إعلان

أبو الغيط والعربي.. من "الخارجية إلى الجامعة العربية والعكس"

11:14 ص الثلاثاء 08 مارس 2016

أبو الغيط والعربي

كتب – محمد مكاوي: 

قبل 5 سنوات من الآن كان السفير أحمد أبو الغيط يلملم أوراقه من مكتبه بوزارة الخارجية بمقر كورنيش النيل بالقاهرة، بعد أن مكث فيها نحو 7 سنوات ليكن بذلك أخر وزراء خارجية نظام مبارك، وفي الوقت نفسه بدأ في تسليم حقائبه وملفاته إلى خلفه الدكتور نبيل العربي الذي اختاره عصام شرف رئيس "حكومة الإنقاذ" آنذاك وزيرًا لخارجية مصر بعد ترشيحه من قِبل "شباب الثورة".

تدور الأيام وتمر السنون، ويستعد العربي إلى لملمة أوراقه من مكتبه ولكنه ليس في وزارة الخارجية وإنما في جامعة الدول العربية بميدان التحرير والتي اختير في مايو 2011 أمينا عامًا لها، كما أنه يستعد أيضًا إلى تسليم حقائبه وملفاته المفتوحة إلى خلفه والتي تشاء الظروف والأقدار أن يكون أقرب المرشحين لهذا المنصب أبو الغيط مرشح مصر لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية، والتي من المقرر أن يختاره وزراء خارجية العرب يوم الخميس في اجتماع غير عادي برئاسة الإمارات.

وأعلن السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، أن الجامعة تلقت مذكرة رسمية من مصر تفيد بترشيح السفير أحمد أبو الغيط لمنصب الأمين العام خلفًا للدكتور نبيل العربي الذي تنتهي ولايته في أول يوليو المقبل، مشيرًا إلى أنه المرشح الوحيد لهذا المنصب حتى الآن.

سياسات أبو الغيط تبدو أنها متوافقة مع مواقف الدول العربية خاصة الخليجية ومنها موقفه تجاه حزب الله اللبناني الذي صنفته دول الخليج العربي مؤخرًا "منظمة إرهابية"، ففي عام 2006 اتهم أبو الغيط حزب الله اللبناني بالتعمد في إثارة الحرب مع إسرائيل في مسعى منه لإفشال خطط الحكومة اللبنانية تطبيق الاتفاق الذي ينص على نزع سلاح الحزب، وقال نصًا في مقابلة مع التلفزيون المصري حِينئذٍ "إن ما قام به نصر الله كان خطوة غير محسوبة عرّض من خلالها لبنان وشعبه والمجتمع اللبناني لخسائر كبيرة".

واعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي، يوم الأربعاء الفائت، حزب الله اللبناني وقادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه "منظمة إرهابية"، وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي إن "دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميلشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها". 

وأيضًا تتوافق سياسات أبو الغيط مع دول الخليج تجاه إيران، واتهم أبو الغيط إيران بالوقوف وراء التصعيد الذي أدى إلى الحرب على غزة، وحملها المسؤولية الكاملة لما يعيشه أهالي القطاع من فقر ودمار وخراب.

وفي عام 2010 طالب أبو الغيط إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج والعراق ولبنان. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية "يجب عدم السماح بالتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لدول الخليج". وأضاف "نقول لاخوتنا في إيران، إذا ما كانت هذه الإشارات والإيحاءات والإيماءات صحيحة، فيجب أن يتوقفوا، ويجب أن يترك العراق في حاله ويجب أن يترك لبنان لحاله، ويجب ألا تتعرض إيران للبحرين بأي شكل من الأشكال".

وقال أبو الغيط الذي رافق الرئيس حسني مبارك في زيارة الى الدوحة وقتها: "أمن دول الخليج يأتي أولًا، ومصر تعطيه أكبر قدر من اهتمامها".

undefined

وقطعت السعودية ودول الخليج علاقاتها مع إيران وذلك بعد اقتحام متظاهرين إيرانيين مقر السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد وأضرموا النيران فيها، احتجاجًا على إعدام السعودية رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر ضمن 38 شخصًا اتهمتهم السعودية بالإرهاب والتحريض على العنف.

undefined

اتُهم أبو الغيط إبان توليه حقيبة الخارجية المصرية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك باتخاذ سياسية تقاربية مع إسرائيل، كما تعرض لانتقادات كبيرة في مصر والعالم العربي بعدما أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني عام 2008 الحرب على قطاع غزة خلال مؤتمر صحفي معه في القاهرة بحسب ما نشرته بي بي سي عربي.

سياسة أبو الغيط تجاه حركة حماس الفلسطينية، معروفة ففي عام 2009 قال وزير الخارجية الأسبق: "نحن نتكلم مع حماس باعتبارها تنظيمًا وليس سلطة موازية، نحن لا نعترف بحكومة إسماعيل هنية.. مصر لن تعترف بسلطة حمساوية في غزة"، كما نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط تصريحا شهيرًا قال فيه "من يكسر خط الحدود المصرية ستكسر قدمه".

undefined

من هو أبو الغيط

أبو الغيط المولود في 12 يونيو من عام 1942، حصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 1964، وفي العام التالي مباشرة التحق بالعمل بوزارة الخارجية، وعُيّن عام 1968 حتى عام 1972 سكرتيرًا ثالثًا في سفارة مصر بقبرص، ثم اختير بعد ذلك عضوًا بمكتب أول مستشار لرئيس الجمهورية للأمن القومي الراحل حافظ إسماعيل.

وفي عام 1974 عين سكرتيرًا ثانيًا بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، ثم رُقي إلى سكرتير أول، وفي عام 1977 عُين سكرتير أول لمكتب وزير الخارجية، وفي عام 1979 عين مستشارًا سياسيًا بالسفارة المصرية بموسكو، وفي عام 1982 أُعيد إلى الوزارة وعُين بمنصب المستشار السياسي الخاص لوزير الخارجية، وفي عام 1984 عُين مستشارًا سياسيًا خاصًا لدى رئيس الوزراء.

وخلال عام 1985 عين مستشارًا بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، وفي عام 1987 عين مندوبًا مناوبًا لمصر لدى الأمم المتحدة، ثم عام 1989 عين بمنصب السكرتير السياسي الخاص لوزير الخارجية، وفي عام 1991 عين مديرًا لمكتب الوزير.

عام 1992 أصبح "أبو الغيط" سفيرًا لمصر لدى إيطاليا ومقدونيا وسان مارينو وممثلًا لمصر لدى منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، وخلال عام 1996 عُين مساعدًا لوزير الخارجية، وفي عام 1999 عين بمنصب مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة، ثم في يوليو من عام 2004 عين وزيرًا للخارجية ليخلف أحمد ماهر بالمنصب.

تولى أبو الغيط منصب وزير الخارجية منذ يوليو 2004 حتى مارس 2011، ورحل مع حكومة أحمد شفيق قبل أن يسلم مهام منصبه إلى نبيل العربي.

 

 

فيديو قد يعجبك: