، كانت كبيرة سواء على مستوى الجنود الذين خسرتهم والتي تقدر بعض التقديرات غير الرسمية بأنه بلغ 52 جندي، بالإضافة إلى سقوط 3 طائرات".

وأعلنت الإمارات قبل أيام سقوط مروحية عسكرية ضمن قواتها المشاركة في قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، ومقتل طاقمها المكون من الطيار ومساعده.

وكان هجوم صاروخي للحوثيين أسفر عن مقتل ما يزيد عن 60 من قوات التحالف المتمركزة في وسط اليمن في سبتمبر الماضي من بينهم 52 إماراتيا في أفدح خسارة لحقت بالجيش الإماراتي على مدار تاريخه.

راشد يقول إنه "في ظل استمرار الحرب وعدم ظهور أفق واضح لنهايتها، لا تريد الإمارات استمرار تلك الخسائر، ولعل التصريحات الأخيرة بشأن انتهاء الحرب في اليمن والتي تم التراجع عنها بمثابة ورقة تم إلقائها في الماء الراقد لجس نبض السعودية ولتوصيل رسالة مفادها أن الإمارات تريد أن تنسحب بقواتها من الحرب لكنها ستستمر تلك المرة بجانب السعودية لكنها في الوقت ذاته لن تستمر بشكل لا نهائي".

فيديو قد يعجبك: